أمادو هايدارا: تعلمت فنون كرة القدم من يايا توريه وستيفن جيرارد

لاعب لايبزيغ المالي يتحدث عن التأهل لدور الـ16 بدوري الأبطال ومساعدة الأطفال في وطنه

أمادو هايدارا (وسط) خلال المبارة التي هزم فيها لايبزيغ ريال مدريد في دوري الأبطال (أ.ب)
أمادو هايدارا (وسط) خلال المبارة التي هزم فيها لايبزيغ ريال مدريد في دوري الأبطال (أ.ب)
TT

أمادو هايدارا: تعلمت فنون كرة القدم من يايا توريه وستيفن جيرارد

أمادو هايدارا (وسط) خلال المبارة التي هزم فيها لايبزيغ ريال مدريد في دوري الأبطال (أ.ب)
أمادو هايدارا (وسط) خلال المبارة التي هزم فيها لايبزيغ ريال مدريد في دوري الأبطال (أ.ب)

يبتسم النجم المالي أمادو هايدارا وهو يتذكر تلك الأيام الخوالي التي كان يلعب فيها كرة القدم في شوارع باماكو، والأصدقاء الذين تعرف عليهم أثناء اللعب في أكاديمية «جيه إم جي» للناشئين، والرحيل عن مالي لتحقيق حلمه في أن يلعب كرة القدم على المستوى الاحترافي. يقول هايدارا: «كان عمري 18 عاماً، وكان من الصعب أن أترك عائلتي، لكن كان من المهم العمل بكل جدية. يتعين عليك أن تقدم التضحيات حتى تحقق أهدافك».
لم يكن اللاعب المالي الدولي يريد أن يعترض طريقه أي شيء. وعندما كان صغيراً في السن، كان يفعل أي شيء لمساعدة زملائه في الفريق لدرجة أنه حاول مواصلة اللعب رغم معاناته من إصابة في الركبة خلال إحدى المباريات المهمة على مستوى فريق الشباب. يقول هايدارا: «شعرت بالألم، لكن لم أكن أرغب أن يلعب فريقي من دوني. لذلك، واصلت اللعب وبدأت ركبتي في التورم، لذلك أخرجني المدير الفني من الملعب في نهاية المطاف. كنت أبكي لأنني لم أستطع مساعدة زملائي في الفريق، وكان من الصعب للغاية مشاهدتهم يلعبون وأنا أجلس بالخارج». وقاد هايدارا نادي لايبزيغ للفوز على ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين في دوري أبطال أوروبا، ثم الفوز خارج ملعبه على شاختار دونيتسك برباعية نظيفة، ليتأهل الفريق إلى دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا. يقول النجم المالي: «إنه لأمر رائع أن تفوز على ريال مدريد».
وبعد عام واحد من انتقاله لنادي لايبزيغ، وصل النادي الألماني إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في عام 2020. وكان اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً يفكر بعناية في مسيرته الكروية عندما كان صغيراً في السن، وكان كثير من الأندية الأوروبية مهتماً بالتعاقد معه بعد أن لعب دوراً رئيسياً في وصول مالي إلى المباراة النهائية لكأس العالم تحت 17 عاماً في عام 2015، لكن العرض الذي قدمه له نادي ريد بول سالزبورغ كان هو الأكثر إقناعاً.
يقول النجم المالي: «قبل أن أوقع لنادي سالزبورغ، مكثت هناك لمدة أسبوع، ورأيت أن هذا النادي مختلف عن الآخرين. ورأيت أنه لا يسهم في بناء اللاعب فحسب، ولكن يسهم أيضاً في بناء شخصيته. وعلاوة على ذلك، كان لدي صديق جيد في أكاديمية الناشئين هناك، وهو ديادي سماسيكو. كنت أعرف أنه نادٍ سيمنحني الفرصة للعب والتطور والتحسن». وداخل أكاديمية سالزبورغ للناشئين، التقى هايدارا لأول مرة بماركو روز، المدير الفني لنادي لايبزيغ. وقاد روز فريق الشباب بالنادي النمساوي للحصول على لقب الدوري الأوروبي للشباب في عام 2017، ثم أصبح المدير الفني للفريق الأول بالنادي. يقول هايدارا: «لقد فعلنا أنا وماركو الكثير معاً. ماركو من نوعية المديرين الفنيين الذين يعملون على تطوير قدرات اللاعبين الشباب، كما يأخذ الوقت الكافي للتحدث معهم والاستماع إليهم».
وتعاقد لايبزيغ مع روز بعد إقالة دومينيكو تيديسكو بعد ساعات من خسارة الفريق الألماني على ملعبه في الجولة الأولى لدوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام شاختار بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. يقول هايدارا عن ذلك: «كانت بداية صعبة، لكننا كنا نعلم أنه يمكننا القيام بعمل أفضل. جاء المدير الفني الجديد وتحدث معنا كثيراً، وجعلنا نشاهد كثيراً من مقاطع الفيديو وشرح لنا ما يتعين علينا القيام به حتى تكون لدينا فرصة للاستمرار في دوري أبطال أوروبا».
ويضيف: «إنه يمنحنا الثقة المطلوبة للعب بشكل جيد، ويطلب منا أن نكون مبدعين عندما نستحوذ على الكرة. ومن الناحية التكتيكية، يقدم لنا نصائح جيدة، ويعطينا كثيراً من التعليمات فيما يتعلق بالطريقة التي يجب أن نلعب بها عندما نفقد الكرة. إننا نحب أن نضغط على لاعبي الفريق المنافس. إنه يجعلنا نثق بأنفسنا، ويدعمنا لتحقيق الفوز على الفرق الكبيرة».
ودائماً ما يتمتع هايدارا، الذي يصف نفسه بأنه لاعب خط وسط قادر على اللعب من منطقة جزاء فريقه حتى منطقة جزاء الفريق المنافس، بالثقة الكبيرة في النفس. وكان اللاعب الفرنسي الدولي السابق جان مارك جيلو هو من أسس أكاديمية «جيه إم جي»، التي افتتحت لها عدة فروع في أفريقيا. ومن أبرز خريجي هذه الأكاديمية لاعب خط وسط برشلونة ومانشستر سيتي ومنتخب ساحل العاج السابق يايا توريه. وكان انضمام هايدارا لهذه الأكاديمية بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرته الكروية.
يقول هايدارا: «في البداية كان الأمر صعباً على والديّ لأنني كنت صغيراً جداً. لقد كانا يفكران في دراستي، وما سيحدث لو لم أنجح في أن أكون لاعباً محترفاً. قالت أكاديمية الناشئين إنه يمكنني أن أركز على تعليمي، لكن يتعين علي أيضاً أن أتلقى مستوى جيداً من التدريب كل يوم». ويضيف: «كان والداي يدعماني دائماً. وبالنسبة لهما، كان من المهم أن أستمر في المدرسة لأنك لا تعرف أبداً ما يمكن أن يحدث في كرة القدم. لكنهما كانا دائماً يقفان إلى جانبي. لقد كانا يريدان فقط أن أعرف الصواب من الخطأ وأن أكون شخصاً جيداً».
لم يقطع هايدارا أبداً علاقته بجذوره، وشارك في بناء مركز صحي في كيلا، جنوب باماكو. ويقول عن ذلك: «إنه في بلدة صغيرة قريبة لم يكن بإمكان سكانها الوصول إلى المستشفيات هناك، لذا إذا حدث شيء سيئ في هذه المدينة فأنت لا تعرف أبداً ما يمكن أن يحدث في حال عدم الوصول إلى المستشفى بسرعة. لا يزال المركز قيد الإنشاء، لذا نأمل في أن يتم بناؤه في أسرع وقت ممكن».
وساعدت مؤسسة هايدارا أيضاً في إقامة معسكرات لكرة القدم بالصيف للأطفال في باماكو، وقد حضر لاعبون في مالي أحد هذه المعسكرات. يقول هايدارا: «لقد كانت لحظة استثنائية للغاية أن أرى الأطفال يبتسمون وهم يلعبون وأن أعرف أنه يمكنني تنظيم شيء كهذا حتى يمكنهم ممارسة كرة القدم. لقد كان المعسكر الذي أقيم به في باماكو جيداً للغاية، وأصبحت شركة أورانج شريكاً وتكفلت بسفر بعض الأطفال للعب في بطولة بالمغرب ووصلنا إلى المباراة النهائية. لقد خسرنا في النهاية، لكننا قدمنا أداء جيداً على أي حال». ويضيف: «مجرد رؤية الأطفال وهم يبتسمون ويحلمون ويعرفون أنه يمكنني مساعدتهم هو أمر استثنائي. إنني أعرف جيداً مدى قسوة وصعوبة الحياة في مالي. ليس من السهل أن تعيش هناك، لكني الآن لاعب محترف ويمكنني أن أجعل هؤلاء الأطفال يبتسمون».
وربما تؤدي هذه المعسكرات إلى ظهور هايدارا جديد. ويعرف هايدارا نفسه ما يعنيه الأمر بالنسبة للاعب صغير أن يكون له مثل أعلى من اللاعبين البارزين، ويقول: «كنت أحب يايا توريه، الذي كان يمكنه فعل كل شيء بالكرة ومن دونها. كما كنت أحب ستيفن جيرارد، فكل شيء كان يفعله كان مذهلاً. إنني أحب مشاهدة مقاطع فيديو له من أجل التعلم مما كان يقدمه. في الواقع تعلمت فنون كرة القدم من يايا توريه وستيفن جيرارد. وهناك كثير من اللاعبين الرائعين الآن أيضاً، مثل ماركو فيراتي، الذي يقدم مستويات مذهلة عندما تكون الكرة بين قدميه. وكاسيميرو أيضاً لاعب رائع، لكنني أريد أن ألعب بطريقتي الخاصة».
وأشارت تقارير إلى اهتمام بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بالتعاقد مع هايدارا خلال الصيف، لكن اللاعب المالي يركز مع فريقه حالياً بعيداً عن أي ضوضاء أو تقارير إعلامية، ويقول: «يلعب عدد من أصدقائي هناك، لكنني الآن في لايبزيغ وأعمل بكل جدية من أجل مواصلة تطوري. المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز قوية للغاية، ودائماً ما تكون ممتعة بغض النظر عن الفريقين اللذين يلعبان ضد بعضهما. سوف نرى ماذا سيحدث، لكنني سعيد في لايبزيغ».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».