من «الأخضر» إلى «الأزرق»... شجون البيئة تتنقل في «كوب 27»

نشطاء حملات نزع الألغام والنباتيون يحشدون لمطالبهم

نشطاء مشاركون في وقفة لتطهير صحراء مصر من الألغام على هامش (كوب 27) في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
نشطاء مشاركون في وقفة لتطهير صحراء مصر من الألغام على هامش (كوب 27) في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
TT

من «الأخضر» إلى «الأزرق»... شجون البيئة تتنقل في «كوب 27»

نشطاء مشاركون في وقفة لتطهير صحراء مصر من الألغام على هامش (كوب 27) في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)
نشطاء مشاركون في وقفة لتطهير صحراء مصر من الألغام على هامش (كوب 27) في شرم الشيخ (الشرق الأوسط)

بينما تدور النقاشات بين القادة والسياسيين في المنطقة الزرقاء بقمة المناخ «كوب 27»، كانت المنطقة الخضراء التي تبعد عنها عدة كيلومترات على موعد مع وقفات احتجاجية رمزية، تهدف إلى توصيل صوت الناشطين في القضايا ذات البعد البيئي.
ورغم أن بعض القضايا التي طرحها الناشطون لم تكن لها علاقة وثيقة بالتغيرات المناخية، فإن منظمي هذه الوقفات وجدوا في هذا الحدث الدولي فرصة لتوصيل صوتهم للعالم.
ومن بين الوقفات الاحتجاجية التي استضافتها المنطقة الخضراء، نظم ناشطون وقفة للمطالبة بنزع الألغام من منطقة العلمين بمصر، ورفع هؤلاء الناشطون لافتات تحمل عبارات «حياة بلا ألغام» و«أين حق مصر بعد الإضرار بأراضيها؟»، و«حياة هادئة بلا حروب».
وقال الناشط الإسباني كيريو أباشكر لـ«الشرق الأوسط» إنه «على الرغم مما تشهده منطقة العلمين من تنمية ونهضة غير مسبوقتين، وهما من أدوات القضاء على المشكلة، فإننا نريد بوقفتنا هذه أن نُذكر العالم الذي يشهد حالياً صراعات في أماكن مختلفة بضحايا هذه الألغام».
ومن جانبها، تقول الناشطة المصرية بمجال نزع الألغام منى محمود: «صحيح أن مصر قامت بتطهير مساحة كبيرة من أراضي العلمين، ونتج عن ذلك إنشاء مدينة العلمين الجديدة، لكن لا تزال هناك مساحات لم يتم تطهيرها بعد، ومن حقنا أن نطالب العالم بالوقوف إلى جانب مصر في هذه المهمة».
و«بلغت المساحة التي تم تطهيرها 5100 كم تمثل 57 في المائة من المساحة المستهدفة، ولا تزال هناك مساحات كبيرة» كما تشير منى.
ويتفق معها كريم محمد، المشارك في الوقفة الاحتجاجية، والذي قال: «نحن نريد أن نذكر العالم بحق مصر لدى الدول التي أضرت بأرضها؛ لأن نزع الألغام عملية مكلفة للغاية».
وقبل وقفة الناشطين المطالبين بنزع الألغام، نظم «النباتيون» وقفة احتجاجية ذات علاقة بتغير المناخ، طالبوا فيها بـ«وقف قتل الحيوانات، والتحول إلى النظام النباتي في الغذاء»، وطالبوا دول العالم بالتوقف عن استخدام الحيوانات كغذاء.
ورفع الناشطون لافتات تحمل صور الحيوانات وعبارات «لا تقتلني»، بأكثر من لغة، وكذلك «أوقفوا قتل الحيوانات» و«النظام النباتي هو الحل»، و«تحول لشخص نباتي واصنع السلام»، و«زراعة عضوية ونظام نباتي يحافظان على الكوكب».
واختار أحد الناشطين طريقة لجذب الانتباه، حيث قام بالغناء على الجيتار احتجاجاً على استخدام الحيوانات من أجل الغذاء.
وقالت سيرنا بريتو إحدى المشاركين في الوقفة الاحتجاجية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نتعامل مع سلوكيات، كنمط غذائنا، على أنها بسيطة وغير مؤثرة وهذا ليس حقيقياً، فالاعتماد على الحيوانات في الغذاء يزيد من تربية الحيوانات، وهذا من شأنه أن يزيد من انبعاثات أحد الغازات الدفيئة، وهو غاز الميثان».
وغاز الميثان من أبرز الغازات الدفيئة التي تحرك التغير المناخي العالمي، رغم تحلله السريع مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
وتقول بريتو: «رغم تحلله لسريع، فإنه فعال بدرجة أكبر من ثاني أكسيد الكربون (تصل إلى 25 مرة) في حبس الحرارة، وهو ما يساعد على الاحترار العالمي».
وكانت تقارير ودراسات علمية حديثة قد أشارت إلى أن مستويات الميثان في الغلاف الجوي أصبحت تفوق ما كانت عليه في أي وقت مضى خلال 800 ألف عام مضت».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.