قتلى وجرحى في «تفجير إرهابي» استهدف معسكراً للجيش الصومالي

«أفريكوم» تعلن مقتل 15 من «الشباب»

أعمدة الدخان تتصاعد عقب عملية إرهابية استهدفت معسكراً للجيش الصومالي (الوكالة الصومالية)
أعمدة الدخان تتصاعد عقب عملية إرهابية استهدفت معسكراً للجيش الصومالي (الوكالة الصومالية)
TT

قتلى وجرحى في «تفجير إرهابي» استهدف معسكراً للجيش الصومالي

أعمدة الدخان تتصاعد عقب عملية إرهابية استهدفت معسكراً للجيش الصومالي (الوكالة الصومالية)
أعمدة الدخان تتصاعد عقب عملية إرهابية استهدفت معسكراً للجيش الصومالي (الوكالة الصومالية)

لقي 15 شخصاً على الأقل، مصرعهم في «تفجير انتحاري» عند مدخل معسكر تدريب للجيش الصومالي جنوبي العاصمة مقديشو، بينما أعلن الجيش الأميركي أنه قتل 15 من عناصر «حركة الشباب» في أحدث غارة جوية.
وطبقاً لـ«وكالة الأنباء الوطنية الصومالية»، فقد فجر انتحاري نفسه عند البوابة الأمامية لمعسكر «نعنع» للتدريب، الكائن في مديرية ودجر بمحافظة بنادر، واعتبرت أن هذا التفجير إحدى الهجمات اليائسة التي تشنها ميليشيات «حركة الشباب» الإرهابية التي تلقت ضربات موجعة وتكبدت خسائر فادحة في المعارك الجارية بمحافظات البلاد.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن مصدر أمني، أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه عند مدخل مركز للتدريب العسكري، يتمتع بحراسة أمنية مشددة».
وأعلنت «حركة الشباب» المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي ادعت أنه استهدف معسكر تدريب القناصة، الواقع في منطقة ودجر بمقديشو، وزعمت أنه أسفر عن مقتل 105 أشخاص وجرح 37 آخرين، من بينهم ضباط مهمون. كما زعمت، في بيان نشرته «إذاعة الفرقان» المحلية الموالية لها اليوم، أنها نفذت 9 هجمات استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في أحياء متفرقة من مقديشو.
في سياق متصل، أعلنت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) أنها شنت ما وصفته بـ«ضربة جماعية للدفاع عن النفس ضد إرهابيي (الشباب)» الذين كانوا يهاجمون قوات الجيش الصومالي بالقرب من كادالي، مشيرة إلى أن التقييم الأولي للضربة التي طلبها الجيش الصومالي قتلت 15 مهاجماً من إرهابيي الحركة، ولم يصب أو يُقتل مدنيون.
وأوضحت، في بيان لها مساء أمس (السبت)، أن تنفيذ الغارة الخميس الماضي، يأتي في إطار تقديم الدعم لعمليات الحكومة الصومالية المستمرة ضد الحركة، التي وصفتها بأنها أكبر شبكة لـ«القاعدة» وأكثرها نشاطاً في العالم، مشيرة إلى أنها أثبتت إرادتها وقدرتها على مهاجمة الشريك والقوات الأميركية وتهديد المصالح الأمنية الأميركية.
وتعهدت «أفريكوم» بمواصلة تقديم التدريب والمشورة وتجهيز القوات الشريكة لمنحها الأدوات التي تحتاجها لتقويض «حركة الشباب». وبينما أشار محمد عبدي محافظ بكول إلى ضرورة تعزيز العمليات العسكرية على ميليشيات الخوارج التي بدأت في المناطق التابعة لولاية جنوب الغرب، وصل وزير الداخلية الصومالي أحمد معلم فقي، إلى مدينة بيدوا، العاصمة المؤقتة للولاية؛ للاطلاع على أوضاعها العامة.
ومنذ 2007، تقاتل «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الحكومة الصومالية الفيدرالية المدعومة من المجتمع الدولي، وعلى الرغم من أنها طردت من المدن الكبرى وبينها مقديشو في 2011، فإنها لا تزال متحصنة في مناطق ريفية مترامية، وخصوصاً في جنوب البلاد.
وفضلاً عن تمرد «الشباب»، يعيش الصومال خطر مجاعة وشيكة نتيجة أخطر جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من أربعين عاماً، حيث يطاول الجفاف 7.8 مليون شخص يشكلون نحو نصف تعداد السكان، بينهم 213 ألفاً مهددون بمجاعة خطيرة، وفق الأمم المتحدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».