مع دخول الحرب الأوكرانية شهرها التاسع، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، مخصصة في جانب منها لتمويل تحديث وشراء 45 دبابة «تي - 72» الروسية من تشيكيا. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة، إن الحزمة الأخيرة «تؤكد استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا من خلال تلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحاً، مع بناء قدرة القوات المسلحة الأوكرانية للدفاع عن سيادتها على المدى الطويل». وجاء في البيان أن الولايات المتحدة خصصت الآن أكثر من 18.2 مليار دولار لأوكرانيا منذ بداية الاجتياح الروسي «غير المبرر والوحشي في 24 فبراير (شباط)». وتشمل المساعدة العسكرية صواريخ «هوك» للدفاع الجوي تم تجديدها، وتمويل 45 دبابة «تي - 72» تم تجديدها مع أنظمة رصد واتصالات ودروع متطورة، و1100 طائرة من دون طيار من نوع «فينيكس غوست»، و40 زورقاً مصفحاً للقيادة النهرية، وتمويل تجديد 250 مركبة مصفحة من طراز «إم 117»، وأنظمة الاتصالات، والمراقبة التكتيكية، وتمويل التدريب، والصيانة.
وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي الجمعة، الولايات المتحدة على مساعدتها الأخيرة، وقال إن المركبات المدرعة على وجه الخصوص هي التي «نحتاج إليها بشدة للمضي قدماً في الجبهة». وقال: «أنا ممتن للرئيس بايدن والكونغرس الأميركي والشعب الأميركي بأسره للمساعدة المستمرة والحيوية». وفي وقت سابق الجمعة، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، خلال زيارة إلى كييف، إن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيظل «ثابتاً»، ولن يتغير بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يوم الثلاثاء المقبل. وقال سوليفان خلال إفادة صحافية: «نعتزم تماماً ضمان وجود الموارد حسب الضرورة، وأننا سنحصل على أصوات من كلا الحزبين، لتحقيق ذلك».
وتأتي تصريحات زيلينسكي وسوليفان، بعدما أشار بعض الجمهوريين إلى أنهم سيحاولون تقليص المساعدات الأميركية لكييف إذا فازوا بالسيطرة على الكونغرس. وفي الشهر الماضي، قال كيفن مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، إن على الأميركيين عدم «كتابة شيك على بياض» لأوكرانيا.
في غضون ذلك، قالت هولندا إنها ستنفق ما يقرب من 45 مليون دولار على تجديد دبابات «تي - 72»، لأنها تتعاون مع الولايات المتحدة وجمهورية التشيك، في تأمين شحنة من 90 دبابة تشيكية حديثة. كما تسلمت أوكرانيا الدفعة الأولى من المركبات المدرعة «بي إم بي - 1» من اليونان.
وعلى صعيد متصل، أعطت الولايات المتحدة موافقتها ودعمها لصفقة بيع 32 طائرة «إف - 16»، محدثة من مخزونات النرويج لرومانيا. وقال وزير الدفاع النرويجي، بيورن أريلد غرام، إن «الاتفاقية التي وقعتها بلاده مع رومانيا، ستساعد في تعزيز القوة الجوية لأحد حلفائنا في الناتو، وستدر في الوقت نفسه عائدات لكل من الصناعة النرويجية والدولة النرويجية».
من ناحية أخرى، أعلن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن الولايات المتحدة «تعمل بشكل وثيق مع الأوكرانيين»، وأن المسؤولين من البلدين، «يتحدثون بشكل شبه يومي عن القدرات العسكرية لأوكرانيا، وما هو مطلوب وما يمكن أن تقدمه واشنطن لها». وقال كيربي إن الولايات المتحدة تتطلع إلى توفير مزيد من القدرات المتقدمة لمساعدة أوكرانيا في تدمير الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز التي يطلقها الروس على البنية التحتية المدنية. وقال: «نحن نعمل أيضاً مع حلفاء وشركاء من نحو 40 دولة أخرى، يسهمون في المساعدة الأمنية لأوكرانيا. كانت فرنسا وإسبانيا وألمانيا مسهامين رئيسيين حقيقيين فيما يتعلق بتوفير بعض قدرات الدفاع الجوي الإضافية». وفي تصريحات لاحقة، قال كيربي إنه من المشجع أن نسمع أن الروس لا يريدون تصعيداً نووياً. وأضاف: «نأمل أن يقصدوا ذلك بالفعل لأننا نتفق على أنه لا ينبغي خوض حرب نووية أبداً. ومن المؤكد أنه لا يمكن الفوز بها». لكنه أضاف أن واشنطن «تحكم على ما يفعلونه على الأرض وليس على ما يقولونه»، في إشارة إلى «تعبئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من 300 ألف جندي احتياطي»، و«الاستفتاء الوهمي» الذي أجرته موسكو في أوكرانيا لضم الأراضي التي لا تستطيع احتلالها عسكرياً، سياسياً، وكذلك طلبها للمساعدة من دول مثل إيران وكوريا الشمالية.
في هذا الوقت، تصاعدت المطالبات بضرورة قيام الولايات المتحدة بتأمين نظم دفاعية فعالة لأوكرانيا، لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة «الرخيصة» التي حصلت عليها روسيا من إيران. وفيما يؤمن النظام الصاروخي الأميركي «ناسامس»، الذي ستحصل عليه أوكرانيا خلال أسابيع، الحماية من هجمات صواريخ «كروز»، لكنه لا يوفر حماية مناسبة بشكل مثالي، للتعامل مع الهجمات باستخدام طائرات من دون طيار الإيرانية، خصوصاً من طراز «شاهد - 136». ويعود ذلك، بحسب الخبراء، إلى مزيج التحدي للطائرات الإيرانية من السرعة البطيئة، ومستوى طيرانها المنخفض، ومحدودية المقطع العرضي للرادار، والقدرة على الهجوم في أسراب من اتجاهات متعددة. ويمكن لهذه القدرات أن تمكن مجموعة من طائرات «شاهد - 136» من التغلب على منظومة واحدة من «ناسامس». وحتى لو تمكن النظام من التصدي للطائرات الإيرانية، ينبغي الإشارة إلى أن كلفة الصاروخ الواحد من «ناسامس» تتجاوز بشكل كبير تكلفة طائرة «شاهد - 136»، بنسبة من 1 إلى 30. ويقول الخبراء إنه من أجل حماية منظومة «ناسامس» نفسها من هجمات تلك الطائرات، ينبغي على واشنطن الإسراع في تسليم أنظمة دفاع منخفضة الكلفة، وصل واحد منها إلى كييف، فيما العمل جارٍ على تسليم نظام آخر يدعى «فامباير». وهو سلاح مخصص للتصدي للمركبات الصغيرة وقذائف المدفعية والهاون وغيرها من القذائف منخفضة التكلفة. ويتكون النظام من مستشعر كهروضوئي وأشعة تحت الحمراء (للكشف عن الطائرة من دون طيار)، ومميز ليزر (لتتبع الطائرة من دون طيار)، وقاذفة من 4 فتحات من صواريخ قصيرة المدى عيار 70 ملم، محملة على ظهر شاحنة صغيرة. لكن تسليم نظام «فامباير» يواجه مشكلة، لأنه لم يتم منح العقد بعد للشركة المصنعة، ومن غير المرجح أن يصل إلى أوكرانيا قبل مايو (أيار) 2023، بحسب المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر.
مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا تشمل دبابات «تي ـ 72» وصواريخ «هوك»
مطالبات بتسليم أنظمة منخفضة التكلفة ضد المسيّرات الإيرانية
مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا تشمل دبابات «تي ـ 72» وصواريخ «هوك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة