العنف يتواصل في الوسط العربي في إسرائيل

جرائم القتل حصدت 95 شاباً منذ بداية العام

TT

العنف يتواصل في الوسط العربي في إسرائيل

واصلت أعمال الجريمة في الوسط العربي في إسرائيل حصد المزيد من الأرواح، إذ تم الإعلان عن مقتل شاب آخر يوم الجمعة بعد إطلاق النار عليه في يافا، في حادث تعتقد الشرطة أنه مرتبط بنزاع جنائي محلي.
وهذا أحدث حادث عنيف وسط موجة الجريمة التي ابتلي بها المجتمع العربي في إسرائيل في السنوات الأخيرة.
وأصيب أحمد دكة (23 عاما) بجروح خطيرة بعد أن أطلق مجهولون النار عليه أثناء ركوبه دراجته النارية، ليتم نقله إلى مركز ولفسون الطبي حيث توفي متأثرا بجراحه.
وقال سكان محليون لموقع «واي نت» الإخباري إن دكة كانت علاقاته جيدة مع كل من حوله، وأنهم فوجئوا بمقتله.
وقال أحد أصدقاء العائلة: «لم نشعر أنه يتعرض للتهديد لقد كان يتصرف بشكل طبيعي». أضاف: «للأسف، لا ينتهي العنف والجريمة في المجتمع العربي، وفي كل مكان هناك خطر على الحياة. إن كل الجهات المسؤولة عن أمننا فشلت في القضاء على العنف».
وبعد قتل دكة سجلت عدة حالات عنف، الأولى في منطقة «الزرازير» شمال إسرائيل أصيب خلالها شاب في العشرينات من العمر بجروح متوسطة بعد تعرّضه لحادث عنف، والثانية في منطقة «رهط» في النقب أصيب خلالها شاب عمره 23 عاماً بجروح متوسطة خلال شجار تخلله إطلاق نار وإلقاء زجاجات حارقة، والثالثة كذلك في رهط واعتقلت خلالها الشرطة 3 شبان في العشرينيات من أعمارهم، من مدينة رهط، بشبهة الضلوع في شجار عنيف في أحد شوارع بئر السبع.
وشهد المجتمع العربي زيادة في أعمال العنف في السنوات الأخيرة وسط تصاعد الجريمة المنظمة وانتشار الأسلحة غير المشروعة.
وفقا لمنظمة «مبادرات إبراهيم» التي تتابع العنف في المجتمع العربي، قُتل ما لا يقل عن 95 عربيا في جرائم قتل في إسرائيل منذ بداية العام ويحمل 91 منهم الجنسية الإسرائيلية.
وتستمر حالات العنف على الرغم من أن الشرطة دفعت بقوات إضافية في المناطق العربية وأطلقت خطة لمحاربة الجريمة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا مواصلة مكافحتها المستمرة ضد ظواهر العنف والجريمة في المجتمع العربي كجزء من حملة «المسار الآمن»، التي انطلقت قبل حوالي عام.
وقالت الشرطة إنه تم اتخاذ إجراءات ضد ما يقارب 1100 من مرتكبي الجرائم في المجتمع العربي، وتم تقديم لوائح اتهام ضد 456 من الجناة الذين أحيلوا إلى العدالة إثر تورطهم في أحداث جنائية كما تم ضبط أكثر من 530 قطعة سلاح.
وأكدت الشرطة أنه خلال عام من النشاط، من خلال نيابة الشرطة والنيابة العامة، تم تقديم 456 لائحة اتهام من أصل 1422 هدفاً بشرياً تم تحديدهم خلال العام على أنهم مرتكبو الجرائم الرئيسيون في المجتمع العربي. ومن هؤلاء، تم توقيف 397 متهماً حتى نهاية الإجراءات القانونية ضدهم. وقد تم تقديم 32 لائحة اتهام ضد أهداف تنتمي إلى منظمات إجرامية، هذا وتُدار تحقيقات ضد 49 مشتبهاً إضافياً بالتورط في جرائم لم يكتمل التحقيق فيها بعد.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أطلقت حملة المسار الأمن بمشاركة جميع ألوية الشرطة، ووحدة لاهف 433، وحرس الحدود، ونيابة الشرطة، ووحدات التحقيقات والأنشطة الميدانية وقسم المرور، وقسم مكافحة الجريمة والمستشار القضائي للشرطة.
لكن تحرك الشرطة لم يكن مقنعا للجماهير العربية.
وتتهم الجماهير العربية الشرطة بالتقاعس في المناطق العربية والتواطؤ مع منظمات الجريمة.
وكان عضو الكنيست الإسرائيلي سامي أبو شحادة توجه لممثلية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان طالبا تدخلها بعد فشل الدولة في وقف الجرائم في الوسط العربي، ولمواجهة العنصرية المؤسساتية في الشرطة الإسرائيلية وفي أذرع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الأخرى.


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.