وسط تحديات لوجستية وتداعيات عالمية تفرض نفسها راهناً على جميع مناحي الحياة، يواصل مسؤولو مهرجان «شباك» للثقافة العربية، في لندن، تجهيز برنامج الدورة المقبلة من المهرجان الذي يعد أكبر مهرجان للفن العربي المعاصر في لندن، ونافذة على الثقافة العربية المعاصرة، إذ يخلق الصلة بين جمهور لندن والثقافات العربية عبر برامج عديدة كالفن المرئي، والفيلم، والموسيقى، والمسرح، والرقص، والآداب، والعمارة والمناقشة.
ويسعى المهرجان الذي أبصر النور عام 2011 للإجابة عن التساؤلات التي تشغل اهتمامات الجمهور، متماهياً مع الأحداث والمتغيرات العالمية، فبينما ركزت الدورة الماضية من المهرجان على دور الفن خلال جائحة كورونا، فإن الدورة المقبلة سوف تركز على دور الفن والفنانين في أزمة التضخم والغلاء الراهنة، وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية والتوترات الدولية الناتجة عنها، بحسب علياء الزعبي، المديرة الفنية للمهرجان، التي زارت مصر أخيراً لحضور مهرجان «دي كاف للفنون المعاصرة» الذي يشبه مهرجان «شباك» نسبياً.
وتقول علياء، التي تولت مسؤولية الإدارة الفنية للمهرجان برفقة تغريد شقير بيثوسو، منذ عام ونصف العام، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعم اللوجستي والسياسي والاقتصادي من أهم التحديات التي تواجه المهرجان خلال دورته المقبلة، بسبب التقلبات العالمية، بالإضافة إلى عدم حضور الكثير من الفنانين العرب المهرجان، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا، ما يؤثر على التفاعل بين الفنانين والجمهورين العربي والإنجليزي».
وتلفت مديرة المهرجان إلى أن «الجمهور الإنجليزي متعطش للاطلاع على القصص العربية، ليست فقط الموضوعات التي تنطوي على أزمات مثل الهجرة والحروب، وإنما قصص تقترح آراءً وحلولاً، وأخرى متعلقة بالحياة اليومية التي تغير بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة عن عالمنا العربي».
مهرجان «شباك» الذي من المقرر أن تقام دورته المقبلة بين 23 يونيو (حزيران) و9 يوليو (تموز) من العام المقبل، بالتعاون مع صناديق فنية عربية وبريطانية، يهتم بالمسرح والسينما، والأدب والشعر، والترجمات، والفنون المعاصرة في أكثر من موقع ثقافي في لندن.
وتؤكد الزعبي أن الإنتاج الفني الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، له حضور مؤثر بفعاليات مع المهرجان، فقد شارك عدد من الفنانين السعوديين في فعاليات مهرجان «شباك» على مدار السنوات العشر الماضية، لا سيما في الفنون النظرية والأدب.
«نغمة اللغة العربية تتضمن سحراً خاصاً»، تعد هذه الجملة الأكثر تردداً على مسامع الزعبي، المديرة الفنية لمهرجان «شباك»، التي توضح قائلة: «الجمهور الإنجليزي محب للشعر العربي»، مشيرة إلى أنه «تتم ترجمة مؤلفات عدة إلى اللغة الإنجليزية من أجل توصيل المعارف بسهولة».
ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها في معظم أنحاء العالم بعد أشهر من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، فإن إدارة مهرجان «شباك»، لن تتخلى عن البرنامج الافتراضي الذي دشنته العام الماضي، لتسهيل التفاعل مع فقرات المهرجان، لكنه سيكون بشكل أقل من العام الماضي، وفق الزعبي التي توضح: «أتاح لنا هذا البرنامج الوصول إلى جمهور جديد بلندن والمنطقة العربية».
ويتصدى المهرجان إلى وجهات النظر السلبية الشائعة عن العرب في بلاد الإنجليز، إذ يصدم جمهورها أحياناً على المستوى الفني، ساعياً إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وفق الزعبي، التي ترى أن «التراث العربي غني بالعديد من الفنون التراثية والمعاصرة، التي تلهم في الكثير من الأحيان جمهور المهرجان»، وتلفت إلى أن «المهرجان يهتم في برنامجه السنوي بتقديم وجبة ترفيهية بتوقيع فنانين عرب».
مهرجان «شباك» لمناقشة دور الفن في الأزمات العالمية الراهنة
علياء الزعبي: الأدب العربي على رأس اهتمامات الجمهور الإنجليزي
مهرجان «شباك» لمناقشة دور الفن في الأزمات العالمية الراهنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة