لو فشل آرسنال في الفوز بالدوري هذا الموسم سيعد نجاحاً كبيراً

مجرد المنافسة على اللقب مؤشر على التقدم الكبير الذي حققه «المدفعجية»

غابرييل جيسوس تألق وهز الشباك في فوز آرسنال المهم على توتنهام هذا الموسم (أ.ب)
غابرييل جيسوس تألق وهز الشباك في فوز آرسنال المهم على توتنهام هذا الموسم (أ.ب)
TT

لو فشل آرسنال في الفوز بالدوري هذا الموسم سيعد نجاحاً كبيراً

غابرييل جيسوس تألق وهز الشباك في فوز آرسنال المهم على توتنهام هذا الموسم (أ.ب)
غابرييل جيسوس تألق وهز الشباك في فوز آرسنال المهم على توتنهام هذا الموسم (أ.ب)

غالباً ما يتوقف الصراع على البطولات والألقاب على لحظات فردية معينة، أو على الأقل يكون الأمر كذلك من خلال ذكرياتنا، والروايات التي نحكيها بعد ذلك، كأن نتحدث مثلاً عن عدم تدخل ستان كوليس لقطع الكرة، أو تفسير الحكم الإنجليزي السابق راي تينكلر الغريب للتسلل، أو رأسية ستيف بروس، أو هزيمة نيوكاسل أمام ليفربول على ملعب آنفيلد بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، أو قدرة سيرخيو أغويرو الفائقة على إنهاء الهجمات، أو مرور رياض محرز من نيكولاس أوتاميندي، كما أننا نميل إلى تذكر هذه اللحظات - سواء كانت بتألق بعض اللاعبين أو بإخفاق البعض الآخر - أكثر مما نميل إلى تحليل التأثيرات الكبيرة للأوضاع الاقتصادية، فالحديث عن المواقف المختلفة والأهداف دائماً ما يكون أكثر متعة من الحديث عن التحليلات المعقدة.
في الحقيقة، يكاد يكون من المؤكد أن يفوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، نظراً لامتلاكه مجموعة من اللاعبين الرائعين تحت قيادة مدير فني رائع. وإذا كنت تفضل أن تكون توقعاتك مبنية على أحداث معينة، فقد تكون اللحظة الحاسمة والمهمة قد جاءت بالفعل هذا الموسم.


بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي من أوراق آرسنال الرابحة هذا الموسم (أ.ف.ب)

ففي الجولة الثانية عشرة من المسابقة، كان من المقرر أن يلعب آرسنال أمام مانشستر سيتي، لكن تم تأجيل المباراة ليلعب آرسنال بدلاً من ذلك أمام آيندهوفن في الدوري الأوروبي، وهي المباراة التي كانت قد تأجلت بعد وفاة الملكة.
لقد كان آرسنال منتشياً للغاية في تلك الفترة، بعد أن حقق 7 انتصارات متتالية، وكان قد حقق الفوز في المباراتين السابقتين على ملعبه أمام توتنهام وليفربول. وربما كانت الأجواء في هاتين المباراتين هي الأفضل على الإطلاق على ملعب الإمارات، وكان هناك شعور حقيقي بالزخم.
أما مانشستر سيتي فكان قد خسر للتو أمام ليفربول، في مباراة أثبتت مرة أخرى فشل جوسيب غوارديولا ولاعبيه في التعامل مع الكرات السريعة التي تُلعب خلف خط الدفاع المتقدم للأمام بشكل مبالغ فيه.
وبدا غوارديولا نفسه مشحوناً إلى حد ما. لقد فشل مانشستر سيتي في إحراز أي هدف في المباريات الثلاث التي لعبها خارج ملعبه قبل مباراة ليستر سيتي، وهو ما يعد أمراً غريباً وغير مألوف لكتيبة غوارديولا المدججة بالأسلحة الهجومية المختلفة.
ربما تكون هذه الإحصائية مضللة بعض الشيء؛ نظراً لأن مباراتين من هذه المباريات الثلاث كانتا في دوري أبطال أوروبا، بعد أن ضمن مانشستر سيتي الصعود لدور الـ16، لكن في الوقت نفسه تعكس تلك الإحصائية المشاكل الهجومية التي يواجهها الفريق أخيراً.
ربما كان مانشستر سيتي يستطيع أن يفوز على آرسنال بشكل مريح، لكن ماذا لو تعرض مانشستر سيتي للخسارة؟ وماذا كان سيحدث لو استغل بوكايو ساكا وغابرييل جيسوس وغابرييل مارتينيلي المساحات الواسعة الموجودة خلف خط ظهر مانشستر سيتي؟ وماذا لو فاز آرسنال على ثالث نادٍ من الأندية الستة الكبرى في مباريات متتالية على ملعبه، ليوسع فارق النقاط بينه وبين أقرب ملاحقيه على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى 7 نقاط كاملة؟
من المؤكد أن هذا الفارق كان سيريح آرسنال للغاية قبل توقف المسابقة بسبب إقامة نهائيات كأس العام، وبعد ذلك كان الفريق سيلعب الـ23 جولة المتبقية بحافز أكبر.
وبعد أن فاز آرسنال على ملعبه على آيندهوفن بهدف دون رد في الدوري الأوروبي، واجه ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتقدم بهدف دون رد في الشوط الأول، لكنه بدا مرهقاً في الشوط الثاني ولم يتمكن من الحفاظ على النتيجة لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق ويخسر آرسنال نقطتين ثمينتين في الصراع على اللقب.
وبعد ذلك، خسر آرسنال بهدفين نظيفين أمام آيندهوفن، وقدم أداءً بطيئاً ومملاً على الرغم من أنه كان يلعب بتشكيلة تتكون في الأغلب من اللاعبين الذين يلعبون في مباريات الدوري.
وبعد نهاية الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري، كان آرسنال في صدارة جدول الترتيب بفارق نقطتين بعد مرور 12 جولة، وبالنظر إلى أن آرسنال سيصطدم بتشيلسي غداً - بعد صعوده لدور الـ16 لبطولة الدوري الأوروبي، عقب فوزه الثمين 1 / صفر على ضيفه زيورخ السويسري، مساء الخميس - فإن هذا الفارق في النقاط على صدارة جدول الترتيب قد يختفي بسهولة بحلول الفترة التي ستتوقف فيها المسابقة بسبب إقامة كأس العالم. وبالتالي، ربما يأتي اليوم الذي نسمع فيه جمهور آرسنال وهو يقول إن النادي قد خسر بطولة الدوري هذا الموسم بسبب توقيت وفاة الملكة!
في الحقيقة، يعكس هذا الكثير والكثير من المعايير العالية للغاية التي وضعها مانشستر سيتي، للدرجة التي تجعل تأجيل مباراة واحدة قد يؤثر على فرص فريق آخر في المنافسة على اللقب أو يجعل التعادل أمام ساوثهامبتون يؤدي إلى شعور جمهور آرسنال بالتشاؤم والإحباط.
لقد أصبح مانشستر سيتي قوة مذهلة تجعل الفرق المنافسة تفكر دائماً في أنه لا يتعين عليها أن تفوت أي فرصة إذا كانت ترغب حقاً في منافسته.
ومع ذلك، فإن ما يقدمه آرسنال هذا الموسم رائع بالفعل، وبالتالي أصبح آرسنال منافساً حقيقياً على اللقب هذا الموسم. لكن بالقدر نفسه، لا يتعين على آرسنال أن يتجاهل المؤشرات السلبية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي كان أبرزها الإرهاق الذي أصاب لاعبي الفريق في الشوط الثاني أمام ساوثهامبتون.
وهنا تأتي أهمية القائمة القوية التي يمتلكها مانشستر سيتي، فضلاً عن القوة المالية للنادي.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه قبل مباراة الجولة الماضية أمام نوتنغهام فورست - التي فاز فيها آرسنال بخماسية نظيفة - لعب سبعة لاعبين من آرسنال أكثر من 900 دقيقة في الدوري هذا الموسم، في حين لم يفعل ذلك سوى ثلاثة لاعبين فقط من مانشستر سيتي قبل مباراة الفريق أمام ليستر سيتي.
من الواضح أن مانشستر سيتي يمتلك ببساطة مزيداً من الخيارات التي يمكن التدوير فيما بينها لتجنب الإرهاق ومنح اللاعبين قسطاً أكبر من الراحة.
وهنا يجب وضع الأمور في سياقها الصحيح. لقد اعتادت كرة القدم على رفع سقف التوقعات بناء على الأداء الجيد الذي يقدمه أي فريق في بداية الموسم، لذلك كان هناك من رأى أن احتلال ليستر سيتي المركز الخامس مرتين متتاليتين كان بمثابة خيبة أمل وليس إنجازاً مهماً.
وفي يوليو (تموز) الماضي، كيف كان سيقيم آرسنال الموسم الجديد، ويصفه بما إذا كان جيداً أم لا؟
ونظراً لأن الأندية الستة الكبرى ربما ستصبح قريباً الأندية السبعة الكبرى (أو ربما بشكل أكثر واقعية، مانشستر سيتي بالإضافة إلى الأندية الستة الكبرى)، فإن إنهاء آرسنال الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى والتأهل لدوري أبطال أوروبا يعد إنجازاً كبيراً.
لقد مرت ستة مواسم منذ أن حصد آرسنال أكثر من 70 نقطة في الدوري، لكن لديه الآن 31 نقطة بعد مرور 12 جولة. وقبل بداية الموسم كانت مكاتب المراهنات تشير إلى أن آرسنال هو المرشح السادس للفوز باللقب، لكنه الآن أبرز منافس لمانشستر سيتي. ومع ذلك، لا يعتقد كثيرون بأن آرسنال سيواصل المنافسة حتى النهاية.
لكن مهما حدث الآن، فإن آرسنال يقدم مستويات رائعة، وإذا واصل القتال حتى النهاية ولم يسقط وفاز باللقب، فسيكون ذلك إنجازاً مذهلاً.
إن المنافسة على اللقب في حد ذاتها تعد تقدماً كبيراً لآرسنال، وبالتالي لا يجب أن يكون هناك شعور بالخجل والإحباط إذا فشل الفريق في الفوز باللقب!


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

هل انتهت قصة الحب المتبادل بين صلاح وليفربول؟

استأثرت العروض الرائعة التي يقدمها محمد صلاح على أرضية الملعب وتصريحاته النارية بشأن مستقبله في صفوف ليفربول حيث ينتهي عقده بنهاية الموسم بالأضواء

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».