هل سترسم الرقاقات الإلكترونية المعالم الجيوسياسية الدولية في المستقبل؟

كوريا الجنوبية وتايوان تحتكران 70 % من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات

رقاقتا ذاكرة من صُنع كوريا الجنوبية داخل جهاز كومبيوتر (رويترز)
رقاقتا ذاكرة من صُنع كوريا الجنوبية داخل جهاز كومبيوتر (رويترز)
TT

هل سترسم الرقاقات الإلكترونية المعالم الجيوسياسية الدولية في المستقبل؟

رقاقتا ذاكرة من صُنع كوريا الجنوبية داخل جهاز كومبيوتر (رويترز)
رقاقتا ذاكرة من صُنع كوريا الجنوبية داخل جهاز كومبيوتر (رويترز)

(خاص)
وراء الحروب والمنافسات الاقتصادية المحتدمة منذ سنوات، والمواجهات العسكرية وما تستتبعه من سباق إلى التسلح، يدور صراع تكنولوجي محموم ستحدد نتائجه معادلات القوة وتوزيع النفوذ في العالم خلال العقود المقبلة.
في هذه المنافسة الضروس، تبرز دولتان آسيويتان، هما كوريا الجنوبية وتايوان اللتان تحتكران وحدهما 70 في المائة من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات، أو ما تُعرف بالرقاقات الإلكترونية، والتي تشكّل الركيزة الأساسية للصناعات الحديثة، وفي طليعتها الحربية، والتي أصبحت الرحى الحقيقية التي يدور حولها الصراع بين الولايات المتحدة والصين على الزعامة الدولية.
وحدها تايوان تستقطب نصف الإنتاج العالمي من الرقاقات الإلكترونية المتطورة عبر شركة «TSMC» التي يتحدث التايوانيون عنها بفخر واعتزاز على أنها «القوة الإلكترونية الأولى في العالم». الأمر الذي يفسّر تنامي قلق الولايات المتحدة من إقدام الصين على ضمّ هذه الجزيرة بالقوة، والتحكّم بهذه السلعة الثمينة التي تعتمد عليها معظم الصناعات الأميركية، والأمن القومي الأميركي لكونها أحد العناصر الأساسية في الصناعات الحربية الحديثة. هذا يعني أن اقتصاد القوة العظمى الأولى في العالم، وقواتها المسلحة التي تشكّل عماد هيمنتها الدولية، يعتمد بنسبة عالية على جزيرة صغيرة لا تزيد مساحتها على 36 ألف كيلومتر مربع، ولا تحظى باعتراف الأسرة الدولية كبلد مستقل.
لكن ما يُقلق الولايات المتحدة بشكل خاص، هو أن الصين التي تعد تايوان جزءاً لا يتجزأ منها، صعّدت مؤخراً مطالبتها باستعادتها، مؤكدة استعدادها لاستخدام القوة إذا ما فشلت مساعي التوحيد سلمياً، كما جاء على لسان الزعيم الصيني شي جينبينغ في خطابه أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الشهر الماضي. وهذا ما دفع واشنطن من جانبها إلى تصعيد مواقفها المعلنة من النزاع حول تايوان، حين أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة في حال تعرضها لعمل عسكري من الصين، وذلك على الرغم من أن واشنطن تعترف بمبدأ الصين الواحدة بعدما قطعت علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع الجزيرة واعترفت بجمهورية الصين الشعبية كممثل شرعي وحيد للصين. يضاف إلى ذلك، أن القلق الأميركي يتزايد منذ فترة مع ارتفاع منسوب التوتر الناشئ عن الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها كوريا الشمالية ضد جارتها الجنوبية، المركز العالمي الثاني لصناعة الرقاقات الإلكترونية المتطورة، وكان الخبراء والمحللون الاستراتيجيون الأميركيون قد دقّوا ناقوس الخطر منذ سنوات، محذّرين من عواقب هذه «التبعية الإلكترونية» والاعتماد المفرط على مصادر خارجية محدودة لعناصر حيوية بالنسبة للصناعات المتطورة والقدرات الحربية.
وتقدّر دراسة أجرتها مؤخراً لجنة شكّلها مجلس الشيوخ الأميركي، أن انقطاع إمدادات الرقاقات الإلكترونية المتطورة عن السوق الأميركية لسنة واحدة فقط، توازي تكلفته 3.2 في المائة من إجمالي الناتج القومي، وملايين فرص العمل. ولا شك في أن تلك التحذيرات كانت من الأسباب التي دفعت بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى تحويل مركز الثقل في السياسة الخارجية الأميركية نحو القارة الآسيوية، وتحديداً نحو منطقة المحيط الهادئ التي كانت قد تحوّلت منذ أواخر القرن الفائت إلى القطب العالمي الرئيسي للصناعات الإلكترونية المتطورة، بالتزامن مع صعود الصين السريع، وتمددها الإقليمي، مسخّرة لذلك قدراتها الاقتصادية الهائلة، في وقت كانت تضاعف موازنتها الحربية مرة كل خمس سنوات.
وإلى جانب ذلك، باشر الكونغرس الأميركي مؤخراً مناقشة «قانون الرقاقات والعلوم» الذي يتيح تخصيص مليارات الدولارات لتنشيط صناعة الرقاقات المتطورة في الولايات المتحدة، والاستعداد لنزاع مسلح محتمل في تايوان ومحيطها، من شأنه قطع الإمدادات الإلكترونية الحيوية من الجزيرة والتعرّض لخطر جيوسياسي كبير يسعى المحللون الاستراتيجيون في البنتاغون والبيت الأبيض إلى استدراكه قبل حدوثه.
تجدر الإشارة إلى أن الرقاقات الإلكترونية المتطورة هي اليوم عنصر أساسي في كل الصناعات المتطورة، من الهواتف الذكية إلى الطائرات المدنية المتطورة، ومن الروبوتات إلى أحدث المقاتلات الحربية. وبالتالي، فهي التي ستحدد في المستقبل عافية الاقتصاد العالمي ومعالم المعادلات الجيوسياسية الجديدة. ومشروع القانون الذي يناقشه الكونغرس الأميركي حول هذا الموضوع، يقتبَس في حيثياته من تصريح للمدير التنفيذي لشركة «إينتيل» الإلكترونية العملاقة باتريك جسلينغر، جاء فيه: «إذا كان النفط هو الذي رسم المعالم الجيوسياسية الدولية خلال العقود الخمسة المنصرمة، فإن الرقاقات الإلكترونية المتطورة هي التي سترسم هذه المعالم في العقود الخمسة المستقبلية».
والسباق الدولي اليوم يدور حول إنتاج رقاقات أسرع، وأدقّ، وأقل تكلفة، وأصغر، وذات قدرة استيعابية أكبر.
وجاء في مسوغات مشروع القانون الأميركي أن حالة الشلل الصناعي التي تسببت بها جائحة كوفيد في مراحلها الأولى، كشفت أهمية هذه الرقاقات عندما توقف إنتاجها، أو تراجع بنسبة كبيرة، ما أدّى إلى تعثّر في سلاسل الإمدادات ما زالت معظم الشركات الكبرى تجرّ أذياله إلى اليوم، بعد تكبدها خسائر مالية فادحة.
في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة تُنتج 30 في المائة من الرقاقات الإلكترونية في العالم، أما اليوم فلا تتجاوز قدراتها الإنتاجية الـ12 في المائة مقابل 51 في المائة تُنتجها شركة واحدة في الجزيرة التي تهدد بكين بضمّها.
أما شركة «إينتيل» الأميركية التي كانت رائدة الصناعات الإلكترونية المتطورة حتى نهايات القرن الماضي، فقد تجاوزتها بكثير شركتا «TSMC» التايوانية و«سامسونغ» الكورية الجنوبية.
ويكفي بعض الأرقام لتوضيح ضخامة رهانات الدول الكبرى في هذا السباق الإلكتروني الذي تحوّل، كما أظهرت الحرب الدائرة في أوكرانيا والانتكاسات التي يتعرض لها الجيش الروسي أمام المقاومة الأوكرانية، إلى عنصر أساسي في الأمن القومي وتحديد دوائر النفوذ والقوة في العالم.
فقد قررت الولايات المتحدة تخصيص 76 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة لبلوغ 30 في المائة من الإنتاج العالمي، ومضاعفة هذا المبلغ حتى نهاية العقد الجاري.
كما أعلنت شركة «إينتيل» عن استثمارات بقيمة 40 مليار دولار لبناء مصنعين لإنتاج جيل جديد من الرقاقات في أوهايو وآريزونا، وعن خطة للاستثمار في أوروبا بقيمة 30 مليار دولار اعتباراً من العام المقبل.
في المقابل، أعلنت الصين خطة بقيمة 100 مليار دولار لتطوير صناعة الرقاقات التي ما زالت دون المستوى الذي وصلت إليها جاراتها الآسيوية، والولايات المتحدة التي كانت قد قررت منذ سنوات الانصراف إلى التصميم والبرمجيات المتطورة، تاركةً مهمة الإنتاج لتايوان وكوريا الجنوبية.وفيما يستغرب المحللون كيف أن هذا القطاع الصناعي الذي يلعب دوراً أساسياً منذ سنوات في تشكيل المعادلات الاقتصادية والتوازنات العسكرية في العالم، والذي تزيد قيمته على 550 مليار دولار سنوياً، لم يستقطب اهتماماً كافياً من القوى الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا، يتوقعون له أن يكون أحد محاور الصراع الرئيسية بين واشنطن وبكين، ولا يستبعدون أن يكون عنصراً مفجراً لمواجهات عسكرية في المستقبل.


مقالات ذات صلة

أول طلاب في العالم يبنون ويشغلون محركاً يعمل بوقود الهيدروجين

تكنولوجيا المشروع جزء من التزام جامعة باث بالاستدامة البيئية ولتطوير تقنيات الطاقة النظيفة عبر الحلول الهندسية العملية (جامعة باث)

أول طلاب في العالم يبنون ويشغلون محركاً يعمل بوقود الهيدروجين

حقق فريق من طلاب الهندسة في جامعة باث المركز الأول عالمياً بعد أن أصبحوا أول طلاب جامعيين يقومون ببناء وتشغيل محرك يعمل بوقود الهيدروجين بنجاح.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أثار حذف تطبيق الآلة الحاسبة من جهاز «آيباد» الكثير من الجدل ومن المرجح أن يتم استقبال توفره بشكل جيد في حال حدوث ذلك (شاترستوك)

هل سيظهر تطبيق الآلة الحاسبة الأصلي على جهاز «آيباد» قريباً؟

ظل «آيباد» دون تطبيق الآلة الحاسبة منذ 10 سنوات بينما يظهر في أجهزة «آيفون» وحواسيب «ماك»، فهل نرى تطبيق «الآلة الحاسبة» الأصلي في إعلانات مؤتمر «أبل» المقبل؟

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «واتساب» تطرح ميزة استكشاف الطريقة الجديدة لمشاركة الملفات من دون إنترنت (أ.ف.ب)

«واتساب» يبتكر ميزة لنقل الملفات دون اتصال بالإنترنت

تواصل «واتساب» المنصة الرائدة في مجال التراسل الفوري تطوير ميزاتها بإضافة خصائص تعزز من تجربة المستخدمين. مؤخراً، بدأت الشركة في اختبار ميزة جديدة قد تغير من…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مدير عام مجموعة السعودية المهندس إبراهيم العُمر متحدثاً للحضور خلال حفل إطلاق الخدمة الجديدة في الرياض (الشرق الأوسط)

«الخطوط السعودية» تدشن النسخة التجريبية لخدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

أطلقت الخطوط السعودية الناقل الوطني في المملكة النسخة التجريبية من «المساعد الافتراضي بتقنية الذكاء الاصطناعي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي (رويترز)

بحضور نائب رئيس الوزراء البريطاني... الرياض تستضيف مبادرة «غريت فيوتشرز»

تستضيف الرياض مبادرة «غريت فيوتشرز» وفعالياتها المصاحبة على مدى 12 شهراً في مايو (أيار) المقبل، بمشاركة نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
TT

محكمة استئناف بنيويورك تلغي حكماً يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب

المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)
المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين (أ.ف.ب)

ألغت محكمة استئناف في نيويورك، اليوم الخميس، حكماً يدين المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في قضايا اغتصاب واعتداءات جنسية عام 2020، وأمرت بإجراء محاكمة جديدة.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشارت المحكمة إلى ارتكاب أخطاء إجرائية، خلال المحاكمة التي شكلت انتصاراً لحركة «مي تو». وأُدينَ واينستين (72 عاما)، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحُكم عليه لاحقاً بالسجن 23 عاماً ضمن محاكمة منفصلة أُجريت في لوس أنجليس.

وأشارت القاضية في محكمة الاستئناف، جيني ريفيرا، إلى أنه جرى، خلال المحاكمة، قبول شهادات تتعلق بأفعال غير تلك المرتكبة بحق أصحاب الدعوى «على نحو خاطئ»، وعدَّت أنّ هذه الشهادات «أعطت صورة ضارة جداً» عن واينستين. وأضافت أن الحل لهذه الأخطاء الصادمة يكون بمحاكمة جديدة.

وصوّت أربعة قضاة لصالح إلغاء هذه الإدانة، وثلاثة ضدّه.

وكتبت القاضية مادلين سينغاس، التي عارضت إلغاء الحكم بالإدانة: «بهذا القرار تُواصل المحكمة التصدّي للانتصارات المستمرة التي ناضلت من أجل تحقيقها ناجيات من العنف الجنسي... باتت النساء اللاتي يعانين صدمة مرتبطة بالعنف الجنسي (...) منسيات».

وأُدينَ واينستين، في فبراير (شباط) 2020، بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في نيويورك، وحُكم عليه بالسجن 23 عاماً.

ثم حُكم عليه، عام 2023، في لوس أنجليس بالسجن 16 سنة؛ لإدانته بأفعال مماثلة.

ودأب واينستين على نفي الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً أن علاقاته الجنسية كلها حصلت بالتراضي.

ويقبع واينستين راهناً في أحد سجون ولاية نيويورك، وفق وسائل إعلام أميركية.

وتكشّفت فضائحه الجنسية عام 2017، لتنطلق على أثرها حركة «مي تو» (أنا أيضاً) التي أعطت صوتاً لمئات النساء للكشف عن انتهاكات جنسية تعرّضن لها بأماكن العمل.

واتهمت عشرات النساء واينستين بارتكاب انتهاكات جنسية في حقهنّ.

ونالت الأفلام التي أنتجها واينستين ترشيحات وجوائز كثيرة في الأوسكار، مما أكسبه شهرة منعت ضحاياه من التحدث علناً عمّا تعرّضن له، خوفاً من تداعيات ذلك على حياتهن المهنية.

ومنذ عام 2017، اتهمت عشرات النساء؛ بينهنّ أنجلينا جولي، وغوينيث بالترو، المنتج الهوليوودي السابق بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهن، لكنّ كثيراً من هذه القضايا سقط بالتقادم.

ويتناول فيلم «شي سِد» (She said)، الذي صدر عام 2022، التحقيق الذي أجراه صحافيان في «نيويورك تايمز» بشأن اعتداءات واينستين الجنسية.


توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

توجيه اتهامات إلى 5 مراهقين بارتكاب جرائم إرهابية بحادث طعن في كنيسة بسيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الأزهار بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

وُجّهت إلى خمسة مراهقين تهم بارتكاب جرائم إرهابية وسط تحقيق مستمر في طعن شخصين بكنيسة في سيدني في وقت سابق من الشهر الحالي، حسبما ذكرت الشرطة الاتحادية الأسترالية الخميس.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت الشرطة في بيان: «تم توجيه الاتهام إلى خمسة أحداث بينما يواصل الفريق المشترك لمكافحة الإرهاب في سيدني التحقيق مع شركاء الجاني المزعوم الذي نفذ عملية الطعن في كنيسة واكلي».

ونفذ أكثر من 400 شرطي 13 مذكرة تفتيش في أنحاء سيدني مساء الأربعاء. وألقي القبض على سبعة شبان. وذكر البيان أن خمسة أشخاص آخرين، بينهم رجلان وثلاثة صبية مراهقين، ساعدوا الشرطة أيضاً في تحقيقاتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم صبي (16 عاماً)، بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بعملية الطعن في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني في 15 أبريل (نيسان).

وأصيب رجل (53 عاماً)، بجروح خطيرة في رأسه، بينما أصيب رجل (39 عاماً) بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل.

كما اتُهم مراهقان آخران يبلغان من العمر 16 عاماً بالتآمر للمشاركة في التحضير لعمل إرهابي أو التخطيط له، في حين تم توجيه التهمة نفسها لمراهق آخر بالإضافة إلى حيازة سكين في مكان عام.

وتم رفض الإفراج بكفالة عن المراهقين الخمسة، ومن المقرر أن يمثُلوا أمام محكمة الأحداث يوم الخميس.

يشار إلى أن إعلان جريمة ما عملاً إرهابياً يمنح الشرطة سلطات تحقيق إضافية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع. وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرّض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

وقال ديفيد هدسون، نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، للصحافيين: «منذ تلك الحادثة الأولية، تم التعرف على عدد من الشركاء الذين نعتقد أنهم يحتاجون إلى مزيد من المراقبة والتحقيق من قِبل الشرطة». وأضاف: «سنزعم أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى آيديولوجيا متطرفة وعنيفة ذات دوافع دينية».

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل من انتقاده للقاحات «كوفيد - 19» وإجراءات الحجر الصحي إلى الدفاع عن العقيدة المسيحية أمام الديانات الأخرى بما في ذلك الإسلام. وكثيرون من أبناء الرعية الآشورية في سيدني فرّوا من الاضطهاد والنزاعات في العراق وسوريا.

وهو نقل إلى المستشفى إثر الهجوم وحياته ليست في خطر.


ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
TT

ملالا يوسفزاي تؤكد دعمهما للفلسطينيين بعد انتقادات لمشاركتها هيلاري كلينتون إنتاج مسرحية

الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)
الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي كانت قد أصيبت في هجوم لطالبان بوادي سوات (أ.ف.ب)

نددت الباكستانية ملالا يوسفزاي حاملة جائزة نوبل، الخميس، بإسرائيل وأعادت التأكيد على دعمها للفلسطينيين في غزة، في أعقاب انتقادات عنيفة لمشاركتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في إنتاج مسرحية موسيقية.

وواجهت يوسفزاي التي نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014 ردود فعل عنيفة في موطنها باكستان لعملها مع كلينتون المؤيدة الصريحة لحرب إسرائيل في غزة. وتتناول المسرحية الموسيقية التي تحمل عنوان "Suffs" وتعرض في برودواي في نيويورك منذ الأسبوع الماضي نضال المرأة الأميركية للحصول على حق التصويت في القرن العشرين.

وكتبت يوسفزاي على إكس "أريد ألا يكون هناك أي لبس بشأن دعمي لشعب غزة"، مضيفة "لا نحتاج لرؤية المزيد من الجثث والمدارس المقصوفة والأطفال الذين يتضورون جوعا لندرك أن وقف إطلاق النار أمر ملح وضروري".

أضافت "لقد أدنت الحكومة الإسرائيلية وسأظل أدينها بسبب انتهاكاتها للقانون الدولي وجرائم الحرب التي ترتكبها".

وشهدت باكستان العديد من الاحتجاجات القوية المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت الكاتبة الباكستانية المعروفة مهر ترار على منصة إكس "إن تعاونها المسرحي مع هيلاري كلينتون (...) التي تمثل الدعم الأميركي المطلق للإبادة الجماعية للفلسطينيين (...) يشكّل ضربة قوية لمصداقيتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان". أضافت "أنا أعتبر الأمر مأساويا تماما".

وفي حين أيدت كلينتون الحملة العسكرية للقضاء على حماس ورفضت المطالب بوقف إطلاق النار، إلا أنها دعت أيضا إلى توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. ونددت يوسفزاي علنا بسقوط ضحايا مدنيين ودعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ملالا البالغة 26 عاما وضعت دبوسا باللونين الأحمر والأسود خلال افتتاح المسرحية الخميس الماضي للدلالة على دعمها لوقف إطلاق النار. لكن الكاتبة والأكاديمية نيدا كيرماني اعتبرت على منصة إكس أن قرار ملالا مشاركة كلينتون "يثير الجنون ويفطر القلب في نفس الوقت. يا لها من خيبة أمل مطلقة".

وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما التي أشرفت على حملة غارات بالطائرات المسيّرة استهدفت مقاتلي طالبان في باكستان والمناطق الحدودية الأفغانية. وحصلت يوسفزاي على جائزة نوبل للسلام بعد إصابتها برصاصة في رأسها على يد حركة طالبان الباكستانية عندما كانت تطالب بتعليم الفتيات عام 2012.

ومع ذلك، تسببت حرب الطائرات المسيّرة بمقتل وتشويه عشرات المدنيين في المنطقة التي عاشت فيها ملالا، ما تسبب بمزيد من الانتقادات عبر الإنترنت التي استهدفت أصغر حائزة على جائزة نوبل، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وغالبا ما يُنظر إلى يوسفزاي بريبة في باكستان، حيث يتهمها منتقدوها بالترويج لأجندة سياسية نسوية وليبرالية غربية في الدولة المحافظة.


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أمس (الأربعاء).

ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022، ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن تكلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.


«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«فيتو» روسي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء

سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)
سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا (أرشيفية - رويترز)

استخدمت روسيا، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صاغته الولايات المتحدة ويدعو الدول إلى منع سباق تسلح في الفضاء الخارجي، وهي خطوة دفعت الولايات المتحدة إلى التساؤل عما إذا كانت موسكو تخفي شيئا ما.

وجاء التصويت بعد أن اتهمت واشنطن موسكو بتطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الصناعية لوضعه في الفضاء، وهو ما نفته روسيا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تعارض نشر أسلحة نووية في الفضاء.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمجلس بعد التصويت «حق النقض اليوم يطرح هذا السؤال: لماذا؟ لماذا، إذا كنتم تتبعون القواعد، لا تدعمون قرارا يعيد التأكيد عليها؟ ما الذي يمكن أن تخفوه؟... هذا أمر محير ومشين»، وفق ما نقلته «رويترز».

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا واشنطن بمحاولة تشويه صورة موسكو، وقال إن روسيا ستبدأ قريبا مفاوضات مع أعضاء المجلس بشأن مشروع قرار من جانبها يهدف إلى الحفاظ على السلام في الفضاء.

وأضاف «نريد حظرا على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء الخارجي وليس فقط (أسلحة الدمار الشامل). لكنكم لا تريدون ذلك... دعوني أطرح عليكم نفس السؤال: لماذا؟»، موجها سؤاله للسفيرة الأميركية.

وطرحت الولايات المتحدة واليابان مشروع القرار للتصويت بعد ما يقرب من ستة أسابيع من المفاوضات. وحصل القرار على تأييد 13 صوتا بينما امتنعت الصين عن التصويت واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو).

ويؤكد نص مشروع القرار الالتزام بمعاهدة الفضاء الخارجي ويدعو الدول إلى «المساهمة بفاعلية في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي».

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 الموقعين عليها، ومنهم روسيا والولايات المتحدة، من وضع «أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض».


300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

300 مليون شخص يواجهون أزمة غذائية حادة حول العالم

أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية في غزة في 31 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العالم خلال عام 2023، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون منه إلى 282 مليوناً، وفق تقرير أصدرته، الأربعاء، 16 منظمة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. ويشكل هذا العدد زيادة قدرها 24 مليوناً مقارنة بعام 2022. ولا تزال الآفاق «قاتمة» للسنة الراهنة على ما جاء في التقرير العالمي الأخير حول الأزمات الغذائية، الذي تعدّه شبكة المعلومات حول الأمن الغذائي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير: «في عالم يتمتع بالوفرة، ثمة أطفال يموتون جراء الجوع. وتؤدي الحروب والفوضى المناخية وأزمة غلاء المعيشة، المترافقة مع تحرك غير مناسب، إلى مواجهة نحو 300 مليون شخص أزمة غذائية حادة في 2023»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن «التمويل غير متناسب مع الحاجات. على الدول زيادة الموارد المتوافرة للتنمية المستدامة»، خصوصاً أن كلفة توزيع المساعدات زادت أيضاً.

صدمات جديدة

وهذه السنة الخامسة على التوالي التي تشهد ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يشير إلى وضع تكون فيه حياة الفرد أو سبل عيشه مهددة بخطر داهم لأنه عاجز عن توفير الغذاء بشكل مناسب.

600 ألف شخص على شفا المجاعة في غزة (رويترز)

وهذا التفاقم الأخير ناجم جزئياً أيضاً عن زيادة في عدد المناطق المشمولة بالتقرير. وأوضحت فلور فوتيرس، المديرة المساعدة لمكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوضع عائد أيضاً إلى «صدمات جديدة أو متفاقمة»، فضلاً عن «تدهور ملحوظ في أزمات غذائية رئيسية مثل السودان وقطاع غزة». وثمة 700 ألف شخص على شفا المجاعة في 2023، بينهم 600 ألف في غزة. وقد ارتفع هذا العدد في قطاع غزة خلال السنة الراهنة بسبب استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل، وانتشار الجوع ليصل إلى 1.1 مليون نسمة.

تفاقم الحروب

منذ أن بدأت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تمثل تحالفاً من منظمات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات إنسانية، في بدء إعداد التقرير عام 2016: «انتقل عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي من 108 ملايين إلى 282 مليوناً، في حين أن معدل الانتشار (نسبة السكان المعنيين في منطقة معينة) انتقل من 11 في المائة إلى 22 في المائة»، بحسب فلور فوتيرس. والأزمة الغذائية متواصلة منذ ذلك الحين في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا ونيجيريا، فضلاً عن سوريا واليمن، بحسب المصدر نفسه.

تسببت الحرب بالسودان في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أ.ف.ب)

من جهتها، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين خلال عرض للتقرير عبر الإنترنت: «نُدرك جميعاً سبب ارتفاع الجوع في مناطق كثيرة من العالم، ونعرف ما الحلول. لكن في غياب الموارد والإرادة السياسية الضرورية لتطبيقها، سنستمر في الطريق الحالية». ورأت منظمة «أوكسفام» غير الحكومية أن «الأزمة الغذائية العالمية هي في الأساس أزمة أخلاقية»، مضيفة: «إنه أمر لا يغتفر أن يعاني أكثر من 281 مليون شخص من الجوع الحاد، في حين يستمر أغنى أغنياء العالم في تحقيق أرباح طائلة؛ بما يشمل شركات صناعات الطيران والدفاع التي تغذي النزاعات، السبب الرئيسي للجوع». وأشارت فلور فوتيرس إلى أن تطور الوضع في 2024 «سيكون رهناً بوقف القتال»، مضيفة أنه ما إن تتمكن المنظمات الإنسانية من الدخول إلى غزة والسودان، فستساهم المساعدة «سريعاً» في خفض الأزمة الغذائية. كما قالت إن ثمة كثيراً من عدم اليقين بشأن هايتي: «حيث استولت مجموعات مسلحة على أراض زراعية (...) ونهبت محاصيل». إلى ذلك، قد تؤدي ظاهرة إل نينيو المناخية «إلى جفاف حاد في غرب أفريقيا وجنوبها».


سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
TT

سيدني: توقيف 7 أشخاص في إطار عملية لمكافحة الإرهاب

صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني
صورة مثبتة من مقطع فيديو لحادثة طعن أسقف داخل كنيسة في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية الأربعاء، إنها أوقفت سبعة أشخاص يشكلون «خطراً وتهديداً غير مقبولين» على الجمهور بعد مداهمات لمكافحة الإرهاب شارك فيها 400 شرطي.

وكشف اثنان من كبار الضباط أن الأفراد على صلة بشاب يبلغ من العمر 16 عاماً متهم بطعن أسقف آشوري، ويتبنون «آيديولوجية متطرفة ذات دوافع دينية...». وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة أشخاص، على ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورجّح نائب مفوّض الشرطة دايف هادسون، أن تكون المجموعة «تخطّط لهجوم، بالرغم من عدم تحديد هدف خاص». وصرّح للصحافيين أن «سلوكهم، وهم قيد المراقبة، دفعنا إلى الظنّ أنه في حال أرادوا ارتكاب فعلة ما، لن يكون في وسعنا منع ذلك». وقال: «خلصنا خلال التحقيق إلى أرجحية حدوث هجوم».

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وأشارت الشرطة إلى أن كلّ الموقوفين قاصرون.

وكان الأسقف مار ماري عمانوئيل تعرض للطعن في الرأس والصدر، في حادثة نفّذها فتى في السادسة عشرة من العمر في كنيسة «المسيح الراعي الصالح» الآشورية، بينما كان الأسقف يلقي عظة.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة، ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم أثار حالة من الذعر والغضب العارمين في أوساط أتباع الكنيسة الآشورية في غرب سيدني.

وصنّفت الشرطة الحادثة «عملاً إرهابياً»، فشُكّل فريق عمل لمكافحة الإرهاب من عناصر الشرطة الفيدرالية والإقليمية والمخابرات، وفتَحَ تحقيقاً في المسألة.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز ينضمان إلى سياسيين آخرين حيث يضعون الزهور بمكان حادثة الطعن الجماعي في سيدني (أ.ف.ب)

والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه.

وفي السياق ذاته، حذر المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بيرجيس من احتمالية أن يحسن الذكاء الاصطناعي من إمكانيات أعداء البلاد، مما يؤدي إلى زيادة التجسس، والمعلومات المضللة والتطرف السياسي، حسبما ذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وقال بيرجيس، إن الإنترنت بالفعل «هو حاضنة أقوى تطرف في العالم. ومن المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التطرف السياسي أسهل وأسرع». وذكر أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تعتقد أن الذكاء الاصطناعي «سيسمح بتغير كبير» في قدرات أعداء أستراليا.

وتردد تصريحات بيرجيس، صدى مشاعر رئيسي مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وجهاز الأمن البريطاني عن «استغلال الإرهابيين للقدرة الهائلة للتكنولوجيا». وأشارت التصريحات التي ترجع إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى أن الذكاء الاصطناعي «يجلب مستوى من التهديد لم تتم مواجهته من قبل».


ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
TT

ما سبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية؟

طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)
طلاب جامعة كولومبيا يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة (د.ب.أ)

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة على الحرب في غزة، واتسع نطاقها، خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات؛ منها كولومبيا وييل ونيويورك. واستدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويتزر» للأنباء.

وفيما يلي تفاصيل عن الاحتجاجات:

ما الذي يطالب به المتظاهرون؟

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت بها الاحتجاجات، دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة، وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

مؤيدون للفلسطينيين يتجمعون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

من المتظاهرون؟

اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، و«الصوت اليهودي من أجل السلام».

وشهدت المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية.

* ماذا كان رد السلطات؟

اتخذ القائمون على إدارة الجامعات وسلطات إنفاذ القانون إجراءات صارمة ضد الاحتجاجات.

فقد أوقفت جامعة كولومبيا، وكلية بارنارد التابعة لها، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، وأُلقي القبض على أكثر من 100 متظاهر في كولومبيا، حيث استدعت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة نيويورك لإخلاء المخيم، بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب. وقالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرّح بها.

ضباط الشرطة يسيرون خارج جامعة كولومبيا (أ.ف.ب)

واعتقلت شرطة ييل أكثر من 60 متظاهراً، يوم الاثنين، بعد أن منحتهم «عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال»، وفقاً للجامعة.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصاً في جامعة نيويورك، خلال وقت متأخر من يوم الاثنين. وقال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا، وكانوا «يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا».

ضباط الشرطة يعتقلون متظاهرين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

* ما التأثير على الحياة العادية في الحرم الجامعي؟

بعد عقد جميع الفصول الدراسية افتراضياً، يوم الاثنين، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعتمد نظام دراسة مختلطاً من الحضورين الشخصي والافتراضي لبقية الفصل الدراسي. وقالت شفيق، في بيان، إنها لن تسمح لأي مجموعة بتعطيل حفل التخرج.

طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نيويورك يشاركون في احتجاج ضد الحرب الإسرائيلية على غزة بواشنطن سكوير بارك (د.ب.أ)

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى اليوم الأربعاء، بعد أن تحصَّن طلاب بمبنى إداري، وطالبوا الجامعة بالكشف عن جميع العلاقات مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع جامعاتها.

وقالت جامعة ميشيجان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، خلال أوائل مايو (أيار)، لكنها ستوقف «التعطيل الكبير» للدراسة.

* كيف يستجيب القادة السياسيون؟

قال الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي انتقده المتظاهرون لتزويده إسرائيل بالتمويل والأسلحة، للصحافيين، يوم الاثنين، إنه يستنكر «الاحتجاجات المعادية للسامية»، و«أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث مع الفلسطينيين».

متظاهرون يغلقون الشارع بالقرب من منزل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في حي بروكلين بنيويورك (أ.ف.ب)

ووصف الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه «فوضوي».


أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
TT

أذربيجان تؤكد أن السلام مع أرمينيا «أقرب من أي وقت»

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، في حين بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو كاراباخ إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف الثلاثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام: «نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى».

وأضاف: «لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل».

وتابع: «يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك».

وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا

أكد علييف الثلاثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة. وقال: «لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة؛ لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يُظهر أنه عندما نُترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت».

وأقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية، الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا؛ إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريعة الرابطة بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان الثلاثاء أنها لن تنقل «الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا» إلى جارتها.

وانتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار. لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون من عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.

وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريعة المؤدية إلى جورجيا التي تعد حيوية للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

مؤشر سلام

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي «لتجنّب حرب جديدة». وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون «وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم».

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل «تغيراً كبيراً»، مضيفاً أن فصل البلدين بـ«حدود لا خط تماس هو مؤشر على السلام».

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو كاراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع دامٍ مستمر منذ عقود على المنطقة. لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كاراباخ.


بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
TT

بدء ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)
أعلنت أرمينيا وأذربيجان عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما (إ.ب.أ)

أعلنت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء عن البدء في ترسيم الحدود المشتركة بينهما، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة للبلدين اللذين تواجها في نزاعات دامية في منطقة القوقاز.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية في أذربيجان أن مجموعة من الخبراء شرعت في «توضيح الإحداثيات على أساس دراسة هندسية مساحية (جيوديسية)».

وأكّدت وزارة الداخلية الأرمينية من جهتها «أعمال ترسيم» الحدود، مستبعدة «نقل أيّ جزء من أراضي أرمينيا السيادية» إلى باكو في أعقاب العملية.

قبل رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي طلب باكو استعادة أربع بلدات حدودية استولت عليها قوّات يريفان خلال حرب في التسعينات.

وأثار هذا القرار احتجاج مئات الأرمن في منطقة محاذية لأذربيجان يخشون أن يعزلوا وأن تصبح بعض أملاكهم تحت السيادة الأذرية.

وهم قطعوا الاثنين لفترة وجيزة مسلكا مروريا محاذيا يربط أرمينيا بجورجيا يشكّل للسكان المحليين المعبر الأساسي إلى العالم الخارجي. وحاولوا أيضا عرقلة أعمال لإزالة الألغام.

والثلاثاء، اندلعت احتجاجات جديدة في عدّة مناطق في أرمينيا، لا سيّما في محيط بحيرة سيفان ومدينة نويمبريان.

وكان البلدان الواقعان في منطقة القوقاز قد أعربا الأسبوع الماضي عن نيّتهما ترسيم الحدود على أساس خرائط تعود للحقبة السوفياتية.

وشدّد باشينيان على ضرورة حلّ الخلافات الحدودية بغية «تفادي حرب جديدة» مع أذربيجان.

وقد تواجهت الدولتان اللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا في حربين داميتين، أوّلاهما في التسعينات خرجت منها أرمينيا منتصرة وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص، والثانية في 2020 كسبتها أذربيجان وأدّت إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.

وبعد هزيمة أرمينيا في 2020، اضطرت يريفان إلى التخلّي عن أجزاء كبيرة في ناغورنو كاراباخ وفي محيط هذه المنطقة التي كانت تسيطر عليها منذ حوالى ثلاثين سنة.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أطلقت باكو هجوما خاطفا أدّى إلى استسلام الانفصاليين الأرمن في خلال بضعة أيّام أعادت إثره فرض سيطرتها على منطقة ناغورنو كاراباخ برمّتها.