ستحدد نتائج الانتخابات النصفية التي تعقد في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) مسار الأجواء السياسية في الولايات المتحدة للعامين المتبقيين من ولاية الرئيس جو بايدن.
فمع تزايد احتمالات سيطرة الجمهوريين على مجلس واحد على الأقل من مجلسي الكونغرس، تتزايد كذلك احتمالات عرقلة أجندة الديمقراطيين بشكل عام وبايدن بشكل خاص. لكن الجمهوريين لم يتوعدوا بالعرقلة فحسب، بل استعرضوا لائحة من القضايا التي سيتطرقون إليها في حال فوزهم، تتضمن إغلاق ملفات كالتحقيق بأحداث اقتحام الكابيتول، وفتح أخرى كالتحقيق بممارسات هنتر بايدن نجل الرئيس.
واستبق الجمهوريون نتائج الانتخابات، فأعلنوا عن «خريطة طريق تشريعية» في حال فوزهم، تتضمن سلسلة من الوعود المتعلقة بالاقتصاد والأمن والحريات والمساءلة الحكومية.
- «تعهد لأميركا»
استعرض زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفين مكارثي، الذي سيصبح رئيساً لمجلس النواب في حال فوز حزبه بغالبية في المجلس، أجندة حزبه. وقال إن «الديمقراطيين يسيطرون على واشنطن. فهم يسيطرون على مجلس النواب، ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض. كما يسيطرون على اللجان والوكالات. هذه خطتهم، لكن ليست لديهم خطة لتصحيح كل المشكلات التي خلقوها».
وبحسب مكارثي، فإن حزبه سيعمل على 4 محاور؛ هي اقتصاد قوي، وأمة آمنة، ومستقبل حر، ومساءلة حكومية. وتتمحور الأجندة التي طرحها زعيم الجمهوريين بعنوان «تعهدنا لأميركا» حول قيم محافظة تهم الناخب الجمهوري، مثل تخفيض الضرائب والإنفاق الحكومي، إضافة إلى الحد من الإجهاض وحماية «حقوق الأجنة»، كما تعهد الحزب بصد أي محاولة لتقييد حقوق حمل السلاح.
كلها ملفات تحظى بمعارضة بايدن الذي سيرفض التجاوب مع أي منها، ما يعني أن العامين المتبقيين من رئاسته سيكونان مشبعين بالتجاذبات السياسية في حكومة منقسمة على نفسها.
ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سيعمد الجمهوريون إلى استغلال رئاستهم للجان المختصة في الكونغرس لـ«التحقيق والمساءلة». وبحسب زعيم الأقلية مكارثي، فإن «الجمهوريين سيطلبون من البيت الأبيض الإجابة عن أسئلة متعلقة بسوء الإدارة في الداخل والخارج»، متوعداً بعقد جلسات استماع حول سياسات مكافحة فيروس كورونا، وقضية المهاجرين غير الشرعيين، والانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتحقيق وزارة العدل مع الرئيس السابق دونالد ترمب.
- عزل الرئيس
لكن القضية التي رفض زعيم الجمهوريين دعمها، حتى الساعة، هي المساعي لعزل بايدن التي روج لها الشق اليميني من الحزب. ويقول مكارثي عن هذه الدعوات: «أعتقد أن البلاد لا تحب استعمال العزل لأسباب سياسية. بلادنا بحاجة لأن تتعافى، وأن تبدأ برؤية نظام فعّال. لهذا سوف نركز على الاقتصاد والجريمة والحدود والمساءلة». لكن هذا الموقف سوف يولّد صراعاً داخلياً في صفوف الحزب، بين قياداته من جهة، وممثليه كالنائبة مارجوري تايلور غرين وغيرها من مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب.
فقد طرح هؤلاء منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض وحتى اليوم، 14 مشروعاً لعزله في مجلس النواب، لتهم تتراوح بين الانسحاب الفوضوي من أفغانستان إلى أمن الحدود مع المكسيك.
- حرب أوكرانيا
على الرغم من الدعم الواسع من الحزبين لأوكرانيا ضد روسيا، فإن مكارثي حذّر من أن حزبه لن يوقّع «شيكاً على بياض» إذا فاز بالأغلبية في المجلس. ففي ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتخوف من حصول ركود اقتصادي، بدأ بعض الجمهوريين بالإعراب علناً عن معارضتهم تمويل أوكرانيا، الذي وصل إلى نحو 60 مليار دولار. وقال مكارثي: «أعتقد أننا سنواجه ركوداً، ولن نكتب شيكاً على بياض لأوكرانيا. هذا غير ممكن».
وفيما تتخوف إدارة بايدن من أن تتحول هذه التهديدات إلى واقع يعرقل تعهداتها لأوكرانيا، يستبعد ريتشارد ويتز مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد «هادسن» أن يتغير الوضع الراهن، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض الجمهوريين، وحتى بعض الديمقراطيين، يريدون أن يخفضوا من مستوى المساعدات العسكرية لأوكرانيا للتركيز على أولويات أخرى. لكن في المقابل، هناك من يدعو لزيادة هذا الدعم، وحتى الساعة هذا الدعم هو مشترك بين الحزبين، والأرجح أن يستمر إلى ما بعد الانتخابات».
- هنتر بايدن
توعّد النائب الجمهوري جايمس كومر بفتح تحقيق بممارسات نجل الرئيس الأميركي هنتر بايدن، ومن المؤكد أن يتحول هذا الوعد إلى واقع في حال فوز الجمهوريين. فكومر، وهو كبير الجمهوريين حالياً في لجنة المساءلة والإصلاح الحكومي، سيصبح رئيساً للجنة إذا انتزع حزبه الأغلبية. وبطبيعة الحال، سيكون مسؤولاً عن تحديد أجندتها. ويقول كومر إنه سوف يفتح تحقيقاً بممارسات هنتر المالية وحساباته المصرفية وسط اتهامات جمهورية له بتعاملات مع بلدان أجنبية قد تشكل تهديداً على أمن الولايات المتحدة القومي. ويشدّد كومر على أنه لن يحقق بممارسات هنتر بايدن لأسباب سياسية، بل «لأننا نعتقد أنه يشكل تهديداً للأمن القومي، ونخشى أن يكون هذا قد أثر على سياسات جو بايدن»، مضيفاً أن «التحقيق بهنتر بايدن أصبح شيئاً فشيئاً تحقيقاً بجو بايدن نفسه».
الجمهوريون يمهّدون للسيطرة على الكونغرس بـ«خريطة طريق تشريعية»
بعضهم هدد بـ«عزل بايدن» وآخرون استبعدوا إهداء أوكرانيا «شيكاً على بياض»
الجمهوريون يمهّدون للسيطرة على الكونغرس بـ«خريطة طريق تشريعية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة