الحوثيون يردون على تقدم المقاومة في تعز بإطلاق سجناء بينهم إرهابيون

«داعش» يتبنى هجومًا استهدف منزل شقيقين من قادة التمرد الحوثي يسقط عشرات القتلى في صنعاء

مسلح حوثي يجوب أحد أزقة صنعاء المحيطة بمكان الهجوم الذي شهدته العاصمة  أمس (إ.ب.أ)
مسلح حوثي يجوب أحد أزقة صنعاء المحيطة بمكان الهجوم الذي شهدته العاصمة أمس (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يردون على تقدم المقاومة في تعز بإطلاق سجناء بينهم إرهابيون

مسلح حوثي يجوب أحد أزقة صنعاء المحيطة بمكان الهجوم الذي شهدته العاصمة  أمس (إ.ب.أ)
مسلح حوثي يجوب أحد أزقة صنعاء المحيطة بمكان الهجوم الذي شهدته العاصمة أمس (إ.ب.أ)

في وقت تقدمت المقاومة الشعبية يوم أمس في تعز، تبنى المتمردون الحوثيون سياسة جديدة من التخريب، هذه المرة بتحرير نحو 1200 معتقل بينهم محكومون بالإعدام. وأطلقت ميليشيا الحوثي معتقلين، بينهم عناصر من «القاعدة» من سجن يسيطرون عليه في تعز، جنوب غربي اليمن، حين شنت قوات موالية للحكومة اليمنية هجوما عليهم.
وقال مسؤول في «المقاومة الشعبية» التي تقاتل الحوثيين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم تحرير السجناء من السجن المركزي في تعز الواقع في الضاحية الجنوبية الغربية للمدينة والذي كان يسيطر عليه المتمردون. وأضاف المصدر نفسه أن المتمردين فتحوا أبواب السجن خلال انسحابهم في مواجهة تقدم مقاتلي «المقاومة الشعبية» الذين استعادوا السيطرة على الموقع.
وقال مسؤول آخر في «المقاومة الشعبية» إن «مقاتلينا سارعوا بعدها إلى ملاحقة السجناء الفارين وبينهم مجرمون ومحكومون بالإعدام».
وقال مسؤول محلي آخر إن بعض الهاربين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، موضحا أن قوات مرتبطة بصالح وأخرى تابعة للحوثيين سمحت للسجناء بالهرب بينما تقدمت المقاومة الشعبية. وأضاف: «وقعت معارك ضاربة بالقرب من السجن المركزي واقتربت اللجان الشعبية وسيطرت على المنطقة لكن قوات صالح فتحت النار على أبواب السجن».
وتدور مواجهات منذ أشهر بين ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للسيطرة على تعز، ثالث مدن اليمن.
وقال مصدر أمني - فضل عدم الكشف عن اسمه - لوكالة الأنباء الألمانية، إن أفراد المقاومة أحرزوا تقدمًا نحو المناطق التي كانت في قبضة المتمردين الحوثيين في جبهة الضباب «المدخل الجنوبي للمدينة»، وسيطروا على حدائق الصالح والمناطق المحيطة بها بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
وأشار المصدر إلى أن أفراد المقاومة سيطروا على عدد من الأسلحة بعد فرار الحوثيين من تلك المواقع.
وفي الوقت نفسه، أكد المصدر أن الحوثيين وقوات صالح أطلقوا سراح عدد من سجناء السجن المركزي بتعز، قبل محاصرته من قبل أفراد المقاومة الشعبية التي تحاول السيطرة عليه.
وتشهد مدينة تعز مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، وأفراد المقاومة الشعبية من جهة أخرى منذ أكثر من شهرين، حيث يحاول أفراد المقاومة التقدم نحو المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لفك الحصار المفروض من قبلهم على المدينة.
وفي صنعاء، قتل ما لا يقل عن 28 شخصا بينهم ثماني نساء في هجوم ليل الاثنين الثلاثاء استهدف منزل شقيقين من قادة التمرد الحوثي، وتبناه تنظيم داعش الإرهابي.
وقال مصدر أمني إن الهجوم بواسطة سيارة مفخخة، استهدف منزل الشقيقين فيصل وحميد جياش، حيث كان يقام مجلس عزاء بعد وفاة أحد أقارب العائلة. وطوق المسلحون الحوثيون الحي الواقع في وسط صنعاء لكنهم سمحوا لسيارات الإسعاف بإجلاء الضحايا، بحسب شهود. وخلف الانفجار حفرة في الطريق وأدى إلى تدمير أجزاء من جدران مجاورة مخلفا الأنقاض بين الشوارع. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.