شاكيرا وجيرارد بيكيه... «أحبكَ والآن أحب نفسي أكثر»

الإخفاق العاطفي بين سطور «مونوتونيا»

شاكيرا وجيرارد بيكيه
شاكيرا وجيرارد بيكيه
TT

شاكيرا وجيرارد بيكيه... «أحبكَ والآن أحب نفسي أكثر»

شاكيرا وجيرارد بيكيه
شاكيرا وجيرارد بيكيه

دعوة شاكيرا إلى احترام الخصوصية بعد الانفصال عن جيرارد بيكيه، لم تضع حداً لشأنهما المُتداوَل في الصحف. بيانهما الوداعي المشترك، تبعته وسبقته ألسنة تحلل وخيالات تُحلّق. بنفسها، اعترفت بالأحزان وقالت لمجلة «إيل» إنها لا تزال تعاني. لم تأتِ على ذكر «الخيانة» وشرح الأسباب وراء إغلاق الباب. ما لم تقله بصراحة، مرّرته بأغنية. في «مونوتونيا» (الرتابة)، عذّبها الخروج عن الصمت بقدر ما أراحها.
النهايات أشباح تطارد دوامة الحياة؛ فكلٌّ يسير إلى زواله، أتعددت الدروب واختلف التوقيت. 11 عاماً، وطفلان، خلاصة علاقة وضع طرفاها نقطة آخر السطر. في أغنيتها بعد الانفصال، تمتلئ شاكيرا بدمع الملامة والمرارة. تغييب الدلالة بالإصبع إلى أنها مصوّبة نحو أب الولدين، يكثّف سطوعاً يكمن بين السطور لتجليات العتب والندم. شلالات العينين تجرف الغشاوة، وهذه المرة تعلن انتصارها: «أحبك لكن أحب نفسي أكثر. أصبح الوداع ضرورياً».
تحدثت شاكيرا (45 عاماً) عن التضحية في العلاقة كتصرّف «قائم على الحب». في «مونوتونيا» (بالتعاون مع مغني الراب أوزونا)، لمّحت إلى «النرجسية» وراء الهجران. كلاهما، التضحية والنرجسية، فجّرا القنبلة الأخيرة فهدما البيت. لحاق مدافع برشلونة الإسباني بسعيه إلى حصاد مزيد من الأمجاد، أرجأ بعض أحلام الفنانة الكولومبية وعطّل شيئاً من روحها. كان عليها جعل أحلامه تتحقق.
وضعُها مسيرتها في المقام الثاني، راح يهدم حجراً تلو الحجر. المُنطلَق ليس نجاح طرف على حساب آخر، بل أنانية الوصول. ما تعمَّر، فيما الجانب المقابل يتفرّج. خياران، فضّلت شاكيرا الأول: «وجب عليّ أن أستمر في العمل إلى جانبه أو أن ينهي عقده مع برشلونة وينتقل معي إلى الولايات المتحدة حيث مسيرتي». على أحدهما التضحية. صوت الأم في داخلها، سهّل المَهمّة الصعبة: «لقد قدّمتُ هذه التضحية وبذلتُ جهداً جباراً لأضع مسيرتي ثانياً حين انتقلتُ إلى إسبانيا لأشكل دعماً لفوزه بألقاب كرة القدم».

شاكيرا تبوح في "مونوتونيا" بما أدى إلى انفصالها عن بيكيه

تنكسر في المرأة أشياء ثمينة تتعلق بالذات، ومعها يتهشّم العالم من حولها حين تتنازل. تواجه شاكيرا في الأغنية هوس بيكيه (35 عاماً) بالشهرة وبحثه الدائم عنها. وهي مواجهة نارية. فالحب المُحطّم لم تعد تلملمه لحظات العشق الأولى ولا تنفع معه البدايات المبهرة. «نسيت ما كنا ذات يوم»، تغني، ولعله يلوح في بالها لقاؤهما في عام 2010، قبل مونديال جنوب أفريقيا وحضوره في أغنيتها «واكا واكا» الرسمية للبطولة، أبدى «أفضل قلب دفاع في العالم»، كما تراه، سعادة لا توصف بالتقرّب منها. «العشق» الذي جرفه نحو النجمة اللبنانية الجذور، يتحوّل إلى إعلان صريح بحلول الرتابة: «فجأة، لم تعد كما كنت (...) أعرف أنني أعطيتُ أكثر منك (...) ما كان يوماً مذهلاً أصبح روتيناً»، تُقاضي التغيرات والحب المتنكر بقناع الهذيان.
يطلق أوزونا باتجاهها ما يشبه قذيفة يرميها الأعداء على الجبهة، فيصيبها في العمق. طوال الفيديو كليب، وهي تتنزّه من دون قلب. لقد اجتثّ! ترك تجويفاً هائلاً وحفرة. شاكيرا في الشارع جسد مقتول الإحساس، تحمل قلبها المسحوق بيدها. تسير بلا اتجاه وتصطدم بالمارة. مشهدية الظلال الباكية ليس فيها إلا النزيف الكبير: «كنت أركض خلف شخص لم يكن يمشي تجاهي». القلب المجروح أنهكته المحاولات.
تشبّه برودته بـ«عيد الميلاد» وتكمل التيه في الشارع. فظيع سقوط القلب والدوس عليه! بلاغة الصورة واختزالاتها. حين تختار شاكيرا الاحتفاظ بالأسباب، تملأ الفيديو كليب بما يقتصر على النتائج. بحذاء يبدو لامعاً، ولا مبالاة متوحشة، يكمل مُشوّه القلوب سيره كأنه لم يفعل شيئاً. ولم يُؤذِ ويرسل الزهر إلى اليباس.

القلب المسحوق تحمله شاكيرا وتواجه نزفه

لكن شاكيرا تضيء من حيث أوشكت على الانطفاء: من الداخل الصلب. «الأفضل أنّ كل شيء انتهى الآن»، تختم فصلاً من الإخفاق العاطفي. رفعُها نفسها إلى حيث لا مجال للتنازل بعد اليوم (حين قالت له أحبُّني أكثر منك)، بمثابة تداركها لأخطائها قبل فوات الأوان. نهاية الحب بالانفصال، هي بداية تقدير الذات وخروجها منتصرة من طاولة المفاوضات.
عوض فيديوهات النواح، تشدّ شاكيرا الأنظار إلى برّ الوالدين. ملايين المشاهدات لفيديو تدليكها قدمَي والدها وتقبيلهما، كدعم معنوي يخفّف معاناة العلاج الفيزيائي. طاقة إنسانية مذهلة، تفرد جناحيها على عالم يتصدّع. لا رأفة ولا ألفة، فقط وحشية.
أكان السبب «الخيانة» أم «المال»، جيرارد بيكيه وشاكيرا يلتحقان بثنائيات الانفصال الصادم. تَواري القصة كاملة خلف الجدران، يفتح المصراعين لهبوب التأويلات. قد يكون ما قالته النجمة في أغنيتها الأخيرة جزءاً من الرواية. لكنها فقط بعهدة الطرفين. تحلل صحف كـ«إل بيريوديكو» الإسبانية التي تحدّثت عن خيانة بيكيه لها مع طالبة في العشرين من العمر، ويبقى الكلام في إطار التكهنات. وتُسرِّب تقارير أجواء وتفاصيل، كرصده مؤخراً في غرفة خاصة بأحد النوادي الليلية مع نساء، فيما تذهب أخرى كصحيفة «ماركا» إلى تقديم الخلاف المادي على ما عداه: «بيكيه طلب مبلغاً لتمويل استثماراته وشاكيرا رفضت، فاشتعلت الأزمات». سطور «مونوتونيا» فقأت الجرح: تضحية ونرجسية واستماتة على الشهرة.



بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
TT

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ضمن خطة طموح تهدف إلى إدخال الفن إلى المساحات العامة أطلقت أبوظبي النسخة الافتتاحية من بينالي أبوظبي للفن العام، وتستمر حتى 30 أبريل (نيسان) المقبل. ومع اليوم الأول أتيح للجمهور معاينة كثير من الأعمال التركيبية على الكورنيش، وفي الحدائق، وفي واحة العين وأيضاً ضمن المباني المهمة في أبوظبي، وكأن الأعمال الفنية تضع توقيعها على المساحات العامة لتضفي عليها وهجاً مجتمعياً خاصاً يخرج بها عن صورتها اليومية المعتادة.

«النهر الحضري» للفنان قادر عطية في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

في أثناء المشي على كورنيش أبوظبي والاستمتاع بنسائم البحر والأجواء اللطيفة في هذا الوقت من العام، لا يملك المرء إلا التوقف أمام تشكيلات فنية جاذبة للعين والانتباه. خلال جولة سريعة نزور محطة الحافلات التي بنيت في عام 1986، وتعد واحدة من أقدم المباني في المدينة، وهنا أيضاً نرى الأعمال المختلفة سواء في خارج المحطة أو في داخلها، أما في سوق السجاد فهناك مفاجأة ضخمة صنعها فنان برازيلي، ونسج فيها قصصاً وذكريات لأصحاب المحال المجاورة.

تنقسم مساحات عرض البينالي إلى 8 دروب كما يطلق عليها، تضمنت أعمالاً لأكثر من 70 فناناً من الإمارات، ومن دول مختلفة حول العالم. أما ما يجمع بينها فهو ببساطة المدينة نفسها، فالأعمال تشترك في استكشاف الظروف البيئية للمدينة وأسلوب الحياة المجتمعي والهندسة المعمارية والتخطيط المدني.

توزعت الأعمال على مسافات كبيرة، وهو ما يشجع الزوار على المشي لمسافات لاستكشاف ما يختبئ في طريقهم من أعمال وإعادة اكتشاف معالم المدينة الشهيرة، وللتوصل إلى كل الأعمال المعروضة، فاستخدام السيارة أمر ضروري، ولا سيما لزيارة واحة العين.

رحلة البحث

على كورنيش أبوظبي تنطلق رحلة البحث عن الأعمال الفنية، للتوصل لكل الأعمال يقترح دليل البينالي المشي لمدة ساعة، وفي الأجواء اللطيفة يصبح المشوار ممتعاً. في تتابع نمر أولاً على عمل الفنان أوسكار موريو الذي نفذ لوحة ضخمة يبلغ طولها 80 متراً على مساحة 1 في المائة من كورنيش أبوظبي، لتستكشف التوسع الحضري السريع الذي تشهده المدينة.

«برزخ» للفنان وائل الأعور في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

أما الفنان وائل الأعور فنرى من تنفيذه عمل «برزخ»، وهو مجسم ضخم يبدو لنا عن بعد، وكأنه شبكة من القطع البلاستيكية، يدخل الضوء من فتحاته ليخلق تركيبات مختلفة، ويمنح الزوار فرصة للتمهل داخله. بحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستجيب للتحديات البيئية المحلية والعالمية عبر استخدام ثلاث مواد، وهي البلاستيك المعاد تدويره وألياف النخيل المستخدمة في العمارة الإماراتية منذ قرون والمحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي من عملية تحلية المياه يضر بالنظم البيئية البحرية عند تصريفه في الخليج. يبدو أن العناصر كلها تمثل الماضي واحتمالية مستقبل العمارة في الخليج عبر استخدام الموارد المحلية التي ترمز لها ألياف النخيل والبلاستيك المعاد تدويره، وتعالج القضايا البيئية الآنية مثل تأثير عملية تحلية المياه على البيئة البحرية.

عموماً العمل يستوقف الناظر، ويجذبه لداخله عبر تشكيلة بصرية جميلة، وهكذا يجد الزائر الفرصة للتفكير في المعنى خلف العمل.

عمل الفنانة فرح القاسمي «الحنين إلى الوطن» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ليس بعيداً عن عمل الأعور نرى عملاً للفنانة الإماراتية فرح القاسمي التي تقدم تشكيلاً بصرياً خارجاً من أعماق جماليات البحر يحمل عنوان «الحنين إلى الوطن»، ويتكون من محارات ضخمة تنتظم في شكل دائري على منصة مرتفعة مغطاة بالرمال البيضاء، تحتفي الفنانة هنا بمهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للإمارات. إضافة إلى الشكل المرتبط بالبحر تضيف الفنانة بعداً جديداً، وهو الصوت، فهي جهزت كل محارة بمكبر صوت تبث جوقة من الأصوات الاصطناعية التي ألفتها من وحي أغنية «توب توب يا بحر» التي تغنيها زوجات الغواصين، بينما ينتظرن عودة الأزواج من رحلات الصيد.

عمل للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا أمام محطة الحافلات (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

نتجه إلى محطة الحافلات الرئيسية، حيث توزعت أعمال عدد من الفنانين. يستوقفنا خارج المحطة مجسم على شكل شجرة متيبسة تفترش مساحة ضخمة من الرصيف الخارجي، وهو للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا وهو معروف باستخدامه للخشب المتآكل، الذي يحصل عليه غالباً من أسوار البناء الحضرية. تجمع ممارسات أوليفيرا بين الرسم والهندسة المعمارية والنحت، ويعمل على تحويل الخشب المهمل والمتداعي إلى أعمال عضوية وديناميكية، مما يعكس تداخل التدهور الحضري مع النمو الطبيعي.

أما زينب الهاشمي، وهي فنانة مفاهيمية إماراتية، فنرى من عملها رصيفاً حجرياً أمام المحطة، للوهلة الأولى لا نميزه فهو منسجم تماماً مع تصميم مباني المحطة وخارجها، ولكن الفنانة التي تعمل على تفكيك المحيط المعروف عبر التركيبات الفنية، استخدمت الشكل المألوف، وأضافت له العشب الأخضر، وكأنه جزء من المحيط العام لأرصفة المحطة، ولكنه ليس كذلك. فالهاشمي عرفت بالدمج بين العناصر الطبيعية والمصطنعة، لتسلط بذلك الضوء على تأثير التدخل البشري على البيئة، وتحث الناظرين على إعادة النظر في علاقتهم بمحيطهم.

فن في الحدائق العامة

في الحدائق العامة تتناثر أعمال الفنانين عبد الله السعدي، وهاشل اللمكي، ولورنس أبو حمدان، وقادر عطية، وخليل رباح، وسيما نصرت، ورامي قشوع × حرفيات الإمارات، وبافل ألتهامر، وناثان كولي، وآذار جابر، وألورا وكالزاديلا.

«بين الأشجار» للفنان خليل رباح في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

وفي سوق السجاد يتألق عمل الفنان كريستوفر جوشوا بنتون: «حيث تفرش سجادتي، يكون وطني (2024)»، وهو سجادة نابضة بالحياة مصنوعة من العشب الصناعي. طُوِّر هذا العمل بالتعاون مع أصحاب المحال في سوق السجاد في أبوظبي، وهو مستوحى من قصصهم وتجاربهم. تحولت السجادة فور تركيبها إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين وشهدت مرح الأطفال ولقاءات الأصدقاء.

كريستوفر جوشوا بنتون «حيث تفرش سجادتي يكون وطني» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمَّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض «منار أبوظبي» الفني الضوئي الذي يُعقَد كلَّ سنتين (استمرت النسخة الأولى من 15 نوفمبر 2023 إلى 30 يناير 2024)، إضافة إلى «بينالي أبوظبي للفن العام».