تُميّز الميادين العامة في الطرق الرئيسية للعاصمة السعودية الرياض، شكل وهويّة المدينة التي تتجدّد دورياً في تفاصيلها المعمارية والحيوية، وتحظى باهتمام عال في تشكيل خارطة الاقتصاد السعودي للعقود المقبلة من خلال خطط ومشروعات التطوير الحكومية على صعيد هيكلتها الأساسية ومشروعاتها الحيوية.
وتتموقع هذه الميادين في أواسط الطرق الرئيسية، لتربط في أكثر من موقع بين أكثر من طريق فرعي وطريق رئيسي، فيما يسمّى دارجاً «مجمّع الكباري»، وأصبح سكّان الرياض يتعارفون معالم الطرق التي يسلكونها كل يوم من خلال تلك التسميات التي استمرت حتى اليوم لتحافظ على أبعادها التاريخية.
وسجّلت أسماء عدد من ميادين الرياض، ولا سيما الرئيسية منها، جوانب لافتة، خصوصاً ما يتعلق بتسمياتها، حيث يبدو واضحاً لسالكي طرق وشوارع الرياض انتشار أسماء العواصم العربية على هذه الميادين، وتحديداً في قلب العاصمة وطرقها الرئيسية، لتضفي جانباً من العراقة على هذه العاصمة وارتباطها بتاريخ عربي أصيل شكّل مراحل مهمة من الدعم السعودي للقضايا العربية بمختلف أشكالها.
ويبرز «ميدان الدوحة» سابقاً، بسبب موقعه الاستراتيجي في العاصمة؛ حيث يصل بين أهم طريقين دائريين في العاصمة السعودية، ويربطهما بمدخل عاصمة الدولة السعودية الأولى «الدرعية»، ولم تحدد المراجع التاريخية كثيراً من التفاصيل عن أسباب تسمية الميدان بموقعه الاستراتيجي، بهذا الاسم لعاصمة خليجية هي «الدوحة» عاصمة دولة قطر، الجارة الصغرى على ضفاف الخليج العربي شرق السعودية.
كما يأتي «ميدان القاهرة» المسمّى باسم العاصمة المصرية، في قلب الرياض، ويقع، في الوقت نفسه، على «مجمع الكباري» الأكبر فيها، حيث يربط بين طريق مكة المكرمة الذي يمتد على طرفي العاصمة من غربها إلى شرقها، وطريق الملك فهد الرئيسي وسط العاصمة.
وتنتشر في العاصمة السعودية أيضاً ميادين أخرى بأسماء عواصم عربية، على غرار «تونس، الجزائر، الرباط، عمان، دمشق، طرابلس، الكويت، أبوظبي، بغداد، الخرطوم، المنامة، بيروت».
ويميل الكاتب والباحث منصور العساف إلى أن التسميات «تبرهن في تاريخ إطلاقها على تسمية الرياض بعاصمة العرب إبّان تولي الأمير - الملك - سلمان بن عبد العزيز، إمارتها، كما تعارف عليه كثير من العرب في وقتها، كما تعزز المواقف السياسية والاقتصادية الاستراتيجية للسعودية في دعم الدول والمواقف العربية منذ ذلك الحين حتى اليوم، ويمكن وضعها آنذاك في إطار مبادرة للتضامن العربي، حيث ساهمت السعودية بشكل أساسي في تعزيز التضامن العربي وتشكيل المواقف العربية وتوحيدها في عدد من القضايا، لتأتي هذه التسميات متوافقةً مع تلك الشواهد التاريخية».
ويلفت العساف إلى أن تلك التسميات التي أُطلقت على الأرجح في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات الميلادية، «قد لا تكون لأسباب محددة ودقيقة، لكنها تعزز تسميات مشابهة جرَت لمعالم مهمة في العاصمة السعودية». ويستعرض في هذا الإطار افتتاح إستاد الملك فهد الدولي في ديسمبر (كانون الأول) من عام 1987، حيث أقيمت عليه مجريات دورة الخليج لكرة القدم، برعاية الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، وجرى حينها تسمية الشوارع المحيطة بالملعب بأسماء زعماء دول الخليج الست، بالإضافة لحي الخليج المجاور للإستاد الرياضي الأكبر في الخليج.
يُذكر أن العاصمة السعودية الرياض ليست العاصمة العربية الوحيدة التي أطلقت اسم عاصمة عربية أخرى على معالمها الشهيرة في الطرق أو الميادين، لكنها حتماً أول عاصمة عربية أطلقت هذا العدد من التسميات لمعظم أسماء العواصم العربية على ميادينها الرئيسية التي يعبرها يومياً مئات الآلاف من سكان وزوّار المدينة التي يتجاوز عددهم الـ5 ملايين إنسان.
عندما يجوب سكان الرياض العالم العربي كل يوم
ميادين وطرق رئيسية وفرعية سجلت حضوراً في ذاكرة المكان بأسماء العواصم العربية
عندما يجوب سكان الرياض العالم العربي كل يوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة