قلة النوم قد تزيد من خطر فقدان البصر

الدراسة بحثت في العلاقة بين مشكلات النوم والغلوكوما (أ.ف.ب)
الدراسة بحثت في العلاقة بين مشكلات النوم والغلوكوما (أ.ف.ب)
TT

قلة النوم قد تزيد من خطر فقدان البصر

الدراسة بحثت في العلاقة بين مشكلات النوم والغلوكوما (أ.ف.ب)
الدراسة بحثت في العلاقة بين مشكلات النوم والغلوكوما (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يزيد من خطر تعرض الأشخاص لفقدان البصر الذي لا يمكن علاجه.
ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد نظر الباحثون في بيانات أكثر من 400 ألف مشارك في دراسة كبرى أطلقها البنك الحيوي البريطاني، تراوحت أعمارهم بين 50 و69 عاماً.
وفحص الفريق على وجه الخصوص العلاقة بين النوم السيئ والغلوكوما (المياه الزرقاء)، التي تعد إحدى الأسباب الرئيسية للعمى.
واعتبر الباحثون أن كمية النوم الطبيعية تتراوح من سبع إلى تسع ساعات، وقاموا بتدوين نمط نوم الأشخاص ومدى معاناتهم من الأرق أو الشخير المفرط أو النعاس أثناء النهار.

علاوة على ذلك، تم تسجيل المعلومات الأساسية التي قد تؤثر أيضاً على تطور الغلوكوما، مثل العمر والوزن وبعض المشكلات الصحية ونمط الحياة والعرق - الإثنية.
ووجد الباحثون أن معظم مشكلات النوم التي تمت ملاحظتها في الدراسة ارتبطت بزيادة مخاطر الإصابة بالغلوكوما.
فقد كان الأشخاص الذين ينامون أقل أو أكثر من المعتاد أكثر عرضة للإصابة بالغلوكوما بنسبة 8 في المائة، في حين أن أولئك الذين عانوا باستمرار من الأرق كانوا أكثر عرضة للمعاناة من هذه المشكلة بنسبة 12 في المائة، وأولئك الذين عانوا من النعاس المتكرر أثناء النهار كانوا أكثر عرضة بنسبة 20 في المائة للإصابة بها.
وتوصل الفريق إلى عدد من الأسباب التي تفسر هذا الارتباط بين مشكلات النوم والغلوكوما، من بينها حقيقة أن الضغط الداخلي للعين، وهو عامل رئيسي لتطور الحالة، يرتفع عندما يكون الشخص مستلقياً ولكنه غير مستغرق في النوم، أو بمعنى أدق غير قادر على إفراز هرمونات النوم.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الاكتئاب والقلق، اللذان غالباً ما يتسبب بهما الأرق، إلى زيادة هذا الضغط، حيث يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي على تنظيم إنتاج الكورتيزول - هرمون التوتر الرئيسي في الجسم.

وأشار الباحثون أيضاً إلى أن كبار السن والرجال كانوا أكثر عرضة للإصابة بالغلوكوما وكذلك أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والمدخنين، والذين يعانون من مرض السكري.
وتوقع الباحثون أن تؤثر الغلوكوما على 112 مليون شخص في جميع أنحاء العالم خلال العشرين عاماً المقبلة.
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة BMJ Open.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.