السوداني يتعهد استرداد أموال العراق المهرَّبة

عدَّ الفساد أهم التحديات أمام حكومته

السوداني وأعضاء حكومته خلال تأديتهم اليمين الدستورية في 27 أكتوبر (إ.ب.أ)
السوداني وأعضاء حكومته خلال تأديتهم اليمين الدستورية في 27 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

السوداني يتعهد استرداد أموال العراق المهرَّبة

السوداني وأعضاء حكومته خلال تأديتهم اليمين الدستورية في 27 أكتوبر (إ.ب.أ)
السوداني وأعضاء حكومته خلال تأديتهم اليمين الدستورية في 27 أكتوبر (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن من أهم أولويات حكومته، استرداد أموال العراق المهرَّبة إلى الخارج، وأكد في حديث خلال زيارته يوم الثلاثاء إلى «هيئة النزاهة»، أن استرداد الأموال من الخارج هو من أولويات الحكومة، قائلاً إن «أول المعايير في تعامل الحكومة مع حكومات الدول هو مدى تعاونها مع العراق في استرداد المدانين والأموال المُهرَّبة، وسيكون الجهد الدبلوماسي مُتَّسقاً مع إجراءات هيئة النزاهة، لتمكين العراق من استرداد أمواله المُهرَّبة».
وحث السوداني على البدء في «فتح الملفات الأكثر أهميَّة من حيث حجم الأموال المُختلسة أو المهدورة، أو تلك المُتعلِّقة بإيقاف المشروعات المُهمَّة التي بإنجازها يلمس المواطن الخدمات الفضلى المُقدَّمة له»، داعياً إلى «تأليف فريقٍ داعمٍ لهيئة النزاهة يتَّخذ الصفة القانونيَّة، وعدم تعارضه مع صلاحيات الهيئة ومهامِّها المُنوطة بها، وفق قانونها النافذ رقم 30 لسنة 2011 المُعدَّل».
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن استعداده «لتقديم كلِّ الدعم للهيئة، سواء على مُستوى الإجراءات التنفيذيَّة أو التدخُّلات التشريعيَّة لسنِّ القوانين المُتصدِّية للفساد، والتي تسهم في إغلاق منافذ هذه الآفة الخطيرة».
وأكد السوداني ضرورة «العمل على تحسين سُلَّم العراق في مُؤشِّر مدركات الفساد الدوليَّة»، قائلاً: «إننا الآن في معركة مصيريَّة ضدَّ الفساد». وأكد «عدم وجود خطوط حمراء أمام أي ملف فساد مرتبط بجهة سياسيَّة أو أي شخصيَّة كانت». وبيَّن رئيس الوزراء العراقي أن «ظاهرة الفساد تتطوَّر وتتحوَّر، حالها مثل فيروس (كورونا)»، داعياً إلى «تطوير أساليب التعامل معها والتصدِّي لها، والحد من غلوائها وآثارها على الاقتصاد والاستثمار، وتقديم الخدمات للمُواطنين».
يُذكر أن الرئيس العراقي السابق برهم صالح، قدَّم للبرلمان العراقي في دورته الماضية مشروع قانون استرداد أموال العراق التي تم تقديرها آنذاك بنحو 150 مليار دولار، تم تهريبها منذ عام 2003 إلى اليوم. وكانت السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي قد عبَّرت، خلال لقاء متلفز يوم الأحد، عن استعداد الولايات المتحدة للوقوف إلى جانب رئيس الوزراء في مسألة محاربة الفساد. إلى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي العراقي عبد الرحمن المشهداني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التركيز على نقاط محددة في البرنامج الحكومي، لا سيما أن السوداني كان قد حدد عمر حكومته بمدة سنة؛ كون أن هناك انتخابات مبكرة، تضمنها البرنامج، يجعل من إمكانية محاربة الفساد في غضون سنة أمراً في غاية الصعوبة». وأضاف المشهداني أن «محاربة الفساد يجب أن تكون بالفعل أولوية أولى؛ لكن في ظل عدم التركيز على نقاط محددة في هذا المجال، فضلاً عن أن وجود نقاط أخرى في البرنامج لا يمكن التعامل معها في غضون سنة يجعل من المهمة صعبة، مع أن الجميع يعرف أنه إذا تمت معالجة قضايا الفساد فإنها يمكن أن تمهد لحلول صحيحة لبقية المشكلات والأزمات».
وأوضح المشهداني أن «السوداني بدأ بالفعل في إجراءات ملموسة، أولها تغيير مديري مكاتب الوزراء؛ لكن هناك إشكالاً على بعض الوزراء في الحكومة نفسها لأكثر من سبب».
ودعا المشهداني -في سياق الإجراءات التي ينبغي اتباعها في مجال محاربة الفساد- إلى «تعزيز المؤسسات الرقابية؛ لا سيما في ظل إلغاء مكاتب المفتشين العموميين الذين كانوا -رغم السلبيات التي رافقت عمل بعضهم- الخط الأول في مواجهة الفساد، بالإضافة إلى تعزيز دور هيئة النزاهة، بما تحتاجه من تعضيد لعملها، وكذلك الرقابة المالية والادعاء العام؛ حيث تم إضعاف هذا الجهاز».
وأوضح المشهداني أن «من بين الأولويات التي ينبغي للسوداني العمل عليها، هي مكافحة الفقر، لا سيما أنه عمل على ذلك حين كان وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، وذلك لجهة زيادة المشمولين بالحماية الاجتماعية، وزيادة فرص العمل؛ خصوصاً في القطاع الخاص، وتشريع قانون الضمان الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حماس»: فوز ترمب اختبار لتصريحاته حول وقف الحرب خلال ساعات

مشيّعون يقفون بجوار جثث فلسطينيين قُتلوا في غارات إسرائيلية بخان يونس (رويترز)
مشيّعون يقفون بجوار جثث فلسطينيين قُتلوا في غارات إسرائيلية بخان يونس (رويترز)
TT

«حماس»: فوز ترمب اختبار لتصريحاته حول وقف الحرب خلال ساعات

مشيّعون يقفون بجوار جثث فلسطينيين قُتلوا في غارات إسرائيلية بخان يونس (رويترز)
مشيّعون يقفون بجوار جثث فلسطينيين قُتلوا في غارات إسرائيلية بخان يونس (رويترز)

قال القيادي الكبير في حركة «حماس» سامي أبو زهري، اليوم الأربعاء، إن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب بالمنصب «يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات».

وأضاف أبو زهري، لوكالة «رويترز» للأنباء، أن «خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة». ودعا ترمب إلى «الاستفادة من أخطاء» الرئيس جو بايدن.

وحسم المرشح الجمهوري دونالد ترمب الانتخابات الرئاسية لصالحه، ليعود إلى البيت الأبيض، بعد أربع سنوات من مغادرته، وذلك بعدما حصد أكثر من 270 صوتاً في المجمع الانتخابي بفوزه في ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن الحاسمتين، على المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

كذلك، قالت حركة «حماس»، في بيان، اليوم، إنها ترهن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة بناء على مواقفها وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة.

وأضافت: «تعقيباً على نتائج الانتخابات الأميركية التي تُظهر فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب، فإن على الإدارة الأميركية الجديدة أن تعي أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال، وأنه لن يقبل أي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وتابعت: «نطالب بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق».