انحصار السوق السوداء للدولار في مصر

بنك أبوظبي يتقدم بطلب للتعامل في المشتقات المالية للجنيه

موظف يعد دولارات بمكتب للصرافة في القاهرة (رويترز)
موظف يعد دولارات بمكتب للصرافة في القاهرة (رويترز)
TT
20

انحصار السوق السوداء للدولار في مصر

موظف يعد دولارات بمكتب للصرافة في القاهرة (رويترز)
موظف يعد دولارات بمكتب للصرافة في القاهرة (رويترز)

بدأت السوق الموازية (السوداء) للعملة في مصر تنحصر، وذلك بعد قرار البنك المركزي المصري يوم الخميس الماضي بتبني سياسة سعر صرف مرن. فقد تقلص الفارق بين سعر الدولار في السوقين الرسمية والموازية بشكل كبير لأدنى مستوياته تقريبا في عدة سنوات، وفق ما نقلت رويترز عن مصادر في السوق.
تعهدت مصر يوم الخميس الماضي بتطبيق سعر صرف «مرن بشكل دائم» بالتزامن مع توصلها لاتفاق على مستوى الخبراء لتسهيل تمويل مع صندوق النقد الدولي بثلاثة مليارات دولار، كما رفع البنك المركزي في نفس اليوم أسعار الفائدة 200 نقطة أساس.
وتشير بيانات رفينيتيف إلى استقرار سعر العملة خلال تعاملات أمس عند 24.15 جنيه للدولار دون تغيير عن تعاملات أول من أمس الاثنين، وهو أدنى مستوى للعملة المصرية على الإطلاق.
وقال أحد المتعاملين، وفق رويترز، إن العملة الأميركية يجري تداولها في الأيام الأخيرة بفارق ضئيل عن السعر الرسمي يتراوح بين خمسة وعشرة قروش مصرية. وأضاف أن الفارق قد يكون الأدنى على الإطلاق بين سعري الدولار الرسمي وفي السوق الموازية.
وأعلن البنك المركزي، ضمن هذه الإجراءات، عقود أدوات المشتقات المالية لمخاطر أسعار الصرف المرتبطة بالجنيه.
ورحب محمد عباس فايد الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الأول مصر، بهذه الخطوة قائلاً: «البنك المركزي المصري يطور حالياً من أداء القطاع المصرفي، وسيكون لنا تعامل كبير في هذه الأداة المالية، لأن بنك أبوظبي من خلال إدارته في الخارج (الإمارات) يمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع أدوات التحوط».
وسمح المركزي المصري للبنوك بإتاحة هذه المشتقات للعملاء من الشركات عبر القيام بعمليات الصرف الآجلة (FX Forwards)، إلى جانب القيام بعمليات مبادلة أسعار الصرف (FX SWAPs)، والقيام بعمليات صرف آجلة غير قابلة للتسليم (Non - Deliverable Forwards (NDFs.
وأضاف فايد، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس للإعلان عن اكتمال عمليات الاندماج مع بنك عودة مصر، أن بنك أبوظبي تقدم للبنك المركزي المصري بعروض للتعامل في المشتقات المالية للجنيه والتي تعد أدوات تحوط والحد من المخاطر على العملة، «وننتظر الرد».
وعن مستهدفات بنك أبوظبي الأول مصر خلال الفترة المقبلة بعد اكتمال عملية الاندماج مع بنك عودة مصر، قال فايد، إن «البنك يستهدف في الفترة القادمة الاستمرار في تلبية جميع احتياجات العملاء المالية واليومية استناداً إلى خبرات البنك المحلية والعالمية لمجموعة بنك أبوظبي الأول، والتي تعتبر واحدة من أكبر المؤسسات المالية في العالم وأكثرها أماناً، وذلك بطرح أعلى جودة من الخدمات المصرفية من خلال الاستثمار في أحدث الحلول التكنولوجية بالقطاع عالمياً، وعقد شراكات واعدة مع المؤسسات المعنية، علاوة على التوسع الجغرافي».
وأوضح: «يمتلك بنك أبوظبي الأول مصر استراتيجية مرنة تتواكب مع المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد المحلي والعالمي، وتأتي تلك الجهود لدعم العملاء الحاليين واستقطاب المزيد من العملاء من جميع الفئات، فضلاً عن دعم القطاع المصرفي المصري».
واستكمل أبوظبي الأول مصر عملية الدمج على عدة مراحل بداية من دمج الأصول وتغيير العلامة التجارية أبريل (نيسان) الماضي، بعد حصوله على الموافقات النهائية من الجهات الرقابية، بما في ذلك موافقة البنك المركزي المصري والهيئة العامة للاستثمار، ليصبح أحد أكبر البنوك الخاصة العاملة في مصر من حيث الأصول، والتي تبلغ قيمتها 187 مليار جنيه مصري، بعدد 69 فرعاً و211 ماكينة صراف آلي تنتشر في جميع أنحاء مصر.


مقالات ذات صلة

مصر تبحث مع الكويت ضخ استثمارات جديدة

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

مصر تبحث مع الكويت ضخ استثمارات جديدة

أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن هناك مناقشات مع الجانب الكويتي لضخ استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري يشهد توقيع بنود التوافق لتطوير نظام الاتفاقيات البترولية بين «إيغاس» و«إكسون موبيل» (وزارة البترول المصرية)

مصر تطور نظام الاتفاقيات البترولية مع الشركاء الأجانب

أعلنت وزارة البترول المصرية أنه تم التوافق على تطوير نظام الاتفاقيات البترولية مع الشركاء الأجانب، لزيادة تنافسية النظام المطبق في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر تبيع أذون خزانة مقوّمة بالدولار لأجل عام بـ985 مليون دولار

أظهرت بيانات للبنك المركزي المصري، أن مصر باعت أذون خزانة مقوّمة بالدولار لأجل عام بقيمة 984.9 مليون دولار في عطاء يوم الاثنين، بمتوسط ​​عائد 4.25 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية المصري خلال لقائه مع أعضاء غرفة التجارة الأميركية بواشنطن (وزارة المالية المصرية)

مصر: الاقتصادات الناشئة تحتاج لأدوات تمويلية جديدة

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، انفتاح بلاده على كل الخبرات والتجارب الدولية لاستكشاف أدوات تمويل مبتكرة تساعد في خفض المديونية وتكلفة خدمتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سفينة شحن تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لقناة السويس)

ترمب يطالب بالسماح للسفن الأميركية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
TT
20

رئيس «طيران الإمارات»: متفائل بمستقبل القطاع... وفتح الأجواء السورية يُعزز آفاق الحركة الجوية

الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)
الشيخ أحمد بن سعيد خلال المؤتمر الصحافي في معرض «سوق السفر العربي» (إ.ب.أ)

شدَّد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطيران خلال عام 2025 وما بعده، مؤكداً أن التحديات العالمية مستمرة، لكنها لن توقف خطط التوسع والنمو، في إشارة إلى تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار الشيخ أحمد بن سعيد إلى أن فتح المجال الجوي السوري أمام الحركة الجوية يُمثل خطوة إيجابية ستُسهم في تحسين مسارات الرحلات، وتقليل مدة التشغيل لشركات الطيران، ومنها «طيران الإمارات».

وفي تصريحات صحافية على هامش فعاليات معرض «سوق السفر العربي»، قال الشيخ أحمد بن سعيد إن العالم لن يخلو من التحديات، مشيراً إلى التغيرات السياسية والأحداث العالمية مثلما حدث مؤخراً في إسبانيا والبرتغال وفرنسا من انقطاع الكهرباء، ما يفرض على الشركات اتخاذ إجراءات احترازية للتعامل مع المتغيرات.

وأضاف: «أنا متفائل عموماً بمستقبل القطاع خلال 2025 و2026، رغم التحديات. التعامل مع التعريفات أو الأوضاع التشغيلية يجب أن يكون مبنياً على تطورات واقعية وليس على توقعات مبكرة، ونحن دائماً نعمل بخطط مدروسة للتعامل مع أي مستجدات».

خطط تسليمات الطائرات

وأكد الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» أن الشركة تسلّمت بالفعل 4 طائرات من طراز «إيرباص A350»، مشيراً إلى أن الشركة تُخطط لتسلم بين 15 و18 طائرة من الطراز نفسه بحلول نهاية العام الحالي.

وقال: «الوجهات المخصصة لهذه الطائرات قد أُعلن عنها، والخطة التوسعية تستهدف رفع عدد المقاعد في الدرجة السياحية الخاصة بشكل كبير. وحالياً، نخطط لرفع الطاقة الاستيعابية في هذه الدرجة من مليوني مقعد إلى 4 ملايين بحلول 2026»، موضحاً أن الولايات المتحدة الأميركية تستحوذ على الحصة الأكبر من المقاعد، تليها أستراليا ونيوزيلندا وأوروبا وعدد من الوجهات الأخرى.

توقيع طلبيات جديدة في معرض الطيران

وحول احتمالية إعلان «طيران الإمارات» عن طلبات طائرات جديدة خلال المعرض، قال: «من الممكن ذلك، ولكن القرار يعتمد على ظروف السوق. نحن في تواصل دائم مع المصنعين، ولن نتوقف عن دراسة الخيارات المتاحة».

فتح الأجواء السورية

وعن وجهة نظره في فتح المجال الجوي السوري والحركة بين الإمارات وسوريا، قال الشيخ أحمد بن سعيد: «القرار اتُّخذ بين حكومة البلدين، ولكن تفعيل الرحلات يعتمد على استكمال الاستعدادات المتعلقة بسلامة وأمن المطارات، وأيضاً بتأمين التغطية التأمينية المطلوبة»، مؤكداً أن فتح الأجواء سيوفر وقتاً وتكلفة على شركات الطيران، ما سيسهم في تحسين كفاءة التشغيل.

شراء طائرات «بوينغ» المخصصة للصين

وعن إمكانية شراء طائرات «بوينغ» كانت مخصصة للصين، أوضح الشيخ أحمد أن المسألة ليست بالسهولة المتوقعة؛ نظراً لأن تجهيزات الطائرات مصممة خصيصاً للسوق الصينية، ما يتطلب تعديلات مكلفة. وأضاف: «في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل شراء طائرات جديدة بدلاً من تحمل تكلفة إعادة تجهيز الطائرات».

نتائج مالية إيجابية

وكشف الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة أن نتائج السنة المالية المنتهية ستكون أفضل من العام السابق مع تحقيق نمو مزدوج في الأرباح، مشيراً إلى أن الظروف ساعدت في ذلك، خصوصاً من ناحية انخفاض أسعار الوقود وتحسن أداء الشحن الجوي.

وأوضح أن «طيران الإمارات» تتعامل بشكل يومي مع تقلبات أسعار الصرف، عبر فريق متخصص من القسم المالي، عاداً المرونة في التعامل مع هذه التغيرات ضرورية للحفاظ على استقرار العمليات.

وفيما يتعلّق بالشراكات التي وقعتها المجموعة، قال الشيخ أحمد: «كثير من الاتفاقات التجارية التي أبرمت مؤخراً كان لها أثر إيجابي على تنوع الوجهات وخدمة المسافرين، وننظر دائماً إلى هذه الشراكات بوصفها جزءاً من خطتنا لدعم نمو الشبكة».

تحديات تسليمات الطائرات وتأثيرها على الخطط

وحول التأخير في تسليم الطائرات، خصوصاً لطيران «فلاي دبي»، أشار إلى أن الشركة تتوقع تسلم نحو 12 طائرة جديدة بنهاية العام الحالي، مشدداً على أهمية استمرار تسلم الطائرات الجديدة لدعم خطط التوسع المستقبلي.

وفي ختام تصريحاته، أكد أن مراجعة خطط الأساطيل تتم بشكل مستمر وفقاً لاحتياجات السوق والتطورات الاقتصادية، مع الحفاظ على خطط تحديث وصيانة الطائرات لضمان كفاءة العمليات واستمرارية النمو.