البرازيل: صمت بولسونارو بعد خسارته أمام لولا يثير مخاوف وتساؤلات

بولسونارو بعد إدلائه بصوته في الإنتخابات الرئاسية (رويترز)
بولسونارو بعد إدلائه بصوته في الإنتخابات الرئاسية (رويترز)
TT

البرازيل: صمت بولسونارو بعد خسارته أمام لولا يثير مخاوف وتساؤلات

بولسونارو بعد إدلائه بصوته في الإنتخابات الرئاسية (رويترز)
بولسونارو بعد إدلائه بصوته في الإنتخابات الرئاسية (رويترز)

يلتزم الرئيس البرازيلي المهزوم جايير بولسونارو الصمت بعد أكثر من 24 ساعة على خسارته أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تلقّى مكالمات كثيرة من القادة الأجانب الذين هنّأوه على انتخابه رئيساً للبرازيل.
وفي الوقت الذي يخشى فيه معسكر لولا من رفض الرئيس المنتهية ولايته الاعتراف بالهزيمة، مع ما سيحمله ذلك من تداعيات وخيمة على أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، يقطع مناصرو بولسونارو طرقاً سريعة في كلّ أنحاء البلاد.
في برازيليا، جرى تعزيز الأمن «وقائياً» قرب ساحة السلطات الثلاث التي تضم القصر الرئاسي والمحكمة العليا والبرلمان، تحسّباً لاحتمال وصول متظاهرين مؤيّدين لبولسونارو. وبعد خسارته بفارق ضئيل أمام لولا، أول من أمس (الأحد)، عزل الرئيس الذي يسلم السلطة في الأول من يناير (كانون الثاني)، نفسه في مقر إقامته الرسمي في ألفورادا ببرازيليا.
وتوجّه، صباح أمس، إلى المقر الرئاسي في قصر بلانالتو، ثم عاد بعد الظهر إلى مقرّ إقامته من دون أن يدلي بأيّ تصريح، حسبما أفاد أحد مصوّري وكالة الصحافة الفرنسية.
ويذكّر هذا الصمت المطبق الذي قال لولا إنّه «قلق بشأنه»، مساء أول من أمس، كثيراً من البرازيليين بأنّ جايير بولسونارو هدّد مراراً بعدم الاعتراف بحكم صندوق الاقتراع إذا خسر.
وكان لولا الذي توقّع بروز صعوبات، أعرب عن الأمل في أن «تكون الحكومة (المنتهية ولايتها) تتمتّع بحس متحضّر لتفهّم أنه من الضروري أن تتم عملية نقل السلطات بشكل جيد».
وانعكس جو عدم اليقين هذا في تقلّبات بورصة ساو باولو، أول مركز مالي في أميركا اللاتينية، والتي أغلقت على ارتفاع بنسبة 1.36 بالمائة بعدما فتحت على تراجع. وارتفع الريال البرازيلي أكثر من 2 بالمائة مقابل الدولار.
وقال إيزيكياس، سائق شاحنة يبلغ من العمر 40 عاماً لم يُرِد ذكر اسمه كاملاً، للوكالة، إنّ بولسونارو «خُلع عن عرشه بالقوة، وسنعيده إلى السلطة بالقوة التي لدينا، نحن مجموعة سائقي الشاحنات».
وكان هذا الأخير يشارك، الاثنين، في إغلاق الطريق السريع بين ريو دي جانيرو وساو باولو، العاصمة الاقتصادية، في بارا مانسا (جنوب شرق)، من دون أن يكون من الممكن معرفة ما إذا كانت هذه الحركة عفوية أم منسّقة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1587389485385400322?s=20&t=OEKxPiE5JaNZ7AxMLatAuA
وبدأت الفترة الانتقالية بطريقة متوترة، في الوقت الذي قطع فيه سائقو الشاحنات والمتظاهرون المؤيدون لبولسونارو طرقاً سريعة في 11 ولاية على الأقل بالبلاد، كما أحرقوا الإطارات وركنوا مركبات في وسط الطريق لتعطيل حركة المرور.
وارتدى المتظاهرون لوني العلم البرازيلي الأصفر والأخضر، كما لوّحوا بلافتات مؤيّدة لبولسونارو وغنّوا النشيد الوطني، قبل أن تفرّقهم السلطات تدريجياً في مناطق معيّنة.
ومساء أمس، أمر القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايش الشرطة برفع الحواجز التي تقطع الطرق، في استجابة لطلب من اتحاد النقل الذي اشتكى من أنّ الأمر يضرّ بأعمالهم.
من جهته، صرّح رئيس شرطة المرور كريستيانو فاسكونسيكلوس لإذاعة «سي بي إن» (CBN)، بأنّه تمّ نصب حواجز على الطرق «في جميع أنحاء البرازيل». وأضاف أنّ سلطات إنفاذ القانون أزالت بعضاً منها، لكنّه حذّر من أنّ المهمّة صعبة، إذ «نزيل واحداً منها، فيتشكّل آخر».
لكن مستشارين في «مجموعة أوراسيا» أشاروا إلى أنه «في حين أنّ احتمال حصول احتجاجات على المدى القصير عالٍ، فإنّ احتمال حدوث أزمة مؤسّسية خطرة يبقى منخفضاً للغاية».
وقوبل فوز لولا بسيل من الرسائل من قادة أجانب، من واشنطن ولندن وباريس وبكين وموسكو ونيودلهي وبوينس آيرس إلى المفوضية الأوروبية. كذلك أعرب كثيرون عن تطلّعهم لإعادة العلاقات القوية والمثمرة مع برازيليا، بعد أربع سنوات من العزلة الدبلوماسية في ظل حكم جايير بولسونارو.
كذلك، انتهز عدد من القادة الفرصة لتذكير لولا بأولوية مسألة حماية الأمازون لمستقبل الكوكب، في الوقت الذي حطّمت فيه إزالة الغابات الأرقام القياسية منذ عام 2019.
وكانت النرويج التي تعدّ المموّل الرئيسي لحماية أكبر غابة استوائية في العالم، قد أعلنت عن تعليق تمويلها منذ عام 2019.
ولكن ردّاً على فوز لولا، أعلنت، أمس، عزمها استئناف تقديم مساعداتها المالية للتصدّي لإزالة غابات الأمازون التي جُمّدت في عهد الرئيس بولسونارو.
وقال لولا: «البرازيل مستعدة لاستعادة زعامتها في مكافحة أزمة المناخ... البرازيل بحاجة كما كوكب الأرض إلى منطقة الأمازون النابضة بالحياة».
ويبقى على حكومة لولا أيضاً تخصيص الموارد مجدداً للمنظمات التي تراقب إزالة الغابات في منطقة الأمازون التي أضعفها بشدة خفض الائتمان وإفلات المهربين التام من العقاب.


مقالات ذات صلة

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية... لولا يُدين «انتهاك وحدة أراضي» أوكرانيا

بعد انتقادات أميركية اتهمته بـ«ترديد الدعاية الروسية والصينية»، أدان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بوضوح، أمس (الثلاثاء)، «انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا» من روسيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال مأدبة عشاء على شرف الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الذي يزور برازيليا، قال لولا إن «حكومتي مع إدانتها انتهاك وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، تدافع عن حل تفاوضي لسياسة النزاع». وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قد رد (الاثنين)، على تصريحات الرئيس لولا الذي اتهم، خلال زيارة للصين، الولايات المتحدة بـ«تشجيع الحرب» في أوكرانيا، وأكد ضرورة «البدء بالحديث عن السلام».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

مباحثات إماراتية برازيلية في العلاقات الثنائية وتعزيزها ضمن الشراكة الاستراتيجية

عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل جلسة محادثات رسمية تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وحرصهما على الدفع بها إلى آفاق أرحب تخدم مصالحهما المتبادلة. وأكد الشيخ تطلعه لأن تشكل زيارة الرئيس البرازيلي دفعة قوية لمسار العلاقات المتنامية بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أميركا اللاتينية الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

الصين تتعهد بفرص جديدة للبرازيل والعالم

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الجمعة) أن تنمية الصين تُحدث «فرصا جديدة» للبرازيل والدول الأخرى. واستقبل شي الرئيس البرازيلي بعد ظهر الجمعة، وأكد له أن العلاقة بين البلدين تحتل أولوية دبلوماسية عالية، بحسب بيان رسمي عن وزارة الخارجية الصينية نشرته وسائل إعلام رسمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أميركا اللاتينية البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

البرازيل تغازل «بي واي دي» الصينية

قال حاكم ولاية باهيا شمال شرق البرازيل إن بلاده واثقة من التوصل إلى اتفاق مع شركة صناعة السيارات الصينية «بي واي دي» لإقامة مصنع للسيارات الكهربائية في البرازيل. وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الأربعاء إلى أن جيرونيمو رودريغيز يقوم بجولة في الصين لنحو أسبوعين، واجتمع عدة مرات مع مسؤولي «بي واي دي»، وزار مصنعها في مدينة هانغشو ومقر رئاستها في شينشن. وقال رودريغيز إنه التقى أيضا مع وانغ شوانفو رئيس مجلس إدارة «بي واي دي» وستيلا لي نائبة الرئيس التنفيذي، وناقش معهما إمكانية إقامة مصنع للشركة في ولاية باهيا، مضيفا عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن المناقشات «كانت مثمرة»، وهو يأمل في أن تؤد

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)
قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)
TT

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)
قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء أمس (السبت)، في خطاب الفيديو الليلي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وأضاف زيلينسكي في خطابه: «الخسائر في هذه الفئة أصبحت كبيرة بالفعل».

ولم يقدم أي أرقام حول الخسائر. واتهم زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتصعيد الحرب ضد أوكرانيا عمداً وتجاهل الدعوات من الصين والبرازيل للقيام بكل ما يمكن لتخفيف حدة الوضع.

وظهرت تقارير أولية عن نشر الجنود الكوريين الشماليين في روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، أفادت أوكرانيا لأول مرة بمشاركة هؤلاء الجنود في القتال.

ووفقاً لزيلينسكي، أصبح الكوريون الشماليون الآن جزءً كبيراً من الوحدات الروسية وقد يظهرون قريباً في جبهات أخرى.