تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بـ«التوجه نحو إنعاش الاقتصاد والتنمية المستدامة، وإعادة البلاد إلى مكانتها في المحافل الإقليمية والدولية، لتؤدي الدور المحوري الجدير بها في المنطقة والعالم». وتعدّ الجزائر القمة العربية المقررة يوم الثلاثاء فرصة لـ«استعادة مكانة ريادية» في المنطقة العربية، فرّط فيها نظام الحكم خلال فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة؛ وفق الخطاب السياسي السائد.
وذكر تبون، في خطاب قصير مكتوب نشرته الرئاسة عبر حسابها في «فيس بوك» بمناسبة مرور 68 سنة على اندلاع ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، أن «محاربة التجاوزات في سبيل استعادة هيبة الدولة وفرض سلطان القانون» كلفته وقتاً وجهداً كبيرين منذ وصوله إلى الحكم في نهاية 2019. وأكد أن ذلك «لم يحدّ من إرادة التغيير، ولم ولن يؤثر في وتيرة وضع التعهدات التي التزمنا بها؛ موضع التنفيذ الصارم».
وكان تبون قدم 54 تعهداً عندما ترشح للرئاسة؛ منها ما تعلق بالحريات، واستقلال القضاء، وتطوير الاقتصاد؛ وتحسين معيشة الجزائريين، واستعادة الأموال التي تم تهريبها إلى الخارج في المرحلة الماضية. وقال الرئيس في تصريحات الأشهر الأخيرة، إنه نفذ «الأهم منها» تماشياً مع شعار «جزائر جديدة» الذي رفعه منذ تسلمه السلطة. وأفاد تبون في خطابه بأن «جزائر الخير والنماء التي ضحى من أجل حريتها واستقلالها ووحدتها الشهداء والمجاهدون، ليست أملاً نتطلع إليه فحسب؛ بل هي في هذه الـمرحلة هدفنا الاستراتيجي الذي نتجند حوله جميعاً في الجزائر الجديدة، بثقة لا تتزعزع في قدرات الأمة، وفي طاقاتها الهائلة التي عانت من الشلل والتعطيل بفعل التجاوزات والانحرافات المتراكمة على مدى سنوات طويلة»، في إشارة إلى مرحلة 20 سنة من تسيير البلاد عمها الفساد؛ مما كان سبباً في انتفاضة شعبية في 22 فبراير (شباط) 2019 دفعت بوتفليقة إلى الاستقالة.
وأضاف تبون أن الجزائريين «خاضوا كفاحاً مسلحاً مريراً موقنين بالنصر»، مبرزاً أن فرنسا الاستعمارية «رغم ما حشدته من آلة القمع والتنكيل، ورغم ما وصل إليه جنون التمادي في نشر الدمار الشامل بسياسة الأرض المحروقة، أبى ثوار الجزائر الأحرار إلا أن يثبتوا لأزيد من سبع سنوات في حرب ضروس مختلة الموازين، ويسقطوا المراهنات على إخماد وهج ثورة التحرير المباركة، التي أصبحت بصمودها الملحمي وبالثبات على انتزاع النصر المبين، مضرباً للأمثال في البذل والتضحية وإعلاء قيم الحرية والكرامة».
يذكر أن حرب التحرير استمرت 7 سنوات، وخلفت مليوناً ونصف المليون شهيد.
وأشار تبون إلى تزامن القمة العربية الـ31 مع احتفال بلده بالمناسبة التاريخية، قائلاً إنها تأتي مع «الاحتفاء مع أشقائنا العرب في بلدهم وبين إخوانهم بهذا اليوم الأغر، ونحن نستحضر معهم مبادئ ومُثل (رسالة نوفمبر) الإنسانية النبيلة». وأعدت السلطات احتفالات كبيرة بالمناسبة، دُعيت إلى حضورها الوفود العربية المشاركة في القمة؛ وأبرز ما فيها عرض فني في «أوبرا الجزائر»، بعنوان: «الجزائر في احتفال»، وهو عرض كوريغرافي يجمع بين الموسيقى التقليدية الفلكلورية الجزائرية، والرقص والغناء التقليدي، في لوحات فنية كوريغرافية، تمثل التراث الموسيقي والغنائي الجزائري، ممزوجاً بثراء وتنوع اللباس التقليدي الجزائري، ومختلف الطقوس التي يزخر بها التراث الثقافي الجزائري.
بالإضافة إلى عرض بعنوان: «بلادي أحبك»، وهو حفل فني سيمفوني من إحياء «الأوركسترا السيمفونية» لـ«أوبرا الجزائر»، ومجموعتها الصوتية.