الصومال يتعهد مواصلة الحرب ضد «الشباب»... وينشد المساعدة الدولية

الجيش يسيطر على أحد معاقل الحركة ويقتل 3 من عناصرها

صورة وزعتها «وكالة الصومال الرسمية» لثلاثة من عناصر حركة «الشباب» قبيل إعدامهم
صورة وزعتها «وكالة الصومال الرسمية» لثلاثة من عناصر حركة «الشباب» قبيل إعدامهم
TT

الصومال يتعهد مواصلة الحرب ضد «الشباب»... وينشد المساعدة الدولية

صورة وزعتها «وكالة الصومال الرسمية» لثلاثة من عناصر حركة «الشباب» قبيل إعدامهم
صورة وزعتها «وكالة الصومال الرسمية» لثلاثة من عناصر حركة «الشباب» قبيل إعدامهم

أعلن رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، أنه لا رجوع عن قرار القضاء على حركة «الشباب» المتطرفة من البلاد، بينما ناشد الرئيس حسن شيخ محمود المجتمع الدولي لمساعدة بلاده، بعد التفجير المزدوج الذي وقع في مقديشو، صباح الأحد، وتبنته الحركة.
وأكد بري، عقب تفقده أحوال الجرحى في عدد من المستشفيات، مساء الأحد، أنه لن يكون هناك تراجع عن الانتفاضة العامة ضد الإرهاب على مستوى البلاد، ودعا الشعب الصومالي إلى الوقوف بجانب قوات الجيش في عملياتها العسكرية الرامية إلى القضاء على من وصفهم بـ«الخوارج»، وحث على التزام الهدوء والصبر واليقظة.
وبحث بري في اجتماع طارئ للحكومة في تقديم المساعدات الطارئة لضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة مقديشو؛ حيث أعلن عن تقديم الحكومة مبلغ مليون دولار لصندوق إغاثة للضحايا، وتكفل الحكومة بتعليم أطفال الشهداء، وبعلاج ورعاية الجرحى على نفقة الدولة.
كما أعلنت الحكومة تعطيل الدراسة لمدة 3 أيام، من أجل إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في عمليات الإنقاذ الجارية، وتوجيه كل المؤسسات والهيئات الحكومية للمشاركة في عملية تقديم المساعدات للضحايا.
ونوهت أيضاً إلى أنها قررت مواصلة العمليات العسكرية ضد الإرهابيين، وتعزيز الأمن والاستقرار، وإعادة بناء بنك الدم الوطني.
وناشد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة للمصابين في الهجوم الإرهابي، في الوقت الذي تواصل فيه الجرافات تمشيط موقع الانفجار، بحثاً عن ضحايا تحت الأنقاض، حسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، الاثنين.
وكان محمود قد دعا «المجتمع الدولي، والأخوة الصوماليين والأخوة الآخرين (...) إلى إرسال أطبّاء إلى بلده، لمساعدة المستشفيات في علاج الجرحى»؛ مشيراً إلى أن عدد القتلى يمكن أن يرتفع. وأضاف رئيس الدولة بعدما تبرّع بالدم: «لا يمكننا نقل كل هذا العدد من الجرحى جواً، ونطلب من أي شخص يمكن أن يرسل لنا المساعدة أن يقوم بذلك».
بدوره، أكد محافظ شبيلي الوسطى، أحمد ميري، الذي زار برفقة قادة من الجيش، منطقة مسجد علي غدود، سيطرة الحكومة عليها بشكل كامل، وحث السكان المحليين على العودة إلى حياتهم الطبيعية، والعمل مع القوات الأمنية، واعتبر أنه قد ولَّى زمن ميليشيات الخوارج، وسيتم تحريرهم قريباً من كافة مناطق المحافظة.
في شأن قريب، نفذت محكمة الجيش حكم الإعدام بحق 3 من عناصر حركة «الشباب» بعد إدانتهم بتنفيذ تفجيرات أودت بحياة مدنيين ومسؤولين آخرين. وقال نائب مدعي المحكمة، محمد خليف، لوسائل إعلام الدولة، إنه بعد 3 سنوات من صدور حكم الإعدام، جرى اليوم تنفيذ الحكم بحق «عناصر الخوارج».
من جهة أخرى، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، الذي ندد بالهجوم الإرهابي المروّع الذي أودى بحياة أكثر من 100 من المدنيين الأبرياء وجرح كثيرين، عن تضامن الاتحاد الأفريقي مع حكومة وشعب الصومال، في هذا الوقت العصيب. وجدد عزم الاتحاد الأفريقي المستمر، بما في ذلك من خلال البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال، على دعم الحكومة الصومالية وشعبها، في جهودهم لتحقيق السلام والأمن المستدامين في البلاد. وكرر دعوته للمجتمع الدولي لمضاعفة جهوده، لضمان دعم دولي قوي للمؤسسات الصومالية في كفاحها لدحر الجماعات الإرهابية، من أجل تعزيز المكاسب الأمنية الرئيسية التي تحققت في السنوات الأخيرة.
وأدانت الولايات المتحدة في بيان لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بشدة، الهجوم الإرهابي المأساوي الذي وقع في مقديشو، وقدمت التعازي للشعب الصومالي، ولكل من فقدوا أحباءهم أو جرحوا من جراء ما وصفته بهذه الهجمات «غير المعقولة» ضد المدنيين الأبرياء. وأضاف: «لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حكومة الصومال الفيدرالية، في حربها لمنع مثل هذه الأعمال الإرهابية الفظيعة».


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

أفريقيا ضباط صوماليون يشاركون في عرض عسكري خلال احتفالات بالذكرى الـ62 لتأسيس القوات المسلحة الوطنية 12 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

تمكّنت قوات الجيش الصومالي، في عملية عسكرية، من القضاء على 15 عنصراً إرهابياً ‏من «حركة الشباب» بمحافظة مدغ بولاية غلمدغ وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا دورية للشرطة الصومالية بالقرب من موقع هجوم انتحاري في مقهى بمقديشو في الصومال الخميس 17 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

تمكّن الجيش الصومالي من القضاء على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً بينهم قياديان بارزان، ‏وأصيب نحو 40 آخرين في عملية عسكرية مخطَّط لها جرت في جنوب محافظة مدغ.

شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

هجوم مقديشو يخلّف 32 قتيلاً... و«الشباب» تتبنى مسؤوليتها

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروحٍ في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

مقتل 32 شخصاً بهجوم لـ«الشباب» على شاطئ في مقديشو

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة بمكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 على شاشة التلفزيون في منطقة بونديري بمقديشو الصومال في 15 يوليو 2024 (رويترز)

الجيش الصومالي يُحبط هجوماً إرهابياً في جنوب البلاد

أحبط الجيش الصومالي، صباح الاثنين، هجوماً إرهابياً شنّته عناصر «ميليشيات الخوارج» على منطقة هربولي في مدينة أفمدو بمحافظة جوبا السفلى

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.