مصر تحشد عربياً وأفريقياً قبل الملء الرابع لـ«سد النهضة»

السيسي وروتو أكدا ضرورة التوصل إلى «اتفاق قانوني مُلزم»

سد النهضة الإثيوبي (وزارة المياه والطاقة الإثيوبية)
سد النهضة الإثيوبي (وزارة المياه والطاقة الإثيوبية)
TT

مصر تحشد عربياً وأفريقياً قبل الملء الرابع لـ«سد النهضة»

سد النهضة الإثيوبي (وزارة المياه والطاقة الإثيوبية)
سد النهضة الإثيوبي (وزارة المياه والطاقة الإثيوبية)

مع اقتراب موعد الملء الرابع لخزان «سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل، كثفت مصر جهودها للحصول على دعم عربي وأفريقي لموقفها إزاء السد، وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية عن «توافق مصري - كيني بشأن السد»، في الوقت الذي تستعد فيه القمة العربية المقرر عقدها في الأول والثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لمناقشة مشروع قرار مصري - سوداني حول السد الإثيوبي.
وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الكيني ويليام روتو، وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، في بيان صحافي، إن «الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات أبرز الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما قضية سد النهضة»، مشيراً إلى أنه «تم التوافق حول أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ويساعد على الحفاظ على الاستقرار في منطقة حوض النيل».
وتتنازع مصر والسودان (دولتا المصب) مع إثيوبيا حول السد الذي شرعت أديس أبابا في بنائه عام 2011 على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن «يؤثر السد على حقوقها المائية في النهر». فيما تتخوف السودان من «تأثيراته البيئية والاقتصادية» على البلاد.
الاتصال مع الرئيس الكيني جاء بهدف «تهنئته بالفوز بالانتخابات الرئاسية التي عقدت في كينيا مؤخراً»، وقال راضي إن «السيسي أكد خلال الاتصال على العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين، وعلى أهمية التنسيق والتشاور بشأن القضايا الأفريقية لما يتمتع به البلدان من دور إقليمي هام في صون السلم والأمن على مستوى القارة»، بدوره أشار روتو إلى «وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين، وكذلك على صعيد تعزيز أطر العمل الأفريقي المشترك على النحو الذي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة المرجوة لدول وشعوب القارة، وتحفيز المساعي الرامية نحو تحقيق الاندماج والتكامل القاري على كافة المستويات»، حسب بيان الرئاسة.
ومن المقرر أن تناقش القمة العربية المقرر عقدها يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين مشروع قرار قدمته مصر والسودان بشأن السد، حيث تؤكد القاهرة والخرطوم على ضرورة التوافق مسبقاً مع إثيوبيا على القواعد التنظيمية لتشغيل وملء «سد النهضة» بما يحد من الأضرار المتوقعة.
وفي هذا السياق أكد خبير الموارد المائية الدكتور عباس شراقي على «ضرورة استئناف المفاوضات مع إثيوبيا للوصول إلى اتفاق قبل بدء الملء الرابع للسد»، وقال في منشور عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» السبت، إن «موسم الأمطار لهذا العام 2022 سجل إيراداً أعلى من المتوسط بنحو 20 في المائة بزيادة نحو 9 مليار متر مكعب، وهي نفس كمية المياه التي تم تخزينها في أغسطس (آب) الماضي عند منسوب 600 متر فوق سطح البحر، حيث وصل إجمالي التخزين في 11 أغسطس إلى 17 مليار متر مكعب»، مشيراً إلى أنه «مع زيادة الفيضان لم يستطع الممر الأوسط إمرار كامل الفيضان فازداد التخزين إلى 19.5 مليار متر مكعب عند منسوب 604 أمتار».
وأوضح شراقي أنه «مع انخفاض معدل الأمطار في نهاية الموسم تم تراجع المستوى إلى 602 متر، وتدفق نحو 1.5 مليار متر مكعب من الزيادة المؤقتة مع باقي الفيضان الذي يصل الآن إلى نحو 300 مليون متر مكعب يومياً، من أعلى الممر الأوسط». ولفت إلى أنه «مع استمرار توقف توربيني السد منذ منتصف أغسطس الماضي، واستمرار غلق بوابتي التصريف منذ أول سبتمبر (أيلول) الماضي، سوف ينخفض المخزون حتى يصل إلى مستوى 600 متر، خلال الأيام المقبلة ليستقر إجمالي المخزون عند 17 مليار متر مكعب».
وقال خبير الموارد المائية إنه «بعد انخفاض المخزون يمكن البدء في إجراءات الاستعداد للتخزين الرابع عن طريق فتح بوابة أو بوابتي التصريف لتجفيف الممر الأوسط، ثم رمى الخرسانة لتعلية جسم السد بالكامل».
وتجمدت المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، بين مصر وإثيوبيا والسودان، منذ أبريل (نيسان) 2021 ما دعا مصر إلى اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، احتجاجاً على ما وصفته بـ«الإجراءات الأحادية»، من جانب أديس أبابا.



السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».