الأمم المتحدة: توجه 3 سفن إغاثية إلى عدن

ائتلاف إغاثة عدن يؤكد عدم تأثير حريق الميناء على تفريغ البواخر

عبير عطيفة
عبير عطيفة
TT

الأمم المتحدة: توجه 3 سفن إغاثية إلى عدن

عبير عطيفة
عبير عطيفة

أكدت مسؤولة أممية أمس، أن الأمم المتحدة تسعى جاهدة لتقديم المساعدات للشعب اليمني، وأنها قررت منح أهالي الجنوب الأولوية، وذلك بعد ارتفاع أصوات الاستغاثة الواردة من هناك.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في روما عبير عطيفة لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم توجيه ثلاث سفن إغاثية إلى ميناء الزيد في عدن لإغاثة أهالي الجنوب»، مبينة أن البواخر الثلاث تنتظر حاليا الحصول على التراخيص اللازمة لإنزال حمولتها في الميناء الواقع في الجنوب من اليمن.
ودفعت عبير تهمة محاباة الشمال على حساب الجنوب في تقديم المساعدات للشعب اليمني، بقولها إن «برنامج الغذاء العالمي يمثل وكالة إنسانية وليست سياسيه وتقدم مساعدات فقط عند الحاجة. والوكالة تحاول جاهدة للوصول لجميع المناطق التي تحتاج المساعدات الغذائية».
وأضافت المتحدثة «ومن أجل الاستجابة للأزمة اليمنية، تم إيصال 25 طنا من المساعدات الغذائية إلى 1.9 مليون يمني».
وقالت عطيفة إن «الصراع تسبب في وجود حالات مجاعة في البلاد، وأن برنامج الغذاء العالمي يعمل مع شركاء لتقديم مساعدات غذائية عاجلة لملايين من الناس في اليمن خلال الأشهر القليلة المقبلة».
وذهبت إلى أن «الأمم المتحدة حاولت عدة مرات إرسال السفن لميناء اليمن، ولكن المنطقة غير الآمنة المحيطة بالميناء أعاقت الجهود والمساعي».
وركزت على أن برنامج الغذاء العالمي أعطى الأولوية في المساعدات الغذائية لجنوب اليمن بالإضافة لعدن، موضحة أن الوكالة الآن تحاول لإيصال المساعدات للجنوب عن طريق الشاحنات. إضافة إلى ذلك ثلاث سفن الآن تنتظر التراخيص والتصاريح لدخول ميناء عدن.
وفي ذات السياق قال عدنان الكاف المتحدث الرسمي باسم ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية إن برنامج المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة التفت أخيرا لأهالي الجنوب، بعد نحو 100 يوم من التجاهل.
ويواجه أهالي الجنوب حرب تجويع شرسة تقودها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف إرغامهم على الاستسلام للتمرد والتخلي عن مناصرة الشرعية التي جيشت الجيوش العربية من أجل نصرتها تحت قيادة السعودية منذ أواخر مارس (آذار) الماضي.
وفي هذا الخصوص، أكد الكاف أن النيران التي استعرت في ميناء الزيد في عدن نهاية الأسبوع الماضي، جاءت نتيجة هجوم عسكري أرعن تعرض له الميناء من قبل الميليشيات الحوثية، بهدف منع وصول المساعدات الإنسانية لأهالي الجنوب.
وقال إن «الحادثة المأسوية التي تعرض لها الميناء لن تمنع تفريغ بواخر الإغاثة الثلاث». مبينا أن واحدة من البواخر الثلاث تابعة للأمم المتحدة، بينما اثنتان تابعتان لائتلاف عدن، في إشارة ضمنية إلى أن البواخر الثلاث التي تحدثت عنها الأمم المتحدة هي في واقع الأمر واحدة فقط.
وبين أن الباخرة الأولى تحمل على متنها 1500 طن من الغذاء والأدوية الطبية، بينما تحمل الثانية 1300 طن تحمل سلالا غذائية ودقيقا ومواد طبية، أما الثالثة فهي تابعة للأمم المتحدة وتحمل على متنها 3000 طن من المواد الغذائية والإغاثية.
وذهب إلى أن البواخر الثلاث ستسد الحاجة مؤقتا، وستساعد في تطويق الحالات الصحية الحرجة، خصوصا أن القتلى بسبب الأوبئة تجاوز عددهم من شهداء المعارك الطاحنة مع المتمردين على الشرعية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.