اعتبرت الولايات المتحدة، أول من أمس، أن الوضع الأمني تدهور بشكل كبير في مالي منذ أن استعان المجلس العسكري الحاكم بمرتزقة من مجموعة «فاغنر» الروسية التي يحدّ وجودها بشدة من النشاط الأميركي في مكافحة الجهاديين. وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، في مؤتمر عبر الفيديو، بعد عودتها من جولة في منطقة الساحل شملت مالي، في الفترة ما بين 16 و20 أكتوبر (تشرين الأول)، إن «المجلس العسكري المالي استقدم فاغنر فتفاقم الإرهاب بشكل كبير». وأضافت أنه سُجلت زيادة بنحو 30 % في الهجمات الإرهابية، خلال الأشهر الستة الماضية. وأكدت نولاند أنها أثارت مخاوف الولايات المتحدة مع حكومة مالي خلال زيارتها.
وقالت: «هذه الحكومة المؤقتة اتخذت خيارات سيئة جداً باستقدام فاغنر... ونحن نشهد نتائج ذلك مع ازدياد العنف وأعمال الإرهاب، في حين يجري دفع قوات الأمم المتحدة للمغادرة».
واتهمت «فاغنر» بالضغط على مالي للحد من عمليات بعثة حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة (مينوسما)، وهي قيود اشتكت منها «مينوسما» نفسها.
كما رددت فيكتوريا نولاند الاتهامات العديدة لعناصر «فاغنر» بارتكاب انتهاكات ضد السكان المدنيين. وتابعت أن جيران مالي «قلقون جداً» أيضاً بشأن وجود «فاغنر»، مشيرة إلى موريتانيا التي زارتها أيضاً ووصفتها بأنها «واحة استقرار».
يُذكر أن الولايات المتحدة منخرطة عسكرياً في منطقة الساحل، وكانت تقدم دعماً لوجستياً واستخباراتياً لقوة برخان الفرنسية المناهضة للجهاديين في مالي قبل خروجها منها، هذا العام. وأكدت نولاند أن الأميركيين مستمرون في العمل عن كثب مع الفرنسيين في منطقة الساحل بعد إعادة انتشار قواتهم.
وأضافت نولاند قائلة إن «قدرة الولايات المتحدة على مساعدة مالي على الجبهة الأمنية مقيّدة بشدة» بسبب القوانين الأميركية بشأن التعاون مع الحكومات غير المنتخبة، «وصارت أكثر تقييداً نتيجة الخيار الذي اتخذته مالي بالتعاون مع فاغنر»، موضحة أن برامج التعاون المدنية تأثرت أيضاً. وتتعارض تصريحات نولاند مع تأكيدات العسكريين الماليين الذين استولوا على السلطة في انقلاب عام 2020، في بلدٍ يهزّه العنف منذ عقد. ويرى المجلس العسكري الحاكم أنه حقق تقدماً في مكافحة الجماعات الجهادية. كما أبعدت السلطات الجديدة نفسها منذ ذلك الوقت عن فرنسا؛ القوة الاستعمارية السابقة، التي كانت تنشر قوة قتالية في مالي، وعن شركاء باماكو التقليديين، واتجهت نحو روسيا. وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى المجلس العسكري بالاستعانة بمجموعة «فاغنر»، لكن السلطات المالية تنفي ذلك وتتحدث عن تعاون مع الجيش الروسي.
كما زارت نولاند بوركينا فاسو، والتقت الرجل القوي الجديد الكابتن إبراهيم تراوري. وأضافت، في هذا الصدد، أنه «قال بشكل لا لَبْس فيه إن الدفاع عن بوركينا فاسو يخص أبناء البلد، وإنهم لا يعتزمون الاستعانة بفاغنر».
واشنطن: الأمن في مالي تدهور بشكل كبير منذ استقدام مجموعة «فاغنر» الروسية
واشنطن: الأمن في مالي تدهور بشكل كبير منذ استقدام مجموعة «فاغنر» الروسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة