تقرير أممي: الأرض في طريقها للاحترار فوق درجتين مئويتين

رغم الإنذارات المناخية المتتالية

تقرير يحذر من تجاوز الارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض درجتين مئويتين (Public Domain)
تقرير يحذر من تجاوز الارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض درجتين مئويتين (Public Domain)
TT

تقرير أممي: الأرض في طريقها للاحترار فوق درجتين مئويتين

تقرير يحذر من تجاوز الارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض درجتين مئويتين (Public Domain)
تقرير يحذر من تجاوز الارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض درجتين مئويتين (Public Domain)

حذر تقرير جديد أصدرته اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، من عدم كفاية الخطط الحكومية لخفض انبعاثات الغازات لتجنب الاحتباس الحراري الكارثي. وحددت اتفاقية باريس عام 2015 معدل 1.5 درجة مئوية، كمعدل مقبول للزيادة في درجة حرارة سطح الأرض، مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، لكن التقرير الصادر أمس (الأربعاء) يشير إلى أن الكوكب يسير على الطريق نحو الارتفاع بمعدل يتراوح بين 2.1 و 2.9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
وأدى الاحترار اليوم بمقدار 1.1 درجة مئوية، زيادة على أوقات ما قبل الصناعة، إلى إنذارات مناخية شديدة تعايش معها العالم مؤخرا، وتسبب في تغييرات لا رجعة فيها، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهو ما يعني أن الوصول لمعدل 2.1 و2.9 درجة مئوية يكون كارثيا.
وأوضح التقرير، أنه رغم إحراز بعض التقدم في العام الماضي، فإنه يتعين على الحكومات بذل المزيد بحلول عام 2030 لضمان أن تكون الزيادة في درجة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين ومن الناحية المثالية أقرب إلى الهدف المحدد في اتفاق باريس (1.5 درجة).
وتوصلت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى هذه الاستنتاجات من خلال تحليل جميع خطط المناخ الوطنية والمقدمة منذ عام 2015.
ويقدر علماء المناخ أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان يجب أن تنخفض إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد، وأن يتم القضاء عليها بحلول منتصف القرن من أجل الحفاظ على الاحترار دون درجتين مئويتين بحلول عام 2100.
وفي حين أن عواقب ارتفاع درجة حرارة الكواكب فوق هذا الحد تعتبر كارثية، أدى الاحترار اليوم بمقدار 1.1 درجة مئوية فوق أوقات ما قبل الصناعة بالفعل إلى ظواهر جوية شديدة عرضت الملايين من الناس لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وزادت الوفيات المرتبطة بالحرارة، وازدادت الهجرة بسبب المناخ، وتتكبد الزراعة والسياحة وصيد الأسماك خسائر.
وبينما تمتلك الدول الغنية التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التاريخية، أكبر قدر من الموارد للتكيف مع هذه التغيرات، فإن البلدان الفقيرة التي لم تساهم كثيرا في تغير المناخ تقع تحت وطأة الصدمات.
يقول التقرير إنه إذا تم الوفاء بجميع الخطط لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن الانبعاثات العالمية ستبلغ 52.4 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 2030، بانخفاض 0.3 في المائة عن مستويات عام 2019.
وفي العام الماضي، قدرت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن الانبعاثات ستستمر في الارتفاع لتصل إلى 54.9 مليار طن متري بحلول عام 2030.
يُظهر التقرير أن الموقعين على اتفاقية باريس يزيدون من طموحاتهم، لكن ليس بالسرعة الكافية، فحتى إذا تم الوفاء بوعود جميع الدول، فسيظل هناك فائض قدره 16 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون فوق العتبة المطلوبة للحفاظ على الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين.
يقول سيمون ستيل، السكرتير التنفيذي للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، في تصريحات صحافية (الأربعاء)، إن النطاق الواسع في تقديرات الاحترار - بين 2.1 درجة مئوية و2.9 درجة مئوية - يرجع إلى عدم اليقين بشأن ما إذا كان يمكن للبلدان تنفيذ خططها.
ويضيف: «وفقا لتقرير اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فإنه إذا لم يتم خفض الانبعاثات بشكل كاف بحلول عام 2030، فسوف يتعين أن تكون التخفيضات أكثر حدة بعد ذلك التاريخ للتعويض عن البداية البطيئة على الطريق إلى صافي الصفر، وهو شرط لوقف الاحتباس الحراري».


مقالات ذات صلة

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

العالم الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز «كايسيد» للحوار، على أهمية الحوار البنّاء في دفع عجلة التقدم العالمي، ودور المجتمعات الدينية للتصدي لتحديات تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق الزائر الأبيض... وإن تأخَّر (أ.ب)

الثلوج تزور جبل فوجي بعد أطول تأخُّر منذ 130 عاماً

غطَّت الثلوج قمة جبل فوجي الياباني بعد أكثر من شهر على الموعد المعتاد، وتسجيل رقم قياسي لأطول فترة تأخُّر لهذا التساقُط منذ 130 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة جماعية في الاجتماع الدوري الـ35 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بجدة (الشرق الأوسط)

مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط»: مشروعات مشتركة جديدة مع السعودية لتحقيق الاستدامة البيئية

يعيش العراق حالة انتعاش في المسارات كافة؛ منها قطاع البيئة الذي يعيش طفرة نوعية في المشروعات، وتحسين البنية التحتية، وفقاً لما أورده الدكتور جاسم الفلاح.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الملك فيليب السادس يتحدث مع الجمهور الغاضب خلال زيارته جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات (أ.ب)

217 قتيلاً حصيلة فيضانات إسبانيا والملك يقطع زيارة إثر احتجاجات

قطع الملك فيليب السادس والملكة ليتيسيا، الأحد، زيارتهما إلى جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات بعدما اعترضتهما حشود ساخطة.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
الاقتصاد السعودية تستعد لاستضافة المؤتمر في بداية ديسمبر المقبل (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو العالم لمواجهة تحديات تدهور الأراضي في «كوب 16»

وجّهت الرئاسة السعودية لمؤتمر الأطراف (كوب 16) القادم في الرياض، نداءً إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قوية بشأن التصدي لتهديدات الجفاف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
TT

«مسرح مصر» لإعادة الوهج إلى شارع عماد الدين بالقاهرة

«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)
«مسرح مصر» أحدث دور العرض في شارع عماد الدين وسط القاهرة (البيت الفني للمسرح)

يستعد البيت الفني للمسرح في مصر لضم دار عرض جديدة هي «مسرح مصر»، في خطوة من شأنها المساهمة في إعادة الوهج الفني إلى شارع عماد الدين (وسط القاهرة)، وفق مراقبين، وهو الشارع الذي كان مشهوراً في الماضي بكثير من الأنشطة الفنية ودور العرض السينمائية والمسارح أو «التياترو».

وتفقَّد رئيس البيت الفني للمسرح، المخرج هشام عطوة، الثلاثاء، مسرح مصر الذي يعدّ أحدث دور العرض، ومن المقرر افتتاحها فور الانتهاء من كامل أعمال المشروع، بغرض متابعة المشروع للعمل علي سرعة تشغيله.

ووجه رئيس البيت الفني للمسرح بسرعة الانتهاء من المشروع كاملاً، للتمكن من افتتاحه واستقبال العروض المسرحية الجديدة، وفقاً لخطة عمل ذات طبيعة خاصة تتناسب والمسرح المجهَّز بأحدث التقنيات الفنية، لافتاً إلي تميز موقعه الجغرافي»، وفق بيان للبيت الفني للمسرح.

وأكد عطوة الذي تولى رئاسة البيت الفني للمسرح قبل أيام، أهمية العمل في المستقبل علي دخول مزيد من دور العرض المسرحي الجديدة للخدمة، تنفيذاً لسياسات وزارة الثقافة الهادفة إلي انتشار الخدمة الثقافية.

شارع عماد الدين قديماً (صفحة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري)

ويرى أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المصرية، الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح، الدكتور أسامة أبو طالب، أن «العمل على افتتاح مسرح مصر بشارع عماد الدين أمر في غاية الأهمية للحركة المسرحية المصرية والعربية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى كل التوفيق للفنان هشام عطوة بعد توليه رئاسة البيت الفني للمسرح، وأثق بأنه سيبذل قصارى جهده لتحريك المياه الراكدة، لأن الحالة الحالية للمسرح المصري ليست حالة نهضة وإنما أشبه بالشعلات والومضات المسرحية التي تتوهج وما تلبث أن تنطفئ».

وتضم مصر 41 مسرحاً، وفق تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تضمن وصول متوسط عدد المشاهدين إلى 512 ألف مشاهد، كما بلغ متوسط الإيرادات الإجمالية للمسارح العامة 44 مليون جنيه خلال عام 2022.

وأشار التقرير إلى وصول عدد الفرق المسرحية في مصر إلى 75 فرقة، وبلغ عدد العروض التي قدمتها الفرق 2442 عرضاً، وبلغ عدد مشاهدي الفرق المسرحية 375 ألف مشاهد في العام المشار إليه.

ولفت أستاذ النقد والدراما إلى أن «الثقافة المسرحية التي يغلب عليها طابع المهرجانات تظل موسمية وليست مستدامة»، ودعا إلى إعادة فتح قنوات بين الجمهور والمسرح، موضحاً أن «مسرح مصر هو إضافة، وبالتأكيد هو معدٌّ إعداداً جيداً، ولكن تجب دراسة برنامجه، ومعرفة ما الذي سوف يُقدم في إطار حركة مسرحية شاملة، قوامها جودة ما يقدَّم واختلافه عن المسارح الأخرى، مسارح التسلية».

وشدد على أنه «يجب تقديم مسرح جاد ناهض ممتع وجاذب لكل فئات المجتمع، وانتقاء ما يقدَّم، والاهتمام بالشباب الذين برزوا في أعمال كثيرة».

شارع عماد الدين في وسط القاهرة المعروف قديماً بشارع الفن (إكس)

ويعدّ شارع عماد الدين من الشوارع الرئيسية في وسط القاهرة، وشهد فترة ازدهار فني كبيرة، وكان يُعرف بشارع الفن في بدايات القرن العشرين، وبه كثير من البنايات العتيقة ذات الطراز المعماري المميز، وكان يضم أكثر من 15 مسرحاً و11 دار عرض سينمائية، ومن أشهر مسارحه القديمة «الماجستك» و«نجيب الريحاني»، ومن أشهر دور العرض السينمائي به «كوزموس» و«بيجال»، وأطلق البعض عليه «برودواي مصر»، وعدَّه بعض المؤرخين خصوصاً في المجال الفني يقابل حي «ويست إند» في لندن أو «بوليفار» في باريس، في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، حتى إن الشوارع المتفرعة منه تحمل أسماء فنانين مثل: علي الكسار، ونجيب الريحاني، وزكريا أحمد.

وأكد أبو طالب أن «شارع عماد الدين بداخله كنز اسمه تاريخ السينما والمسرح المصري، فكان بحق شارع الفن، وأتمنى أن يعود إلى سابق دوره، فقد كان هذا الشارع علامة في وسط البلد بدءاً من المقهى الكبير حتى (مقهى بعرة) الذي كان يجتمع عليه السينمائيون، وأتمنى أن يستعيد هذا الشارع رونقه، وتتوهج أضواء المسرح في القاهرة، كما كانت متوهجة خلال سنين طويلة مضت».