وسط ترقب دولي، تتواصل مفاوضات السلام بين الحكومة الإثيوبية وسلطات إقليم «تيغراي» الشمالي، في جنوب أفريقيا، برعاية الاتحاد الأفريقي، على أمل إنهاء الصراع المستمر منذ عامين.
وحثّت الولايات المتحدة، أمس (الأربعاء)، الأطراف المعنية على «الانخراط بجدية في هذه المحادثات للتوصل إلى حل دائم لهذا الصراع»، فيما أكد الاتحاد الأفريقي استعداده لتقديم الدعم من أجل «إثيوبيا موحدة ومستقرة».
ويدور الصراع الذي بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 حول النفوذ السياسي في البلاد؛ إذ تتهم الحكومة الإثيوبية «جبهة تيغراي» التي كانت تهيمن على الائتلاف الحاكم حتى وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة في 2018، بمحاولة إعادة تأكيد هيمنة تيغراي على إثيوبيا؛ بينما تتهم «الجبهة» آبي بمركزية السلطة واضطهاد أهل تيغراي.
وكانت المحادثات بين وفدي حكومة الإثيوبية و«جبهة تيغراي»، انطلقت الثلاثاء في مدينة بريتوريا الجنوب أفريقية. ويقوم بتسهيل المحادثات أولوسيغون أوباسانجو، الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي والرئيس السابق لجمهورية نيجيريا، بجانب الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، ونائب رئيس جنوب أفريقيا السابق فومزيل ملامبو نغوكا، بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) والأمم المتحدة والولايات المتحدة كـ«مراقبين في عملية السلام».
ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد بانطلاق المحادثات، معرباً عن حماسته أمام «العرض المبكر للالتزام بالسلام من قبل جميع الأطراف». وجدد التأكيد على «التزام الاتحاد الأفريقي المستمر بدعم الأطراف في عملية تملكها إثيوبيا ويقودها الاتحاد الأفريقي لإسكات المدافع من أجل إثيوبيا موحدة ومستقرة يعمها السلام».
وفي بيان صحافي نشرته الخارجية الأميركية عبر موقعها الإلكتروني، شدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، على أن هذه المحادثات «تمثل أكثر السبل الواعدة لتحقيق السلام الدائم والازدهار لجميع الإثيوبيين، إذ لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع». وأكد ضرورة تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية كأولوية أولى، داعياً الوفود المشارِكة في المفاوضات إلى الاتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية من دون معوقات لجميع المحتاجين واتخاذ تدابير لحماية المدنيين وانسحاب إريتريا من شمال إثيوبيا. وحثّ وزير الخارجية الأميركي الأطراف المعنية على الانخراط بجدية في هذه المحادثات للتوصل إلى حل دائم لهذا الصراع، مشيراً إلى أنه تحدث مع الرئيس الكيني وليام روتو ووزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب أفريقيا ناليدي باندور ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لتأكيد الحاجة الملحة لإنهاء هذا الصراع الآن.
ووفق فانسان ماغوينيا، المتحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، فإن محادثات السلام التي بدأت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ستنتهي في 30 منه.
وتأتي هذه المحادثات، بعد تجدد القتال في أغسطس (آب) في خرق لهدنة استمرت خمسة أشهر، ما أثار قلق المجتمع الدولي الذي يخشى العواقب الإنسانية للنزاع. ويرى الناشط السياسي المتخصص في الشأن الأفريقي، الدكتور محمد شفاء، أن «تحييد الأطراف الخارجية، التي تسهم في إشعال الفتنة بين الطرفين، سيزيد من فرص نجاح المفاوضات».
وقال شفاء لـ«الشرق الأوسط»، إن «دولة إريتريا المجاورة، والداعمة لحكومة أديس أبابا، على رأس تلك الأطراف التي ترى أن استقرار المنطقة ليس في مصلحتها»، مشيراً إلى أن الخلاف بين رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تيغراي، «ليس خلافاً جوهرياً يصعب حله، بل فقط مجرد اتهامات بالتهميش»، منوهاً بفرص معقولة لنجاح المفاوضات ووقف إطلاق النار، «شرط إبعاد كل المؤثرات الخارجية والتجرد أمام الطاولة بحيث يقدم الطرفان تنازلات».
بدوره، ناشد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الأطراف المتحاربة اغتنام فرصة السلام في مواجهة الوضع الإنساني «المقلق للغاية». وقال للصحافيين: «أرجو من الحكومة، وأرجو من جبهة تحرير شعب تيغراي، التوصل من أجل شعبكم إلى نتيجة إيجابية، أو على الأقل فتح نافذة للسلام».
مفاوضات السلام الإثيوبية تتواصل وسط ترقب دولي
واشنطن طالبت طرفي النزاع بـ«الجدية» لإيجاد «حل دائم»
مفاوضات السلام الإثيوبية تتواصل وسط ترقب دولي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة