ماذا فعلت مفاوضات الحكومة العراقية في «الإطار التنسيقي»؟

(تحليل إخباري)

TT

ماذا فعلت مفاوضات الحكومة العراقية في «الإطار التنسيقي»؟

لم تكن المفاوضات داخل «الإطار التنسيقي» على تشكيل الحكومة العراقية قائمة فقط على أوزان المقاعد، بل ثمة هاجس يحكم المعادلة ويفرز الرابحين عن غيرهم. الخاسرون هم الذين لا يزالون يحفظون الوصل مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، أو أولئك الذين يخشون استفزازه بحكومة «إطارية» خالصة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، رشح من غرف المكاتب الحزبية الشيعية، المنشغلة بتشكيل كابينة المكلف محمد شياع السوداني، نزاع بين تيارين داخل «الإطار»، تبين الغلبة بينهما لصالح فريق يريد تصفية «الميول الصدرية»، واستثمار الفرصة التي وفرها انسحاب وغياب الصدر عن كل شيء، البرلمان والحكومة.
بدأ الأمر حينما ناقش قادة أحزاب الإطار مصير خمس وزارات، شغلها «التيار الصدري» في حكومات سابقة. وكان الرأي أن تؤجل تسميتها إلى حين «الأخذ برأي الصدر»، وإن تطلب الأمر تقديم السوداني لحكومة منقوصة منها، لكن طموحات رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بتقديم حكومة كاملة الصلاحيات لا تنسجم مع بقاء الصدر «هاجساً» في المطبخ الإطاري.
أخيراً، حسم فريق نوري المالكي، وهم غالبية قادة «الإطار» عدا رئيس «منظمة بدر» هادي العامري ومعه بدرجات متفاوتة عمار الحكيم وحيدر العبادي، بالاستحواذ على حصة الصدر، على الأقل أكبر عدد من وزاراته. ولم يعد العامري في هذه المعادلة طرفا مفاوضاً على وزنه السياسي والانتخابي، بل بات «خطراً» على مشروع «الإطار» الذي لن يسمح بأي ثغرة يمكن أن يخترقها الصدر.
وبهذا، لم تعد المفاوضات محكومة، كما جرت العادة في الدورات السابقة، بتنظيم خريطة الحصص وحساب نقاط المتحالفين لتشكيلها، بل هي نتيجة طبيعية لحاجة سياسية راهنة بتصفية هذا الاشتباك الشيعي، وجعل الإطار منفرداً من دون «عدو يشاركه المنزل نفسه»، كما يعبر قيادي بارز في الإطار التنسيقي.
في الاجتماع الأخير لقادة «الإطار التنسيقي» في منزل العامري، كان الجميع جاهزاً لمراجعة اللمسات الأخيرة للتشكيلة الحكومية، إلا أن العامري كان يكتشف كيف انحسر وزنه السياسي دافعاً ضريبة عدم انسجامه مع تشكيل شيعي يتربص به الصدر.
وبهذه الطريقة، لم يعد من يعرف في الأوساط الشيعية بـ«شيخ الإطار» قادراً على حماية مرشحيه للحقائب الوزارية، الداخلية على سبيل المثال، ذلك أنه وجد مرشحه يتزاحم مع مرشحين آخرين من قوى شيعية تنتظر فرصة الإطاحة بزعيم بدر.
والحال، أن تراجع أدوار العامري في البيت الشيعي ستؤشر قريباً لتثبيت معادلة يقودها قادة متحمسون للسيطرة على موارد السلطة، ولمعالجة الأضرار التي لحقت بالأحزاب الشيعية التقليدية منذ حكومة عادل عبد المهدي.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.