وزير الطاقة السعودي يحذر من استنزاف الاحتياطيات الاستراتيجية عالمياً

عبد العزيز بن سلمان: المملكة هي البلد الأكثر موثوقية للنفط... وسنورده لكل من يحتاج إليه

وزير الطاقة متحدثاً خلال «مؤتمر مبادرة الاستثمار» في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
وزير الطاقة متحدثاً خلال «مؤتمر مبادرة الاستثمار» في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
TT
20

وزير الطاقة السعودي يحذر من استنزاف الاحتياطيات الاستراتيجية عالمياً

وزير الطاقة متحدثاً خلال «مؤتمر مبادرة الاستثمار» في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
وزير الطاقة متحدثاً خلال «مؤتمر مبادرة الاستثمار» في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)

شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة تعد المنتج الأول للنفط في العالم، مشيراً إلى أنها البلد الأكثر أمناً وموثوقية للنفط، موضحاً أن الحل بشأن أزمة الطاقة لا يأتي من دولة واحدة.
ودافع الأمير عبد العزيز بن سلمان عن قرار دول أوبك بلس في وقت سابق من الشهر الحالي خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، منتقداً تحركات الدول المستوردة للنفط من أجل خفض الأسعار باستخدام مخزوناتها الاستراتيجية.
وقال وزير الطاقة السعودي إن المملكة تتواصل مع العديد من الحكومات الأوروبية بخصوص الأزمة الحالية، حيث تشهد أوروبا مرحلة حرجة في سلاسل الإمداد، مشيراً إلى أن صادرات المملكة النفطية تضاعفت إلى أوروبا في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 950 ألف برميل يومياً مقارنة بـ490 ألف برميل في العام الماضي.
وأضاف خلال مشاركته في جلسة «الريادة من خلال الطاقة» أمس، ضمن فعاليات النسخة السادسة من «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقدة في الرياض: «خلال الأشهر القادمة سنورد النفط إلى كل من يحتاج منا ذلك»، مضيفاً: «من واجبي التحذير من استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية، لأن نفاد الطاقة الاستيعابية الفائضة يحمل تداعيات خطيرة».
وقال وزير الطاقة السعودي إن «الجميع يتحدث عن ركود قوي... من المهم التحوط ضد الأسوأ»، مضيفاً: «علينا دائماً الاستعداد للأسوأ بشكل مسبق»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنها «قضية نفسية»، وأن «السوق ستكون مدفوعة بمعايير مختلفة بمجرد أن نتخلص من السعة الزائدة»، متسائلاً: «هل يريد الناس منا أن نجربها؟ لا يمكنني تجربتها لأننا مررنا بها ثلاث مرات».
وقال إن زيادة إنتاج الخام السعودي خلال الأزمة المالية لعام 2008 لم تؤدِ فقط إلى ارتفاع أسعار النفط، وإنما لصعود أعلى وأعلى، موضحاً أن السعودية أضافت طاقة فائضة للتخفيف من تعطل الإمدادات خلال حرب الخليج الأولى في 1990 - 1991 ومرة أخرى أثناء اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا في عام 2011، وقال: «من كان يمكن أن ينقذ الاقتصاد العالمي لولا هذه الطاقة الفائضة؟».
وأشار وزير النفط السعودي إلى أن السوق اليوم تواجه العديد من الشكوك بما في ذلك الركود العالمي المحتمل، وتأثير سقف الأسعار وتوقعات الطلب الصيني على النفط، مشدداً على الحاجة إلى «التنبهة والاستباقية» عند معالجة هذه الشكوك، مضيفاً أنها «يمكن أن تلتف فيما يمكن أن نطلق عليه أسوأ أزمة طاقة شهدها العالم».
وحول مشاركة السعودية في مؤتمر المناخ «كوب 27» في مصر، قال: «متحمسون لانعقاد مؤتمر المناخ كونه في مصر. سنعقد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء في مصر لنستعرض ما حققناه، وسيكون لدينا العديد من الإنجازات على صعيد الطاقة خلال مؤتمرات مصر».
وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن «رؤية 2030 باتت رؤية السعوديين ككل»، في الوقت الذي تطرق إلى التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية بالقول: «قررنا أن نكون ناضجين».
وانطلقت في وقت سابق اليوم النسخة السادسة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» التي تعقد في العاصمة الرياض على مدار ثلاثة أيام، تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية... تمكين نظام عالمي جديد»، وذلك بمشاركة 6000 مشارك من دول العالم، و500 متحدث من قطاعات مختلفة من داخل وخارج السعودية.


مقالات ذات صلة

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

منحت حكومة المملكة، الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، صلاحية الاستعانة بالمؤسسات المحلية والدولية لتسويق الاستثمارات في البلاد.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (رويترز)

السعودية وأميركا تبحثان تعزيز التعاون المالي والاقتصادي

بحث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الاثنين، عبر اتصال مرئي مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، سبل تعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)

رد الاتحاد الأوروبي سريعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وذلك بعد إجراءات عقابية مضادة، قال إنها ضرورية لحماية المستهلكين والشركات.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترمب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50 في المائة.

وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعاً، قائلاً إنه سيفرض رسوماً جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار)، بدءاً من أبريل (نيسان).

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحافيين يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحرك لحماية الشركات والمستهلكين... نأسف بشدة لهذا الإجراء (الذي اتخذته الولايات المتحدة)». وأضافت: «الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي ضارة بالأعمال التجارية وأسوأ للمستهلكين، فهي تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتُهدد الوظائف، وترفع الأسعار، ولا أحد يحتاج إلى ذلك، ولا أي من الطرفين يحتاج إليه».

وأوضحت دير لاين أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «هي الأكبر في العالم»، وأن هذه العلاقة جلبت «الازدهار والأمن لملايين الناس»، بالإضافة إلى خلق فرص عمل على جانبي المحيط الأطلسي.

وسيشهد النهج المزدوج للاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية المُعلّقة سابقاً على صادرات أميركية بقيمة 8 مليارات يورو، ومجموعة من التدابير المضادة الجديدة على سلع بقيمة 18 مليار يورو، في خطوة وصفتها فون دير لاين سابقاً بأنها «قوية ولكنها متناسبة».

وأضافت في بيان: «سنبقى دائماً منفتحين على التفاوض».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). وتُطبق هذه الرسوم على الفولاذ والألمنيوم الصناعيين، ومنتجاتهما الأخرى شبه المصنعة والنهائية، بالإضافة إلى مشتقاتهما التجارية، مثل قطع غيار الآلات وإبر الحياكة.

أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة

يُمثل هذا الإجراء المتبادل أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة، اتسمت بوعود جريئة بفرض رسوم جمركية - وما تلاه من تراجعات وتأخيرات - من قِبَل ترمب.

وامتدت التوترات التجارية إلى الأسواق في الأيام الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

وعلى عكس المكسيك وكندا والصين، لم تتأثر المنتجات ذات المنشأ الأوروبي برسوم ترمب الجمركية حتى دخلت رسوم الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، عندما أشار زعيم البيت الأبيض فوراً إلى نيته فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

وصرح ترمب في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير (شباط): «لقد استغلونا حقاً»، مضيفاً: «إنهم لا يقبلون سياراتنا، ولا يقبلون، أساساً، منتجاتنا الزراعية. يتذرعون بشتّى الأسباب التي تمنعهم من ذلك. ونحن نقبل كل شيء منها».

يُعدّ العجز التجاري للولايات المتحدة مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، من أكبر مصادر قلق ترمب.

وتُظهر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً قدره 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع عام 2023، لكنه عانى عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات. إجمالاً، بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2023 ما قيمته 1.6 تريليون يورو (1.68 تريليون دولار)، وفقاً للاتحاد الأوروبي.

وتُشكل الآلات والمركبات الحصة الكبرى من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية، والسلع المصنعة الأخرى، والمنتجات الطبية والصيدلانية.