تتصاعد الأصوات المعارضة في الكونغرس لسياسة البيت الأبيض مع أوكرانيا. فبعد تهديد بعض الجمهوريين بعرقلة تمويل الحرب هناك، جاءت رسالة صادمة لنواب ليبراليين من الحزب الديمقراطي يدعون فيها الرئيس الأميركي إلى التفاوض مع روسيا، للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وكتب الرسالة 30 نائباً، على رأسهم الديمقراطية براميلا جايابال التي تترأس تجمع التقدميين في الكونغرس، إضافة إلى زملائها في التجمع نفسه: ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، ورو خانا، وباربرا لي.
ويدعو المشرعون في نص الرسالة بايدن إلى «المشاركة في مفاوضات مباشرة مع روسيا، للسعي إلى نهاية سريعة للصراع»، و«إرفاق المساعدات العسكرية والاقتصادية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا بجهود للتوصل إلى جدول زمني واقعي لاتفاق وقف إطلاق النار». واعتبر الديمقراطيون أن على الإدارة الأميركية تقديم إعفاءات من العقوبات لروسيا كحافز للتوصل إلى اتفاق. وحذرت الرسالة من خطر اندلاع حرب نووية: «إن الاحتمالات الكارثية لتصعيد نووي تجعل من الضروري تجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة».
وذكر المشرعون أن الصراع في أوكرانيا أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز والغذاء في الولايات المتحدة، و«تأجيج التضخم، وارتفاع أسعار البنزين في الأشهر الأخيرة». وأضافوا: «خبراء الاقتصاد يعتقدون أنه إذا استقر الوضع في أوكرانيا فسوف تتراجع المخاوف التي تدفع لارتفاع الأسعار، ويؤدي ذلك إلى انخفاض في أسعار النفط على الصعيد العالمي».
ولعلّ هذا الجزء الأخير من الرسالة هو الذي دفع ببعض المنتقدين إلى توجيه اتهامات للنواب الموقعين عليها بتحريك الملف بسبب الانتخابات النصفية. وقد صدرت هذه الانتقادات على لسان الديمقراطيين أنفسهم، فاتهمهم النائب الديمقراطي جايك أوشينكلوس بـ«مد غصن زيتون لمجرم حرب يخسر حربه». وتابع أوشينكلوس بكلمات حاسمة: «على الكونغرس الوقوف بحزم وراء استراتيجية جو بايدن الفعالة، والتشجيع على فرض عقوبات أقسى وليس أضعف!».
وقد دفعت هذه الانتقادات النائبة جايابال التي ترأست جهود كتابة الرسالة، إلى إصدار تصريح آخر ظهر وكأنه تبرير للرسالة، قالت فيه: «نحن متحدون كديمقراطيين في التزامنا المطلق بدعم أوكرانيا. ولا شيء في رسالتنا يدعو لتغيير هذا الدعم. الدبلوماسية هي أداة مهمة تستطيع إنقاذ حياة الأشخاص؛ لكنها أداة واحدة». وكأن هذا التبرير لم يكن كافياً، لتعود جايابال وتصدر بياناً تعلن فيه ”سحب الرسالة التي تم ارسالها الى بايدن“ بسبب تفسيرات للبعض بأنها مرتبطة بتصريحات مشابهة للجمهوريين.
تبرير واضح هدفه محاولة احتواء الوضع والتغطية على انقسامات داخلية في صفوف الحزب الديمقراطي بخصوص الملف الأوكراني، تقابلها انقسامات مشابهة بين الجمهوريين الذين أعربوا كذلك عن تململهم من المبالغ الطائلة التي تُصرف على أوكرانيا. فبعد أن أعلن كيفين مكارثي أن الجمهوريين «لن يكتبوا شيكاً على بياض لأوكرانيا»، سارع زعيم الحزب في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل إلى الإعراب عن دعمه المطلق للمساعدات لأوكرانيا.
تصاعد الانتقادات للمساعدات الأميركية لأوكرانيا مع اقتراب الانتخابات النصفية
تصاعد الانتقادات للمساعدات الأميركية لأوكرانيا مع اقتراب الانتخابات النصفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة