قصف الحوثيين لخزانات الوقود يزيد من معاناة سكان عدن.. وتحذيرات من كارثة بيئية

175 قتيلاً و70 ألف نازح في الضالع خلال الأشهر الماضية

الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قصف الحوثيين لخزانات الوقود يزيد من معاناة سكان عدن.. وتحذيرات من كارثة بيئية

الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)

حذر ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ باسم ﻣﺠلس ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ عدن، ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺣﻤدي، من تداعيات قصف الحوثيين لخزانات الوقود في عدن، التي زادت من معاناة أبناء عدن بالإضافة إلى التحذير من تبعات هذه الجريمة.
ولفت الأحمدي إلى أن المقاومة بحاجة ﺇﻟﻰ ﺁﻟﻴﺎﺕ عسكرية مدرعة ﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻃﺮﺩ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻠﻮﻧﻬﺎ بعدن ﻓﻲ ﺧﻮﺭﻣﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻼ ﻭﻛﺮﻳﺘﺮ. وأكد أن ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ جيش نظامي ﻣﺤﺘﺮﻑ مدرب وليس ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ متطوعين. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻷﺣﻤﺪﻱ أن المقاومة يتوجب لها تجهيزات عسكرية ومادية.
وﺭﻭﻯ الأحمدي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻗﺼﻒ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ لمينا ﺍﻟﺰﻳﺖ بمدينة ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ أول من أمس السبت ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﻏﻄﻰ سماء المدينة بالدخان. ﻭﻗﺎﻝ الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ استبقت ﻭﺻﻮﻝ ﺳﻔﻴﻨﺘﻲ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻼ ﻭﺍلأﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺇﻟﻰ ميناء الزيت ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ طاقمهما ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻲ وطلبوا ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ وإلا فإنهما ستكونان عرضة للضرب المدفعي. وأضاف أنه بينما ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻔﻴﻨﺘا إغاثة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻼ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻛﺎﻧﺖا ﺗﻬﻢان ﺑﺎﻟﺮﺳﻮ ﻓﻲ ميناء الزيت، اتصل بطاقمي ملاحتهما قائد ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮ اللاسلكي، طالبا ﻣﻨﻬمﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ وإلا فسيتم ﺿﺮﺑﻬمﺎ. ﻭﻣﺎ إﻥ ﻏﺎﺩﺭﺕ السفينتان ﺣﺘﻰ ﺗﻢ إﻃﻼﻕ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﻋﻠﻰ الميناء، وﻫﻮ الميناء الوحيد الذي تسيطر ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ عدن. وأشار إلى أنه ﺑﻌﺪ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨتين قامت ميليشيات صالح والحوثي بإمطار ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺎﻧﻔﺠﺎﺭ أنبوب وإصابة ﺧﺰﺍﻥ ﻭﻗﻮﺩ ﻭﺣﺼﻮﻝ ﺣﺮﻳﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍ غطى سماء عدن.
ووجه نداء لكل ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ووصف به ما يحدث بالانتهاك الصارخ الذي يتجاوز حقوق الإنسان ويرتقي لمصاف جرائم الحرب، وطالب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بألا تقف متفرجة، موضحا: «بل يتوجب عليها تطبيق قرارات مجلس الأمن وتأمين خط لسفن الإغاثة وكذا التجارية، والتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني المتردي في عدن».
وبدوره، قال مسؤول في مصافي عدن لـ«الشرق الأوسط» إﻥ الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع ﻗﺼﻔت المنطقة بالمدفعية وسقطت إحدى ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﻥ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻔﺎﺓ، ﻣﺎ ﺃﺩﻯ إلى ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﻨﺎﺭ‏.
وكانت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان قد تصاعدت ﻓﻲ سماء المدينة طوال يوم أمس، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺴﺆﻭﻝ محلي ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ استهدفوا ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻗﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺼﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ، ﻣﺎ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.
وقال ﺷﻬﻮﺩ عيان ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﺼﺎﺭ الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور ﻫﺎﺩﻱ، إﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﺻﻠﻮﺍ قصف الأحياء السكنية ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﺍﺭ ﺳﻌﺪ ﻭﺑﺌﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ.
ﻭﺣﺬّﺭ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻭﺻﺤﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ جراء ﺍﻷﺩﺧﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ.
وﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻓﻲ عدن إن ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ إخماد ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ميناء ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﻋﺪﻥ فشلت ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ. وأفادت ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ الواردة ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳقة بأﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻢ إﺧﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺣﺘﺮﻗﻮا، ﻭﺑﻌﺜﻮﺍ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻋﺎﺟﻠة طالبوا فيها بتدخل عاجل من الطيران ﻹﺧﻤﺎﺩﻫﺎ قبل أن تتمدد ألسنة اللهب فتصل إلى ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ بالكامل ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ المقبلة.
ﻭﻳﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﺮ أول من أمس ﻷﺟﻞ إطفاء ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺐ في ميناء ﺍﻟﺰﻳﺖ. وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه الفرق ما زالت ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ.
وأشارت إلى أن ﻓﺮﻕ ﺍﻹﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳقة قد بذلت جهدا لمحاصرة النيران والسيطرة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻔﺎﺓ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻘﺼﻒ ﻣﺪﻓﻌﻲ ﻋﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ.
وﻏﺎﺩﺭﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍلأﺳﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﺻﻮﺏ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪﻥ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﺩ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن عشرات العائلات نزحت من مدينة البريقة غرب عدن إلى المدن المجاورة مثل الشعب والحسوة والمنصورة والشيخ عثمان. وأضافوا أن هذا النزوح لم يتوقف منذ اندلاع الحرب، لكنه ارتفع وبشكل ملحوظ عقب قصف منشآت نفطية في ميناء الزيت.
وﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ آﺧﺮ، ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻗﺼﻒ عدة ﻣﻨﺎﻃﻖ مكتظة بالسكان في عدن، مثل حي صلاح الدين ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﻘﺔ الذي تعرض للقصف فجر أمس، والممدارة والشيخ عثمان.
وﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺼﺪﻭﺍ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ، ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﺶ في ﻋﺪﻥ، ﻭﺧﺎﺽ الطرفان ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ، وﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ13 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ.
وفي غضون، ذلك أكدت تقارير حقوقية لمنظمات محلية تنشط في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة بمدينة الضالع وعدن سقوط أكثر من 175 قتيلا وألف جريح بينهم نساء وأطفال، وتعرض 544 منزلا لأضرار بالغة ونزوح أكثر من 70 ألف مواطن خلال الأشهر الثلاثة الماضية من الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على المدينة.
ورصدت هذه التقارير تدمير 150 مبنى خاصا وعاما تدميرا شاملا، وإحراق عشرات المنازل وأكثر من 20 محلا تجاريا وذلك خلال الفترة من 24 مارس (آذار) الماضي وحتى 24 يونيو (حزيران) الحالي وتوثيقها لانتهاكات الميليشيات التي ترتقي إلى جرائم حرب ضد المدنيين.
وأشارت إلى أن مدينة الضالع التي انتصرت على ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في 25 مايو (أيار) الماضي تعاني من وضع إنساني كارثي وحصار خانق تفرضه الميليشيات على المدينة وسط انعدام شبه كامل للمواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وانهيار وشيك للمخزون الغذائي الذي قد يصيب المدينة مقتل.
وعلى صعيد متصل أكد أمين عام الدائرة الطبية في مكتب التنسيق الإغاثي بالضالع أن الميليشيات أحرقت أكثر من 50 حقيبة إغاثية بالإضافة إلى اعتقال بعض الحافلات التي تحمل مساعدات طبية، وهي في طريقها من لحج إلى المدينة، ومنعها من الوصول إلى الضالع.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.