برنامج إلكتروني يرصد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

يتيح لأجهزة الشرطة الأميركية الوصول إلى بياناتهم

برنامج إلكتروني يرصد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
TT

برنامج إلكتروني يرصد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

برنامج إلكتروني يرصد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

يعمل برنامج «سوميكس» الإلكتروني التّابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الأميركي، الذي لم تسمعوا به على الأرجح، على مراقبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كان هاتفكم قريباً، وتعلم شركة «غوغل» غالباً موقعكم الدقيق، فإنها تستطيع بسهولة تسليم هذه المعلومة للشرطة.
صحيحٌ أنّ هذا الأمر يبقينا آمنين، ولكن هل يمكن أن تترتب عليه المخاطر؟

رصد التواصل الاجتماعي
طُور برنامج «إس أو إم إي إكس (سوميكس)» (SOMEX) Social Media Exploitation Team (فريق استغلال التواصل الاجتماعي)؛ للمساعدة في تحديد هوية «مواضيع مجهولة، وضحايا، ومعلومات عن المواقع»، ويتيح لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الاطلاع على أيّ شيء على شبكة الإنترنت بمفعولٍ رجعي، إذا كان الهدف وقف جريمة ما، أو الحفاظ على سلامة الأميركيين. وبينما سعى قادة مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الحدّ قانوناً من مدى مراقبة المكتب النشاطات الإلكترونية العامّة، فإن مسؤولين أقرّوا لموقع «يو إس إي توداي» بأنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي يستطيع إجراء مراقبة غير محدودة لمواقع التواصل الاجتماعي لأهداف تخدم إنفاذ القانون.
من جهته، شرح الصحافي تامي عبدلله أنّ: «ما أثار اهتمامه هو أنّ ما يقوم به مكتب التحقيقات الفيدرالي، من خلال هذا الفريق، هو مراقبة معلومات متاحة للعامّة، أي يشبه ما تفعلونه أو أفعله أنا على مواقع التواصل الاجتماعي. إذن، أين الأمر الجلل؟ أعني أنّ النّاس كانت ربّما لتلومهم إن لم يقوموا بهذه المراقبة».
كما أنّ الأمر لا يقف عند مكتب التحقيقات الفيدرالي، إذ يساعد فريقٌ من وزارة الأمن الداخلي، وقوات الأمن المحلية، بالإضافة إلى عشرات مراكز الدمج على امتداد الولايات المتحدة في تنسيق مشاركة المعلومات الاستخبارية مع وكالات إنفاذ القانون المحلية والحكومية والفيدرالية. وتضمّ جهود المراقبة أيضاً، إلى جانب هذه الكيانات، كثيراً من المتعاقدين الذين يستطيعون مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع وآلي.

عين «غوغل» الراصدة
نعم، شركة «غوغل» تعرف أين أنتم وتستطيع إطلاع الشرطة. من جهة ثانية، ليس عليكم أن تشاركوا شيئاً على مواقع التواصل الاجتماعي لتُستخدم معلوماتكم في التحقيقات، إذ تعتمد قوات الشرطة بشكلٍ متزايد على بيانات الهاتف الخلوي وتقنيات تحديد الموقع الجغرافي في تحقيقاتها. هذا يعني أنّكم إذا كنتم من مستخدمي «غوغل» وتملكون خدمات تحديد الموقع على جهازكم، فإن «غوغل» تستطيع الوصول إلى موقعكم الدقيق.
بعد تلقّيها مذكّرة من الشرطة لتسليم موقع جغرافي، تفعّل الشركة إجراءً داخلياً ثلاثي الخطوات: تعمد أولاً إلى تسليم لائحة بالأجهزة وأختامٍ زمنية تُثبت أنّكم كنتم متواجدين في المنطقة في ذلك الوقت.
ثانياً، تراجع الشرطة اللائحة وتحصر عدد الأسماء التي تريدها قدر الإمكان. وأخيراً، لا تسلّم «غوغل» هويات الأشخاص الموجودين على اللائحة قبل التأكّد من أنّ الشرطة حصرت نطاق طلبها بالشكل الكافي، ومن ثمّ تسلّم الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني المرتبطة بحسابات وأجهزة محدّدة.
وقال الصحافي نيك بينزينستادلر، إنّه وصحافيين آخرين «سعوا لتسليط الضوء على عالم مذكرات الشرطة المجهول للكثيرين، والذي يوسّع حدود الخصوصية والتقنية. وتحتفظ (غوغل) بمئات ملايين السجلات في قواعد بيانات مستخدميها حول العالم، وتستطيع تحديد مواقعهم بدقّة تصل إلى 10 أقدام. وقد عمدت أخيراً الشركة إلى معالجة أكثر من 40 ألف مذكّرة بحث صادرة عن الشرطة الأميركية، وأكثر من ربع هذه المذكرات طلبت تاريخ الموقع الجغرافي المحدّد». وأضاف بينزينستادلر أنّ «الناشطين الداعمين للخصوصية يشعرون بالقلق من هذه الشبكة الافتراضية التي قد تجرّ ملايين الأشخاص غير المذنبين إلى تحقيقات الشرطة. ولكنّ تاريخنا يظهر أنّ هذه المذكرات تساهم في حلّ بعض الجرائم على الأقلّ، وأن عائلات الضحايا يشعرون بالامتنان عندما يحصلون على النتائج».

* «يو إس إي توداي»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»