المشري يتهم الدبيبة بـ«حكم العائلة»

دعا إلى تشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات الليبية

خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
TT

المشري يتهم الدبيبة بـ«حكم العائلة»

خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)

اتهم خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، بالتمسك بالسلطة، وقيادة البلاد عبر ما وصفه بـ«حكم العائلة».
وقال المشري الذي نفى تقديمه أي عرض لرئاسة الحكومة، في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، إن الدبيبة «هو الوحيد من بين 5 أو 6 رؤساء وزراء تولوا الحكم في البلاد، جاء ليبقى»، معتبراً أن «الفائز بالسلطة التنفيذية في (حوار جنيف) استبد بفوزه، والخاسر لم يرضَ بالهزيمة».
ولفت إلى أن «صور زيارات الدبيبة الخارجية تبين وجود أفراد من عائلته فيها»؛ مشيراً إلى «رفضه حكم العائلة وحالات الفساد في الحكومة»، كما اتهم حكومته بـ«أنها لا تعمل على إجراء انتخابات، وتعرف أنها مستهدفة بالتغيير».
وبينما كشف المشري النقاب عن أن الدبيبة «أبلغه بعدم وجود إمكانية لإجراء الانتخابات»، اعتبر أن ما وصفه بـ«مشروع الحكم العسكري في أضعف حالاته الآن»، وقال إن «المسار الدستوري لم يستكمل بسبب شرط مزدوجي الجنسية، وترشح العسكر للرئاسة».
واتهم المشري أيضاً المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بـ«محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة»، قبل أن يمنى بما وصفه «هزيمة نكراء». ورأى أنه «من المستحيل إعادة محاولته».
وأضاف: «الدبيبة لن يرفض تفاهمي مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، إذا كنا اتفقنا على تغيير المناصب السيادية فقط، دون تغيير الحكومة»، داعياً إلى تشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات.
وكشف المشري النقاب عن رفضه الاستجابة لطلب صالح، في اجتماعاتهما الأخيرة بالمغرب عن المناصب السيادية فقط، وقال إنه أبلغه في المقابل أن رغبته في تغيير المناصب السيادية فقط تهدف إلى تقوية حكومة باشاغا الذي اعتبر أنه «أخطأ في تحالفه مع حفتر، وحاول التفاهم بشكل منفرد دون التوافق مع بقية الأطراف».
وتابع: «اتفقت مع عقيلة على أن يرتبط تغيير المناصب السيادية بالتوازي مع إجراء حوار، وفي الوقت نفسه مع تغيير الحكومة. نحن متفقون على كل شيء إلا ترشح العسكر»، ورأى أن تولي فرحات بن قدارة رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، نتيجة لما وصفه بـ«صفقة مشبوهة ومحادثات غير رسمية»، ونقل عن الدبيبة أن قيادة الجيش اختارت بن قدارة، «باعتباره الأفضل من بين 3 مرشحين آخرين».
في المقابل، أبلغ عبد الله بليحق الناطق باسم مجلس النواب وسائل إعلام محلية، إحالة المجلس ملفات 7 مرشحين لمجلس الدولة لتولي المناصب السيادية، وسيتم اختيار 3 منهم قبل نهاية هذا العام.
وكان المشري قد قال خلال مؤتمر صحافي مع صالح في مقر وزارة الخارجية المغربية، مطلع الأسبوع، إنه «لن تحل بداية 2023 إلا وقد توحدت السلطة التنفيذية والمناصب السيادية»، مضيفاً: «اتفقنا على توحيد السلطة التنفيذية والمناصب السيادية في فترة لا تتجاوز حُلول العام المقبل».
من جهته، استغل فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، لقاءه مساء الأحد، مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، لتأكيد أن «المخرج من الأزمة الراهنة هو اجتماع الليبيين لإيجاد حل ليبي، وتوافق وطني بعيداً عن التدخلات الخارجية»، مشيداً بجهود الأمم المتحدة الرامية لمساعدة الأطراف الليبية في تحقيق الأمن والاستقرار وتوحيد مؤسسات البلاد.
بدوره، أعلن ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، بدء زيارة إلى ليبيا تستغرق 5 أيام، للاطّلاع على واقع الاستجابة الصحية الإنسانية للمنظمة، والفرص المتاحة لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ في النظام الصحي الليبي والاستجابة لها.
في شأن مختلف، بحث وزير الحكم المحلي بحكومة «الوحدة» بدر الدين التومي، مع أعيان وحكماء ببلدية الزاوية، تفعيل تنظيم وتنسيق الانتخابات البلدية، وتأكيد تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ومشاركة البلديات في خلق تنمية مستدامة.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».