البنك الدولي يحذّر من تفشي الأوبئة وإصابة مليار شخص سنوياً

75 % من الأمراض المُعدية ناتجة عن الاتصال بين الحيوانات والبشر

مقر البنك الدولي في واشنطن (أرشيفية)
مقر البنك الدولي في واشنطن (أرشيفية)
TT

البنك الدولي يحذّر من تفشي الأوبئة وإصابة مليار شخص سنوياً

مقر البنك الدولي في واشنطن (أرشيفية)
مقر البنك الدولي في واشنطن (أرشيفية)

حذّر تقرير جديد للبنك الدولي من ارتفاع تفشي الأمراض المُعدية بمعدل سنوي متوسط مقداره 6.7% قائلاً إن 75% من الأمراض المُعدية وجميع الأوبئة المعروفة نتجت عن زيادة الاتصال بين الحيوانات والبشر مما يتسبب بإصابة أكثر من مليار إصابة بشرية ومليون حالة وفاة كل عام.
وأوضح التقرير الصادر صباح الاثنين أنه سيتعين على دول العالم الاستمرار في التعامل مع الآثار المدمرة لتفشي وباء «كوفيد - 19»، مشيراً إلى خريطة طريق وحلول قابلة للتنفيذ لإنهاء دورة الأوبئة المدمرة. وقال التقرير إن معدلات تفشي الأمراض المُعدية ارتفعت بشكل كبير منذ عام 1980 وتصاعدت حالات التفشي بصورة كبير منذ العام 2000، وبلغ تفشي الأمراض المُعدية معدلاً سنوياً تجاوز 6.7%، وأرجع التقرير هذا المعدل المرتفع إلى توسع البشر في استنفاد الموارد الطبيعية والتغيير المناخي، وسرعة انتشار الميكروبات الحيوانية في البشر.
وقال التقرير إن الأمراض المُعدية وجميع الأوبئة المعروفة ناتجة عن زيادة الاتصال بين الحيوانات والبشر بنسبة تزيد على 75% مما يتسبب في إصابة أكثر من مليار شخص بهذه الأوبئة سنوياً وحدوث أكثر من مليون حالة وفاة، وتساهم زيادة حركة البضائع وحركة الأشخاص في جميع أنحاء العالم في انتشار الأوبئة المُعدية.
ونصح التقرير بوضع خطة دولية للاستثمار في الصحة وتقليل مخاطر ظهور الأمراض المُعدية. وحث التقرير صانعي السياسات والحكومات والمجتمع الدولي على الاستثمار في خطط وقائية من الأوبئة والابتعاد عن نهج العمل المعتاد القائم على الاحتواء والسيطرة بعد ظهور الوباء أو المرض.
وقدَّر التقرير أن الاستثمار في خطط وقائية لتحسين صحة البشر والنظم البيئية سيكلّف ما بين 10.3 مليار دولار و11.5 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أن إدارة ومكافحة الوباء بعد تفشيه تكلفت 30.1 مليار دولار سنوياً وفقاً لتقديرات فريق العمل المشترك للتمويل والصحة لمجموعة العشرين.
ويؤكد تقرير البنك الدولي أن تكاليف خطط الوقاية لا تمثل سوى ثلث تكلفة المكافحة، وأنها تمثل أقل من 1% مما أنفقه العالم لمواجهة تفشي وباء «كوفيد - 19» في عام 2020 والذي أدى تفشيه إلى تقلص الاقتصاد العالمي بنسبة 4.3% أو ما يعادل 3.6 تريليون دولار من السلع والخدمات المفقودة وتكلفة الاستجابة الصحية.
وشدد التقرير على أهمية أن تضع الدول خططاً وقائية واتخاذ الإجراءات اللازمة وطرح مبادرة «One Health» كنهج عالمي مطلوب لكسر الحلقة المفرغة من الذعر والإهمال ونقص الاستثمار. ووصف التقرير هذه المبادرة بأنها تتطلب تنسيقاً وتواصلاً وتعاوناً أفضل بين القطاعات وتعزيز بناء القدرات، وهو ما يعني إدارة المفاضلة بين التنمية والأهداف الصحية الشاملة وتقاسم التكلفة بشكل أكثر إنصافاً من خلال التنسيق العالمي للسياسات وإجراءات التمويل.
وقال خبراء البنك: «الاستثمار في مبادرة (صحة واحدة One Health) هو استثمار في مستقبل البشرية، وهي مبادرة تضع إطار عمل شاملاً يساعد الحكومات والمنظمات الدولية والجهات المانحة بتوجيه الموارد المالية وتحسين موارد التمويل الشحيحة وتحقيق هدف الوقاية من الأوبئة من خلال تنفيذ فكرة أن الوقاية خير من العلاج».


مقالات ذات صلة

البنك الدولي يوافق على حزمة تمويل بقيمة 1.57 مليار دولار لنيجيريا

الاقتصاد أحد شوارع أبوجا (رويترز)

البنك الدولي يوافق على حزمة تمويل بقيمة 1.57 مليار دولار لنيجيريا

أعلن البنك الدولي، يوم الاثنين، أنه وافق على حزمة تمويل بقيمة 1.57 مليار دولار لنيجيريا، في إطار برنامج جديد لدعم القطاعات الصحية والتعليمية.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
الاقتصاد عمال ملابس يخرجون من أحد المصانع خلال استراحة الغداء في دكا (رويترز)

البنك الدولي يلتزم بتقديم أكثر من ملياري دولار لبنغلاديش

قالت بنغلاديش الثلاثاء إن البنك الدولي تعهد بتقديم أكثر من ملياري دولار من التمويل الجديد في هذا العام المالي لدعم جهود الإصلاح المستمرة بالبلاد

«الشرق الأوسط» (دكا)
الاقتصاد جانب من أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل بالرياض (الشرق الأوسط)

برعاية خادم الحرمين... الرياض تستضيف النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تنظم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

البنك الدولي يرفع توقعات النمو في الهند إلى 7 %

رفع البنك الدولي يوم الثلاثاء توقعاته للنمو الاقتصادي في الهند إلى 7 في المائة للسنة المالية الحالية، من تقدير سابق بلغ 6.6 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد أشخاص يمرون أمام شاشة تعرض خطاب الموازنة لوزيرة المالية نيرمالا سيتارامان في مومباي (رويترز)

«البنك الدولي»: «فخ الدخل المتوسط» يعوق التقدم في 108 دول

أعلن البنك الدولي أن أكثر من 100 بلد - من بينها الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا - تواجه عقبات خطيرة يمكن أن تعوق جهودها لتصبح من البلدان مرتفعة الدخل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
TT

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

شارك الدكتور زهير الحارثي، أمين عام المركز العالمي للحوار (كايسيد)، في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، الذي عُقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وركّز الحارثي خلال مداخلة له على الدور المحوري للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في بناء السلام العالمي، وتعزيز التفاهم المتبادل، كما تطرق إلى التحديات العالمية التي يمكن معالجتها من خلال الحوار البنّاء.

وأكد أهمية التعاون المشترك بين «كايسيد» والأمم المتحدة والمكاتب التابعة لها في نشر ثقافة السلام والحوار بمختلف دول العالم، لا سيما مع تغوّل خطابات التطرف والكراهية ببعض المجتمعات، التي تدفع دائماً نحو مزيد من الصراعات والحروب.

وأوضح الحارثي أن «كايسيد» يهتم بالشراكات الدولية والأممية التي من شأنها تعزيز ونشر السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهو ما يعد أولوية لدى المركز، ونقطة ارتكاز رئيسة في استراتيجياته حيال تحقيق أهدافه ورؤاه الآنية والمستقبلية.

جانب من مشاركة الحارثي في اجتماع مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

وشهد الاجتماع استعراضاً لجهود التحالف في تعزيز وتطوير برامجه ومؤسساته المتنوعة التي تسعى إلى معالجة قضايا التعايش والتفاهم بين الحضارات.

من جانب آخر، بحث الحارثي مع ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، جهود ترسيخ قيم التفاهم المتبادل، وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، كذلك سبل تطوير التعاون المشترك بين «كايسيد» و«التحالف» في مجالات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وناقش الجانبان التحضيرات المتعلقة بالمنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات المقرر عقده في البرتغال، حيث مقر «كايسيد»، الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية بمجال الحوار بين الثقافات ومواجهة التحديات العالمية المشتركة.

كما التقى الحارثي مارتن شونغونغ أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي، وسايت يوسف نائب أمين عام المنظمة الدولية للثقافة التركية، وأنطونيو بيدرو روكي دا فيسيتاكاو أوليفيرا نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والسفير محمد باشاجي الممثل الخاص لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، كلاً على حدة.

وبحث معهم سبل تعزيز التعاون في نشر ثقافة الحوار ومعالجة التحديات العالمية المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية التي تواجه المجتمع الدولي، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.