دراجات كهربائية مطورة بتقنيات مدمجة

تتحول إلى وسيلة نقل مألوفة داخل المدن

دراجات كهربائية مطورة بتقنيات مدمجة
TT

دراجات كهربائية مطورة بتقنيات مدمجة

دراجات كهربائية مطورة بتقنيات مدمجة

تعتبر شركة «فان موف» الهولندية المتخصصة بصناعة الدراجات الكهربائية، التي تستلهم تصاميمها من شركتي «آبل» و«تسلا»، العلامة التجارية الأروع في سوق الدراجات، التي شهدت إعادة هيكلة بفعل الجائحة. فهل تنجح هذه الشركة في رسم مشهدٍ جديد للنقل المدني؟
تصاميم مطورة
أنشأ «فان موف» الهولندية الأخوان تايس وتاكو كارلير اللذان كبرا وعاشا في هولندا. وبفضل تصميمها البسيط والعصري والدمج الذكي للتقنية، قورنت الشركة بتسلا وآبل، وجذبت قاعدة زبائن وفية وسريعة النمو تضم أبرز الخبراء في ميدان النقل الحضري في أوروبا والولايات المتحدة. وكانت مبيعات الدراجات العاملة بالبطارية قد نمت أكثر من ثلاثة أضعاف خلال الجائحة. وفي مقابلة مصورة من مقر الشركة في هولندا، قال تايس كالير: «لقد أردنا تغيير الطريقة التي تعمل بها الدراجة ولكن من منظور تقني».
وهكذا أصبحت الدراجات العاملة بالبطارية التي كان الناس يرونها غير جديرة وباهظة وبشعة، اليوم واحدة من أسرع وسائل النقل المدني نمواً. وبفضل التصاميم المبسطة والسياسات الحكومية التحفيزية وزيادة الوعي بالفوائد البيئية لركوب الدراجة مقارنة بالسيارة، تقدر «فان موف» بأن مبيعات الصناعة ستصل إلى 46 مليار دولار بحلول عام 2026، أي ضعف توقعات ما قبل الجائحة.
وازداد اهتمام المدن بالدراجات، إذ تزدحم طرقات باريس براكبي الدراجات الهوائية الذين يستغلون الممرات الجديدة المخصصة لها وخفض حدود السرعة المسموحة للسيارات، بينما تعمل برلين على بناء «طريق فائق السرعة» للدراجات على امتداد المدينة. وبدورها، سجلت مدينة نيويورك، التي تحتضن أكبر شبكة مدنية للدراجات في البلاد، ارتفاعاً في نسبة راكبي الدراجات الذين باتوا يواجهون صعوبة في العثور على مكان لركن دراجاتهم.
تقنيات مدمجة
عندما أسس الأخوان شركتهما عام 2009 لم تصنع «فان موف» دراجات عاملة بالبطارية، ولم يحصل الاختراق الحقيقي حتى عام 2014 عندما توصلا إلى تصميم أتاح لهما وضع البطارية المكلفة والحساسة داخل إطار الدراجة لحمايتها من المطر والسرقة وغير ذلك من المخاطر.
علاوة على ذلك، ساعد إخفاء البطارية عن الأنظار في تحسين مظهر الدراجة ومنحها تصميماً أكثر بساطة. تتميز دراجات «فان موف» بطراز رياضي ولكنها تتمتع بالعملية والمتانة اللتين تشتهر بهما الدراجات الهولندية عادة، وتتيح للراكب الجلوس بمزيد من الاستقامة والعلو مقارنة بالدراجات التقليدية.
يُباع أحدث إصدارات الدراجة بسعر 3500 دولار، أي أنه مخيف للكثير من الزبائن. ولكن الشركة صرحت بأنها لا تستهدف محبي ركوب الدراجات الهوائية، بل تستهدف مستخدمي وسائل النقل الذين قد يرون في الدراجة العاملة بالبطارية بديلاً جيداً لوسائل النقل العام أو السيارة الخاصة.
تأتي دراجة «فان موف» بثلاثة تروس تتغير أوتوماتيكياً بحسب السرعة، وتستطيع السير لمسافة تصل إلى 145 كلم في الشحنة الواحدة. ويضم المقود زراً للدفع يمنح الراكبين دفعة سرعة تصل إلى 32 كلم في الساعة لصعود تلة أو الانطلاق بسرعة بعد اشتعال إشارات المرور الضوئية. يقول أحد الأخوين كالير إن دراجات «فان موف» تؤدي حوالي 80 في المائة من أعمال راكبي الدراجات الهوائية.
لا تعتمد الشركة الهولندية على طرف ثالث للمبيعات بل تبيع دراجاتها مباشرة عبر موقعها الإلكتروني ومتاجرها المنتشرة في لندن وباريس وميونيخ. وتجدر الإشارة إلى أن «فان موف» تصمم معظم مكونات دراجاتها في مصانعها.
ولأن السرقة تعد واحدة من أكبر مخاوف راكبي الدراجات، فقد زودت الشركة الدراجات بنظام أمني متين يضم متعقب GPS وبرنامج كفالة لتعويض الدراجات التي لا يتم استرجاعها خلال أسبوعين. ولكن تبقى جرائم الدراجات تحدياً بارزاً في المدن الكبرى وقلقا كبيرا للذين يفكرون باقتناء واحدة.
*خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الكشف عن العوامل الوراثية المرتبطة بـ«الانزلاق الغضروفي»

 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
TT

الكشف عن العوامل الوراثية المرتبطة بـ«الانزلاق الغضروفي»

 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)

سلطت دراسة حديثة الضوء على التقدم الكبير في فهم الأسس الجينية للانزلاق الغضروفي القطني، ووجدت 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي، بالإضافة إلى 23 منطقة كانت حُددت سابقاً.

كما توفر الدراسة رؤى جديدة بشأن كيفية تأثير هذه المناطق على بنية القرص الموجود بين الفقرات (القرص الفقري)، والالتهاب، ووظيفة الأعصاب. وتتعلق النتائج الرئيسية بالجينات المرتبطة بالأعصاب، والتي تعزز فهمنا كيفية تسبب الانزلاق الغضروفي في ألم طويل الأمد وتجارب ألم متفاوتة.

الجينات و«الانزلاق الغضروفي»

يعدّ الانزلاق الغضروفي القطني أحد أكثر التغيرات البنيوية شيوعاً في أسفل الظهر، والسبب الأكثر شيوعاً لألم العصب الوركي في الساق، وقد حُقق في عوامل الخطر الوراثية للانزلاق الغضروفي في دراسة دولية قادتها مجموعة بحثية من فلندا.

وحللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Communications» يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، برئاسة يوهانس كيتونين، من وحدة أبحاث الصحة السكانية بكلية الطب والمركز الحيوي في جامعة أولو، البيانات الجينية والصحية لنحو 830 ألف مشارك من بنوك حيوية قوية، مثل «البنك الحيوي الفلندي والإستوني» و«البنك الحيوي البريطاني»، وقيّمت دور مجموعات البيانات الكبيرة في الكشف عن العلاقات الجينية المعقدة. وكان لاكتشاف 5 مناطق جينومية جديدة مرتبطة بحالات أكثر شدة تتطلب الجراحة أهمية كبيرة للتأكيد على إمكانية تصميم التدخلات الطبية.

وحددت الدراسة، بالإضافة إلى ذلك، ارتباطات جديدة بالقرب من الجينات المرتبطة بالجهاز العصبي ووظيفة الأعصاب. وقد أدت النتائج المتعلقة بوظائف الجهاز العصبي إلى زيادة فهمنا العلاقة بين الانزلاق الغضروفي العرضي والألم المنتشر.

جينات الاستعداد الوراثي

وقال فيلي سالو، الباحث في جامعة أولو والمحلل الرئيسي في الدراسة، إنهم وجدوا جينات الاستعداد الوراثي التي يمكنها تفسير إطالة الألم جزئياً وكذلك الاختلافات التي لوحظت سريرياً في الألم الذي يعانيه المرضى.

وهذا ما يساعد في تطوير أساليب إدارة الألم لمرضى الانزلاق الغضروفي الذين يعانون آلاماً شديدة، وبالتالي تحسين نوعية حياتهم، كما يقول المختص في الطب الطبيعي الذي شارك في البحث، جوهاني ماتا، من وحدة أبحاث العلوم الصحية والتكنولوجيا بكلية الطب في جامعة أولو بفنلندا.

و«الانزلاق الغضروفي القطني» هو إصابة للغضروف بين فقرتين من العمود الفقري، وعادة ما يحدث بسبب الإجهاد المفرط أو صدمة للعمود الفقري، ويعدّ من أكثر التغيرات البنيوية شيوعاً في أسفل الظهر، كما أنه السبب الأكثر شيوعاً لـ«الألم المنتشر» الذي يسمى «عرق النسا»؛ إذ يحدث «الألم المنتشر» بسبب تهيج الأعصاب الذي يحدث بسبب ضيق العصب الناجم عن الانزلاق، وخصوصاً بسبب زيادة العوامل الالتهابية في منطقة الانزلاق الغضروفي.

والانزلاق الغضروفي شائع جداً حتى لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض. ويزداد تكراره مع تقدم العمر، ويسبب أعراضاً لبعض الأشخاص فقط عندما يهيج العصب؛ فالعوامل المرتبطة بتطور الانزلاق الغضروفي معروفة نسبياً، لكن التحقيق في خلفيتها الوراثية لم يحظ باهتمام كبير.

التنبؤ بالإعاقة والألم بعد الجراحة

ووفقاً لدراسة نُشرت في 7 فبراير (شباط) 2024 بمجلة «JAMA»، وقادها بيورنار بيرج، من «مركز صحة الجهاز العضلي الهيكلي الذكي» بكلية العلوم الصحية في جامعة أوسلو النرويجية، فقد طور بيرج وزملاؤه نماذج التنبؤ بالإعاقة والألم بعد 12 شهراً من جراحة الانزلاق الغضروفي القطني، وأكدوا صحة هذه النماذج.

كما أكدت الدراسة على إمكانات التعلم الآلي في تعزيز عملية اتخاذ القرار السريري وإرشاد المرضى فيما يتعلق بنتائج جراحة الانزلاق الغضروفي القطني، فقد استخدم البحث مجموعة بيانات شاملة من السجل النرويجي لجراحة العمود الفقري، وحلل أكثر من 22 ألفاً و700 حالة لتطوير نماذج التنبؤ بالإعاقة والألم بعد الجراحة.

واكتشف الباحثون أن معدلات عدم نجاح العلاج كانت على النحو التالي: 33 في المائة للحالات التي قيست باستخدام «مؤشر أوزويستري للإعاقة (ODI)»، و27 في المائة للحالات التي قيست باستخدام «مقياس التصنيف العددي (NRS)» لألم الظهر، و31 في المائة للحالات التي قيست باستخدام المقياس نفسه؛ أي «مقياس التصنيف العددي لألم الساق».

وهذا يشير إلى أن نسبة كبيرة من المرضى لم يحققوا نتائج ناجحة في تقليل الإعاقة أو تخفيف الألم بعد جراحة الانزلاق الغضروفي القطني.

دعم التشخيصات

و«مؤشر أوزويستري للإعاقة Oswestry Disability Index (ODI)» مشتق من استبيان لآلام أسفل الظهر يستخدمه الأطباء والباحثون لقياس الإعاقة الناجمة عن آلام أسفل الظهر ونوعية الحياة. و«أوزويستري» مدينة تاريخية في شروبشاير بإنجلترا.

أما «مقياس التقييم الرقمي (NRS) Numeric Rating Scale» فيقيس مستوى الألم من 0 إلى 10 (حيث يشير 0 إلى عدم وجود ألم، و10 إلى ألم شديد).

ويشير استخدام البيانات قبل الجراحة بوصفها متنبئات إلى أنه يمكن دمج هذه النماذج في سير العمل السريري عبر أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية، مما يدعم «التشخيصات الشخصية» ويساعد في اتخاذ القرارات المشتركة للجراحة.

ويؤكد المؤلفون على الحاجة إلى مزيد من التحقق الخارجي بسجلات جراحة العمود الفقري الأخرى؛ لتوسيع نطاق التطبيق. كما يمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو الطب الدقيق في جراحة العمود الفقري، مما قد يحسن نتائج المرضى ويحسن التخطيط الجراحي.