«نور الرياض» في الوادي والمدينة

القيّمة الفنية جمانا غوث: نصيحتنا للفنانين أن يتركوا العنان لأحلامهم

من الأعمال التي عرضت في «نور الرياض» العام الماضي (رويترز)
من الأعمال التي عرضت في «نور الرياض» العام الماضي (رويترز)
TT

«نور الرياض» في الوادي والمدينة

من الأعمال التي عرضت في «نور الرياض» العام الماضي (رويترز)
من الأعمال التي عرضت في «نور الرياض» العام الماضي (رويترز)

تنطلق النسخة الثانية من «احتفالية نور الرياض 2022»، تحت شعار «نحلم بآفاق جديدة»، خلال الفترة من 3 إلى 19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لمدة 17 يوماً، بمشاركة أكثر من 100 فنان من كبار الفنانين المعاصرين، ينتمون لأكثر من 40 دولة حول العالم، يشكّل الفنانون السعوديون 34 في المائة من بينهم.
الحديث عن مشاركات الفنانين السعوديين يأخذنا للقيمة الفنية جمانا غوث التي تحدثت مع «الشرق الأوسط» عن الاحتفالية الضخمة التي تعود للرياض بعد دورة أولى ناجحة. بدايةً تتناول القيمة عنوان الاحتفالية «نحلم بآفاق جديدة»، ترى في العنوان معاني مختلفة، تنظر لكلمة الآفاق من منظور النور، ولكنها أيضاً تترجمها لتصبح «التقنيات الحديثة». وتتابع: «أعتقد أن الفنانين المشاركين هذا العام يتعاملون مع العنوان بطرق مختلفة». تعرج على أهمية العنوان في المشهد الفني السعودي: «أعتقد أن العنوان ينطبق بشكل كبير على الفنانين هنا، لأننا في عالم الفن نمر بمرحلة تغيير هائلة. الفنانون في العالم يصارعون للحصول على الدعم المالي، بينما نحصل هنا على دعم حكومي للمؤسسات الفنية. يشعر الفنان السعودي بهذا التغيير السريع».

من الأعمال التي عرضت في النسخة الأولى لـ«نور الرياض» للفنانة مروة المقيط (رياض آرت)

يشارك في «نور الرياض» طيف واسع من الفنانين من المنطقة ومن العالم، العدد الكلي هو 82 فناناً، منهم 25 فناناً من السعودية، منهم: راشد الشعشعي وعمر عبد الجواد وعبد الله العثمان.
قدم مهرجان «نور الرياض»، العام الماضي، لوحات ضوئية مبهرة انعكست على بنايات مهمة، مثل «قصر سلوى الأثري»، وبعضها عرض على واجهات عمارات، والبعض الآخر عرض في أماكن أضيق وفي مساحات أقل، ما الذي يجب أن يتوقعه الزائر لـ«نور الرياض» هذا العام؟ تجيب: «العروض تختلف في مساحاتها وأحجامها. على سبيل المثال هناك عمل للفنانة السعودية بشائر الهوساوي عبارة عن مجسمات لثمرة الليمون نثرتها في موقع وادي حنيفة، تُعتبر صغيرة بالمقارنة مع عمل ضخم للفنان راشد الشعشعي، يبلغ ارتفاعه نحو 32 متراً، أو عمل الفنان عمر عبد الجواد الذي يبلغ طوله 9 أمتار، ثم لدينا الأعمال المنعكسة على واجهات ضخمة، وأساسي في كل تلك الأعمال هو «النور». سيكون أمام المشاهد أعمال كثرة ليراها، بعضها يستعمل التكنولوجيا الغامرة، مثل عمل للفنانة سارة عبد الله الذي يمكن للزائر الدخول فيه. أما الفنان مهند شونو فقد استخدم لعرض أعماله بناية كاملة بطوابقها المختلفة، حيث يأخذ الزائر معه في رحلة تبدأ من الطابق الأرضي، وصولاً للسطح».
بعض الفنانين اختاروا الأماكن التي يريدون عرض أعمالهم فيها، كما تشير: «أعتقد أن (نور الرياض) له أماكن خصصت للمهرجان، وهناك أيضاً مساحات أصغر، مثل حديقة الملك عبد الله أو حي جاكس حيث تتجمع أغلب الأعمال، ولكن هناك أعمال أخرى تتناثر في أنحاء الوديان والمستودعات الصناعية». تؤكد على نقطة مهمة، وهي أنه في بعض الحالات يتعامل الفنانون مع مكان بعينه «بعض الأعمال تكتسب معناها من المكان، وإذا أخرجناها منه فلن يكون لها معنى واضح».

عمل للفنان أنجيلو بونيلو في النسخة الأولى من «نور الرياض» (رياض آرت)

توضح أن الفنانين لهم الاختيار في تحديد حجم العمل: «لا توجد حدود. هناك بالطبع عوامل كثيرة يجب وضعها في الحسبان، مثل الموقع والميزانية المخصصة، ولكن نصيحتنا للفنانين كانت أن يتركوا العنان لأحلامهم».
أسألها عن كيفية التأكد من أن الأعمال ستظهر بالشكل المطلوب إذا أخذنا في الاعتبار أن اليوم الأول للمهرجان يمثل المرة الأولى التي سيرى فيها الفنانون أعمالهم، خصوصاً تلك الموضوعة في أماكن عامة واضحة للعيان، تجيب: «هناك مخاطرة بالطبع، ولكننا محملون بالثقة والإيمان. نحن نعتمد على الرسومات والاسكتشات، ولكن النتيجة النهائية ستكون مفاجأة لنا كلنا، سيتضح الأمر عندما نبدأ».
عن الفنانين السعوديين المشاركين هناك من شارك في النسخة الأولى من المهرجان، مثل راشد الشعشعي وعبد الله العثمان وناصر السالم، بعضهم سيشارك في المهرجان، والبعض الآخر سيشارك في المعرض المصاحب للمهرجان، وهو تحت عنوان «من الشعاع إلى الشغف».
عن المشكلات التقنية التي قد تكون واجهت الفنانين والقائمين على المهرجان تقول: «اضطر كثير من الفنانين أن يقلصوا أحجام أعمالهم بسبب المواقع التي سيعرضون فيها، وهناك بعض الأمور التي ظهرت هنا وهناك، ولكن ذلك كله جزء من المتعة والتحدي، وكان علينا أن نتعامل بسرعة مع التطورات».
«احتفالية نور الرياض» تقدّم تجارب إبداعية مختلفة في 40 موقعاً تتوزع في مختلف أرجاء العاصمة، تشتمل على أعمال فنية متنوّعة بوسائل الضوء الإبداعي، ومجسمات ضوئية، وأكثر من 500 فعالية مختلفة، تضم ندوات فنيّة وثقافية، وورش عمل يقدّمها خبراء في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
TT

طاهي وودي آلن وزوجته يستنجد بالقضاء بعد طرده

وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)
وودي آلن وزوجته مُتهمان بإذلال الطاهي (أ.ب)

رفع الطاهي الشخصي السابق للمخرج الأميركي الشهير وودي آلن، دعوى قضائية ضدَّه، مفادها أنّ الفنان وزوجته أقالاه بسبب خدمته في قوات الاحتياط الأميركية، وسط إثارة تساؤلات حول راتبه، قبل أن «يزيدا الأمر سوءاً» بالقول إنّ طعامه لا يعجبهما.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن الطاهي هيرمي فاجاردو، قوله في شكوى مدنيّة رُفعت في محكمة مانهاتن الفيدرالية، إنّ آلن وزوجته سون-يي بريفين «قرّرا ببساطة أنّ المُحترف العسكري الذي أراد أن يتقاضى أجراً عادلاً لم يكن مناسباً للعمل في منزلهما».

تقول الشكوى إن آلن وبريفين عرفا أنّ فاجاردو سيحتاج إلى إجازة للتدريبات العسكرية عندما وظّفاه طاهياً بدوام كامل في يونيو (حزيران) الماضي براتب سنوي مقداره 85 ألف دولار. لكنّهما فصلاه في الشهر التالي، بعد مدّة قصيرة من عودته من تدريب استمر يوماً أطول من المتوقَّع. وأوردت الشكوى أنه عندما عاد فاجاردو إلى العمل «قابله المدَّعى عليهما بالعداء الفوري والاستياء الواضح».

أثار فاجاردو في ذلك الوقت مخاوفَ بشأن راتبه؛ أولاً لأنّ ربّ عمله لم يخصم الضرائب بشكل صحيح، ولم يقدّم شهادة راتب، بالإضافة إلى تقليل راتبه بمقدار 300 دولار، وفقاً للشكوى.

واتّهمت الدعوى آلن وبريفين والمديرة باميلا ستيغماير، بانتهاك قانون حقوق التوظيف وإعادة التوظيف للخدمات الفيدرالية الموحَّدة وقانون العمل في نيويورك، وأيضاً بالتسبُّب في إذلال فاجاردو وإرهاقه وخسارته قِسماً من أرباحه.

وقال فاجاردو إنه عُيِّن بعد إغداق المديح عليه لإعداده وجبةً من الدجاج المشوي والمعكرونة وكعكة الشوكولاته وفطيرة التفاح للمدَّعى عليهما وضيفين آخرين، ولم يُقَل له إنّ طهيه لم يكن على مستوى جيّد إلا بعدما أقالته بريفين.