المبعوث الأممي للسودان يؤكد «قرب نهاية الأزمة»

فولكر: البلد لا يملك رفاهية المناورات السياسية

جانب من «موكب 21 أكتوبر» في الخرطوم المطالب بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من «موكب 21 أكتوبر» في الخرطوم المطالب بالحكم المدني (أ.ف.ب)
TT

المبعوث الأممي للسودان يؤكد «قرب نهاية الأزمة»

جانب من «موكب 21 أكتوبر» في الخرطوم المطالب بالحكم المدني (أ.ف.ب)
جانب من «موكب 21 أكتوبر» في الخرطوم المطالب بالحكم المدني (أ.ف.ب)

تتسارع وتيرة الأحداث في المشهد السياسي في السودان، وتمضي في مسارين متقاربين، حيث تنشط وساطة دولية وإقليمية في الدفع باتجاه إنجاح العملية السياسية بين العسكريين والمدنيين، عبر التفاوض المباشر وغير المباشر للوصول إلى تسوية سياسية تحل الأزمة في وقت وجيز، وفي ذات الوقت ينتظم في الشارع حراك احتجاجي واسع مع ذكرى ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1964، ما يشكل المزيد من الضغوط للتوصل إلى تشكيل حكومة مدنية.
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان «يونيتامس»، فولكر بيرتس، أن البعثة تعمل بلا هوادة لإعادة مسار الانتقال الديمقراطي المدني منذ إجراءات 25 من أكتوبر الماضي التي أعلنها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان. وقال بيرتس في تغريدة على «توتير» إن الزخم الذي شهدناه في الأسابيع الماضية علامة على أن نهاية الأزمة قد بدأت تلوح أخيراً في الأفق، لكن المحافظة عليها تحتاج إلى تماسك وتوسع التحالفات السياسية دون استبعاد أي طرف من اتخاذ القرارات الرئيسية. ودعا، في أول نشرة صحافية للبعثة، الفاعلين السياسيين إلى ترك خلافاتهم جانباً، والتركيز على الوصول إلى حل مقبول ودائم، مشيراً إلى أن السودان لا يملك رفاهية ألعاب الخاسر الصفري والمناورات السياسية.
وقال بعد عام من إجراءات أكتوبر 2021 لا يزال السودان في حالة اضطراب وتدهور في الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتصاعد العنف بشكل متكرر على مستوى المجتمع، والاحتجاجات الشعبية المستمرة. وأضاف أن نتيجة المشاورات التي قادتها البعثة مع الأطراف السودانية المختلفة، الجارية حالياً، كشفت عن بعض نقاط الخلاف، وتوافق واسع أيضاً في حاجة إلى إعطاء الأولوية لتشكيل حكومة انتقالية مقبولة. وقال إن إعلان الجيش الانسحاب من الحياة السياسية في يوليو (تموز) الماضي، أعطى ديناميكية جديدة بين القوى السياسية، وكثف الحوار والتواصل وبدأت الجهات السياسية الفاعلة المتنوعة في الالتحام حول مسودة الدستور المطروحة من نقابة المحامين.
وأشار بيرتس إلى أن هذا التحالف الواسع للفاعلين السياسيين عمل على توسيع الإجماع حول المسودة، ومعالجة القضايا المتبقية في النص وصياغة إعلان سياسي يمهد للمفاوضات مع قيادة الجيش. وأكد أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية «إيقاد» على استعداد لدعم العسكريين والمدنيين للتوصل إلى اتفاق يبدأ فترة انتقالية أكثر استدامة مع حكومة انتقالية بقيادة مدنية تتمتع بالمصداقية والقبول ومستعدة لمعالجة التحديات المختلفة التي تواجهها البلاد. وقال رئيس البعثة الأممية إن خنق أصوات الشباب يشكل التهديد الأكبر لاحتمال التوصل إلى التسوية.
وحث بيرتس السلطات الأمنية على التصرف بمسؤولية والامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين وحماية حق المواطنين في ممارسة حريتهم في التعبير والتظاهر والمعارضة السلمية. وأشار إلى أن هذه اللحظة ستكون اختباراً لإرادة وقيادة المكونين العسكري والمدني، قائلاً لقد حان الوقت للجميع للارتقاء فوق المكاسب السياسية الضيقة، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب السوداني المشروعة في الحرية والسلام والعدالة.
ومن جهة ثانية قال رئيس البعثة الأممية إن إجراءات 25 أكتوبر 2021 عطلت عملية إعفاء ديون السودان الخارجية البالغة 56 مليار دولار، التي كانت من أبرز إنجازات الحكومة الانتقالية السابقة، كما جمد نشاط منتدى الشراكة السوداني الذي انطلق في سبتمبر (أيلول) العام الماضي بدعم من البعثة لتخطيط وتنسيق المساعدات الإنمائية الدولية. وأكد بيرتس أن الآلية الثلاثية الأممية محايدة ولا تنحاز لطرف من الأطراف، وهدفها المشترك إنهاء المأزق ومساعدة السودان على العودة لطريق التحول الديمقراطي.
وكان تحالف المعارضة «الحرية والتغيير» قد أوضح في وقت سابق أنه لم يتوصل إلى مسودة اتفاق مشتركة مع المكون العسكري، وجدد موقفه في استعادة الانتقال الديمقراطي وتأسيس مؤسسات حكم دستورية مدنية. وأكد التحالف أنه سيبادر بشفافية الكشف عن اتفاق يقوم بإعداده أو يعرض عليه في إطار العملية السياسية لحل الأزمة. ويرى التحالف أن الترتيبات الدستورية الانتقالية يجب أن تأتي في مصفوفة محددة المواقيت، تشمل السلطة المدنية الكاملة، وإجراء إصلاح أمني شامل يؤدي إلى جيش قومي مهني موحد، وتحقيق العدالة الانتقالية وإنصاف الضحايا. وكان المكون العسكري قد وافق على مسودة دستور نقابة المحامين كأساس للترتيبات الدستورية، لكنه أبدى بعض التحفظات على بنودها.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

المبعوث الأميركي: المنظمات الإنسانية قلقة إزاء منع مفوضية العون الإنساني بالسودان تسليم المساعدات

أطفال سودانيون يتناولون الطعام بمسجد في أم درمان (أ.ف.ب)
أطفال سودانيون يتناولون الطعام بمسجد في أم درمان (أ.ف.ب)
TT

المبعوث الأميركي: المنظمات الإنسانية قلقة إزاء منع مفوضية العون الإنساني بالسودان تسليم المساعدات

أطفال سودانيون يتناولون الطعام بمسجد في أم درمان (أ.ف.ب)
أطفال سودانيون يتناولون الطعام بمسجد في أم درمان (أ.ف.ب)

قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو، يوم الثلاثاء، إن العاملين في المجال الإنساني يشعرون بقلق عميق إزاء استمرار مفوضية العون الإنساني في السودان في منع تسليم مساعدات الإغاثة الطارئة لجميع أنحاء البلاد.

وأضاف بيريلو على منصة «إكس» أن المفوضية التابعة للقوات المسلحة السودانية منعت في الفترة من أغسطس (آب) حتى أكتوبر (تشرين الأول) 520 شاحنة إغاثة إنسانية من أصل 550 من مغادرة بورتسودان لتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة إلى الولايات في جميع أنحاء السودان.

وتابع قائلاً «ونتيجة لذلك، لم يتلق 6.4 مليون شخص الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى الطارئة في وسط وجنوب السودان».

وحث المبعوث الأميركي مجلس السيادة الانتقالي على إصدار توجيهات إلى المفوضية للسماح بخروج المساعدات من بورتسودان والوصول إلى الناس في جميع أنحاء السودان.