رؤساء العراق في العهد الجمهوري

عبد السلام عارف  -  صدام حسين  -  جلال طالباني
عبد السلام عارف - صدام حسين - جلال طالباني
TT

رؤساء العراق في العهد الجمهوري

عبد السلام عارف  -  صدام حسين  -  جلال طالباني
عبد السلام عارف - صدام حسين - جلال طالباني

بعد 38 سنة من الحكم الملكي الذي بدأ عام 1921 بتتويج الملك فيصل الأول، تحوَّل العراق إلى النظام الجمهوري صبيحة 14 يوليو (تموز) 1958. المفارقة أن العهد الجمهوري بدأ دون رئيس جمهورية، إنما عبر «مجلس سيادة» كان قد تألّف من 3 شخصيات هي: نجيب الربيعي (سني)، ومحمد مهدي كبّة (شيعي)، وخالد النقشبندي (كردي سني)، ليتولى هذا المجلس مهامّ رئيس الجمهورية.
غير أنه من الناحية الفعلية، كان قائد انقلاب 14 يوليو (تموز) 1958 عبد الكريم قاسم، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، هو الحاكم الفعلي للبلاد. ففي العراق من يتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة يصبح هو الحاكم الفعلي، وهو ما يلاحَظ، اليوم، في العهد الجمهوري الثاني الذي بدأ بعد عام 2003 بسقوط نظام صدام حسين على يد القوات الأميركية. فمع أن 5 شخصيات تولّت منصب رئيس الجمهورية بعد إسقاط النظام العراقي السابق، فإن السلطة الفعلية بقيت بيد رئيس الوزراء الذي يتولى في الوقت نفسه منصب القائد العام للقوات المسلحة طبقاً للدستور. والدستور العراقي نفسه، الذي جرى التصويت عليه عام 2005، أعطى رئيسَ الجمهورية مهمة حماية الدستور والسهر على تطبيقه، لكنه جرّده من معظم الصلاحيات التي تمكِّنه من حماية الدستور.
رؤساء العراق في العهد الجمهوري كان أوّلهم عبد السلام محمد عارف، الذي أنهى حكم زميله وصديقه عبد الكريم قاسم في انقلاب 8 فبراير (شباط) عام 1963، كان عسكرياً برتبة مشير؛ وهي أعلى رتبة في المؤسسة العسكرية العراقية آنذاك. ولقد شغل عبد السلام عارف منصب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة معاً. وبذا أصبحت السلطات كلها بيديه، بحيث أصبح رئيس الوزراء موظفاً عنده وإن كان بدرجة رفيعة.
بعد عبد السلام عارف، الذي قُتل بحادث سقوط طائرته عام 1966، جاء شقيقه الأكبر عبد الرحمن عارف الذي كان يحمل رتبة فريق. وخلال حكم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي بدأ عام 1968، تولّى عسكري محترف آخر هو أحمد حسن البكر منصب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة. وحتى صدام حسين، الذي جاء بعد البكر، منح نفسه - وهو المدني - أعلى رتبة في الجيش العراقي؛ وهي الرتبة التي كان يحملها البكر (مهيب ركن) كي يسيطر على كل مقاليد الأمور في الدولة.
ولكن، بعد عام 2003 تغيّر الأمر تماماً. فمناصب الرئاسات الثلاث جرى توزيعها حسب المكوّنات الرئيسة الثلاثة (الشيعة والسنة والكرد) لكن بمضامين مختلفة. فمنصب رئيس الوزراء الذي أُنيطت به مهمة قيادة القوات المسلحة أصبح من حصة الشيعة بوصفهم المكوّن السكاني الأكبر في البلاد، ومن ثم فإن المنصب التنفيذي الأول (رئاسة الوزراء) أصبح من حصتهم. أما منصب رئيس الجمهورية ذي المهام التشريفاتية الرمزية فقد أصبح من حصة الكرد، ما عدا الفترة الانتقالية، في حين صارت رئاسة البرلمان حصة العرب السنة.
الحاكم المدني الأميركي بول بريمر (2003 ـ 2004)، كان يدير الأمور فعلياً في العراق بسلطات مطلقة منحه إياها الرئيس الأميركي (آنذاك) جورج بوش الابن، بينما يديرها شكلياً ما سُمّي في حينه «مجلس الحكم». ولقد تولى غازي الياور (أحد شيوخ قبيلة شمذر) منصب أول رئيس جمهورية انتقالي بعد سقوط حكم صدام حسين. هذه الفترة الانتقالية التي أمضاها الياور رئيساً للعراق بلا أية صلاحية، لم تتعدّ السنة الواحدة. وخلال تلك السنة (2004 ـ 2005)، حين لم يكن هناك برلمان، أُوكلت كل السلطات التشريعية والتنفيذية إلى أول رئيس وزراء بعد التغيير هو الدكتور إياد علاوي.
وفي عام 2005 حين أُجريت الانتخابات وانتُخب أول برلمان، سُمّي جلال طالباني أول رئيس منتخب للعراق لدورتين. وبعد انتهاء ولاية جلال طالباني (تُوفي قبل نهاية ولايته) انتُخب زميله في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» فؤاد معصوم رئيساً (2014 ـ 2018). وكان معصوم قد تنافس مع الرئيس السابق الدكتور برهم صالح، ولقد فاز معصوم بالتصويت داخل كتلة التحالف الكردستاني، قبل توزع الحزبين الكرديين على كتلتين.
وفي عام 2018 فاز الدكتور صالح، على مرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني» فؤاد حسين. وفي تلك الفترة كان الرئيس الحالي الدكتور عبد اللطيف رشيد قد طرح نفسه مرشحاً مستقلاً، لكن الجولة حُسمت لصالح.
وأخيراً، عام 2022، مع اشتداد الخلاف بين الحزبين الكرديين، وبروز الخلاف الشخصي بين برهم صالح ومسعود، طرح عبد اللطيف رشيد نفسه مرشحاً مستقلاً ليظفر في نهاية المطاف بالمنصب، ليكون بذلك الرئيس الخامس، والكردي الرابع الذي يتولى رمزياً أعلى منصب في الدولة العراقية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

والدة الطفل السوري الذي أشعل مقتله الثورة: أتمنى أن يذوق الأسد ما عشته

أطفال سوريون يحملون صور حمزة الخطيب (أرشيف - رويترز)
أطفال سوريون يحملون صور حمزة الخطيب (أرشيف - رويترز)
TT

والدة الطفل السوري الذي أشعل مقتله الثورة: أتمنى أن يذوق الأسد ما عشته

أطفال سوريون يحملون صور حمزة الخطيب (أرشيف - رويترز)
أطفال سوريون يحملون صور حمزة الخطيب (أرشيف - رويترز)

علّقت والدة الطفل السوري حمزة الخطيب الذي أشعل مقتله الثورة في عام 2011، على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بقولها إنها تتمنّى أن يدفع ثمن أفعاله ويعيش ما عاشته.

وفي 21 مايو (أيار) 2011، تمّ تسليم جثة الخطيب الذي كان يبلغ من العمر 13 عاماً، معذّبة ومشوّهة إلى عائلته، بعد أسابيع من اعتقاله في مظاهرة مناهضة للحكومة.

وأثارت وفاته، بالإضافة إلى تعذيب أطفال ومراهقين آخرين لكتابتهم شعارات مناهضة للأسد، احتجاجات واسعة النطاق وقمعاً قاسياً من قِبل القوات الحكومية.

وبعد الإطاحة بالأسد، لم تتمكّن والدة الخطيب من الاحتفال، إذ إنها تلقت صوراً ووثائق تم العثور عليها في سجن صيدنايا سيئ السمعة، تؤكد أن شقيق حمزة الأكبر عمر الذي اعتقلته الشرطة أيضاً في عام 2019؛ تُوفي في أثناء الاحتجاز.

وقالت والدة الصبيين، سميرة، لشبكة «بي بي سي» البريطانية، وهي ترتجف حزناً، إنها كانت تنتظر خروج عمر من السجن.

وقالت: «كنت أفكر أنه ربما سيأتي اليوم أو غداً. واليوم، تلقيت خبر وفاته في أثناء الاحتجاز».

وقالت سميرة إنها تتمنى أن يعيش الأسد ما عاشته.

وأضافت: «آمل أن يدفع الثمن، وأن ينتقم الله منه ومن أبنائه».

وسقط نظام الأسد بعد هجوم خاطف شنته فصائل المعارضة المسلحة وانتهى بدخولها دمشق، ليُطوى بذلك نصف قرن من هيمنة عائلة الأسد على سوريا.

وبعد الإطاحة ببشار، تمّ إطلاق سراح آلاف الأشخاص من سجن صيدنايا الذي يقع على بُعد 30 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، ولُقب بـ«المسلخ البشري»، ويُعتقد أنه كان يُستخدم بشكل رئيس لاحتجاز المعتقلين السياسيين والمعارضين.

وأسفر الصراع في سوريا الذي بدأ عام 2011 عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وشهد تعرّض بعض المدن للقصف حتى أصبحت كومة من الركام، وهجر السكان إلى مساحات شاسعة من المناطق الريفية، وتضرر الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية.