بعد أسبوع واحد من نشر ورقة بحثية في 13 يناير (كانون الثاني) 2020، كانت تروج لعلاج محتمل لجميع سلالات الإنفلونزا المعروفة، باستخدام مركب مصدره بروتين «فاكهة الموز»، تم الإعلان عن أول حالة مصابة بفيروس «كورونا المستجد».
وقبل أن يتحول الفيروس إلى جائحة، قام الفريق البحثي من جامعة ميشيغان الأميركية، بالتحقق من أن علاجهم المحتمل فعّال أيضاً مع الفيروس الجديد، وبعد أن توقف عملهم مؤقتاً بسبب قيود الحركة التي نفذتها السلطات إثر إعلان الفيروس جائحة صحية، عادوا وتحققوا بمزيد من التجارب، وعلى أكثر من متغير من الفيروس، ليثبتوا أن علاجهم المحتمل قد يكون أداة في الحرب، ليس على «كورونا المستجد» فقط، ولكن على كل عائلة فيروس «كورونا»، بما فيها فيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» (ميرس)، ونشروا نتائجهم الجديدة في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بدورية «سيل ريبورتيز ميدسين».
ويقول ديفيد ماركوفيتز، أستاذ الطب الباطني بقسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ميشيغان، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «كنا نظن بعد نشر دراستنا عن الإنفلونزا أن (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) ستكون الهدف الأكبر لنا، بسبب معدل الوفيات المرتفع الذي تسببه الإصابة بالفيروس، ولكن جاءت جائحة (كورونا المستجد)، لتغير بوصلة اهتمامنا».
واهتم الفريق البحثي بعد الجائحة بدراسة فاعلية العلاج المحتمل الجديد المعتمد على مركب «H84T» المشتق من بروتين الموز، مع «كورونا المستجد» بمتغيراته المختلفة، كما درسوا فعاليته أيضاً مع جميع فيروسات «كورونا» المعروف أنها تصيب الإنسان، بما فيها «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية».
ويُشتق هذا المركب من «الليكتين» (بروتين رابط للكربوهيدرات) المعزول من فاكهة الموز. ووجد الباحثون أنه يحقق قدراته الرائعة في منع الفيروسات من خلال الارتباط بـ«الجليكانات عالية المانوز»، والسكريات الموجودة على سطح الفيروسات، وبعد الارتباط لا يستطيع الفيروس دخول الخلايا لإصابتها.
إنفوغراف يلخص آلية ارتباط المركب المستخرج من بروتين الموز بالبروتين السطحي للفيروس (الفريق البحثي)
وباستخدام الفحص المجهري للقوة الذرية والطرق ذات الصلة، أكد الفريق أن المركب «H84T» يطور روابط قوية متعددة مع البروتين السطحي للفيروس (بروتين «سبايك»)، وهو ما يفسر على الأرجح سبب صعوبة مقاومة فيروس «كورونا» لـ«الليكتين».
وعلى الرغم من قدرتها المضادة للفيروسات، فقد تجنبت الأبحاث السابقة «الليكتينات» كعلاجات محتملة؛ لأنها بروتينات يمكنها تحفيز جهاز المناعة بطريقة قد تكون ضارة، غير أن الباحثين قالوا إنهم قاموا بتعديل مركب «H84T» المستخرج من «الليكتين»، لإزالة هذا التأثير، ولم تظهر أي آثار ضارة في النماذج الحيوانية التي تم إجراء التجارب عليها.
ويحمل العلاج المحتمل، وفق الدراسة، نتائج مبشّرة للغاية، تجعله يفوق العلاجات الحالية، إضافة إلى أنه فعّال ضد جميع أنواع فيروس «كورونا»، وكذلك فيروسات الإنفلونزا.
والعلاجات الحالية، بما في ذلك «ريميدسفير» و«باكسلوفيد» والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، تتمتع بمستويات مختلفة من الفاعلية، وقد ثبت أن العديد منها أقل فاعلية مع استمرار تطور الفيروس، لذلك فإن العلاج المحتمل الجديد، قد يكون أداة أكثر فاعلية، وفق ديفيد ماركوفيتز، الأستاذ بقسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ميشيغان، الباحث الرئيسي بالدراسة.
ويقول ماركوفيتز في تقرير نشره أمس الموقع الإلكتروني للجامعة، إن «العلاج الجديد يمكن تقديمه في صورة رذاذ أو قطرات أنف يمكن استخدامها لمنع أو علاج عدوى فيروس (كورونا) والإنفلونزا في الأوقات الموسمية والوبائية، كما آمل لاحقاً في دراسة استخدامه ضد السرطان؛ لأن الخلايا السرطانية، مثل الفيروسات، تحتوي أيضاً على نسبة عالية من (الجليكانات المانوز) على أسطحها».