كيف يمكن أن تساعد ذبابة الفاكهة في فهم سرطان البشر؟

بعد اكتشاف بروتين في الحشرة يشبه نظيره لدى الإنسان

ذبابة الفاكهة
ذبابة الفاكهة
TT

كيف يمكن أن تساعد ذبابة الفاكهة في فهم سرطان البشر؟

ذبابة الفاكهة
ذبابة الفاكهة

اكتسب العلماء في سنغافورة وإسبانيا رؤى جديدة حول نشاط بروتين مثبط للورم في ذباب الفاكهة، يمكن أن يساعد في فهم بعض أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان، وقد تقود في النهاية نحو علاجات جديدة للسرطان والوقاية منه.
وخلال الدراسة المنشورة في دورية «بلوس بيولوجي» أمس (الأربعاء)، تعاون علماء كلية «ديوك - نوس» الطبية بجامعة سنغافورة الوطنية، مع زملائهم من معهد برشلونة للعلوم والتكنولوجيا، ومعهد الجينوم في سنغافورة، للتحقيق في بروتين مانع للورم البشري يسمى «بارافيبرومين»، حيث تمنع الأنشطة العادية لهذا البروتين نمو الأورام، ولكن تم ربط أوجه القصور في هذا البروتين بالكثير من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطانات الفك والثدي والمعدة والقولون والمستقيم والرئة، وحتى الآن، ظل الدور الدقيق للبروتين في الصحة والمرض في الجهاز العصبي غير معروف.
وفي محاولة لفهم المزيد عن هذا البروتين، لجأ الباحثون إلى ذباب الفاكهة، فعلى الرغم من أنه يبدو مختلفاً تماماً عن البشر، فإن الباحثين غالباً ما يجدون أن المسارات الجزيئية الحاسمة وأنظمة الإشارات والتحكم مشتركة بينهما، ومنها على سبيل المثال أن بروتين يسمى (هيراكس) في ذباب الفاكهة، هو نظير بروتين (بارافيبرومين) في البشر.
ويقول دينغ تشيانان، من برنامج العلوم العصبية والاضطرابات السلوكية بكلية «ديوك - نوس الطبية»، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للكلية، بالتزامن مع نشر الدراسة: «نظراً لأن (هيراكس) هو نظير (بارافيبرومين) فقد قمنا بفحصه في خلايا الدماغ بذبابة الفاكهة كخطوة أولى نحو فهم أفضل».
ويضيف: «اكتشفنا أن بروتين (هيراكس) يلعب دوراً أساسياً في أثناء تطوير الجهاز العصبي المركزي لذبابة الفاكهة، ولذا نعتقد أن (البارافيبرومين) قد يؤدي أيضاً وظيفة مماثلة في البشر».
وكشفت النتائج عن وظائف غير مكتشفة سابقاً للبروتين في التحكم في قطبية الخلية (التنظيم غير المتماثل للبروتينات) في الخلايا الجذعية التي تولد خلايا عصبية ناضجة.
ويقول: «وجدنا أن فقدان وظيفة (هيراكس) يؤدي إلى فرط نمو الخلايا الجذعية العصبية في دماغ ذبابة الفاكهة، وتم ربط هذا بالتأثيرات على الهياكل الخلوية التي تسمى الجسيمات المركزية، والتي تنسق انقسام الخلايا، وبتنظيم اثنين من البروتينات الأخرى المعروفة القاتلة للورم، وهما (بولو) و(أورورا كيناز أ)».
ويقول كايتانو غونزاليس، رئيس مختبر قسم الخلايا في معهد أبحاث الطب الحيوي ببرشلونة: «فقدان قطبية الخلية والتشوهات الجسيمية المركزية هي سمات مميزة لسرطان الإنسان، وقد تكون هذه النتائج الجديدة المدهشة وثيقة الصلة بفهم دور (البارافيبرومين) في السرطانات البشرية، وربما بشكل خاص في الدماغ».
ويضيف: «ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف ما إذا كان يمكن تطبيق هذه النتائج في ذباب الفاكهة على البارافيبرومين في البشر، وقد بدأ فريق البحث بالفعل أبحاثاً جديدة لتحقيق هذا الهدف، فترجمة البحث العلمي الأساسي إلى اكتشافات ذات أهمية إكلينيكية هو الهدف الأساسي للبحث الطبي».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«رماد من زمن الفتونة» يُظهر قوة المرأة في مواجهة الضغوط

جانب من العرض المسرحي (دار الأوبرا المصرية)
جانب من العرض المسرحي (دار الأوبرا المصرية)
TT

«رماد من زمن الفتونة» يُظهر قوة المرأة في مواجهة الضغوط

جانب من العرض المسرحي (دار الأوبرا المصرية)
جانب من العرض المسرحي (دار الأوبرا المصرية)

عبر تصميمات وتابلوهات حركية مبتكرة تحمل صبغة درامية شعبية وتاريخية، تستعيد مسرحية «رماد من زمن الفتونة» حقبة مميزة من التاريخ المصري، والتي أبدع في توثيقها وتسليط الضوء عليها عدد كبير من الكُتاب المصريين؛ من أبرزهم «أديب نوبل» نجيب محفوظ.

لقطة من العرض المصري (دار الأوبرا المصرية)

ويتناول العرض الجديد «سيطرة المرأة وسط مجتمع الفتوات وإظهار تفاصيل الحارة المصرية، وكشْف أبعاد جديدة حول ديناميكية القوة والسيطرة من وجهة نظر المرأة، وكذلك الصراع الداخلي والخارجي لها في مواجهة الضغوط المجتمعية، وذلك إثبات منها لدورها في التغيير والتأثير على محيطها ومساندتها للحرية والمساواة»، وفق بيان دار الأوبرا المصرية، الأحد.

فرقة «فرسان الشرق للتراث» تأسست عام 2009 (دار الأوبرا المصرية)

وتستضيف أوبرا الإسكندرية (مسرح سيد درويش)، (شمال مصر)، المسرحية، مساء الاثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع، وهي من إنتاج فرقة «فرسان الشرق للتراث»، التي يشرف عليها الدكتور عصام عزت، والعرض المسرحي من تصميم وإخراج كريمة بدير، وتأليف دراما محمد فؤاد، وتصميم ديكور وملابس أنيس إسماعيل، ومخرج منفّذ رجوى حامد.

تكوينات بصرية مميزة (دار الأوبرا المصرية)

ويتميز العرض بتكويناته البصرية المميزة، واستعراضات أبطاله الرشيقة، ويؤدى الأدوار الرئيسية عدد كبير من الممثلين؛ من بينهم ياسمين سمير بدوي، وعبد الرحمن دسوقي، ونادر جمال، وإبراهيم خالد، ومحمد هلال، ونوران محمد، ودنيا محمد، وفاطمة محسن، ونور عمرو، وأحمد عاطف، وأشرف كوداك.

وكانت وزارة الثقافة المصرية قد أسست فرقة «فرسان الشرق للتراث» عام 2009 بهدف استلهام التراث المصري والعربي، وإعادة صياغته فنياً من خلال تصميمات وتابلوهات حركية مبتكرة تحمل صبغة درامية شعبية وتاريخية، ثم انضمت إلى منظومة فرق دار الأوبرا المصرية.

العرض يتناول قوة المرأة رغم الضغوط (دار الأوبرا المصرية)

وظهر أول أعمال الفرقة للنور عام 2009 باسم «الشارع الأعظم»، قبل أن تتوالى عروضها التي لقيت استحسان وإعجاب الجمهور.

وشاركت الفرقة في عدد من المهرجانات المحلية والدولية، وحصلت على جائزة «أحسن عرض»، و«أحسن تمثيل» بمهرجان المسرح الحر في الأردن، عن عرض «بهية» عام 2019، وحققت عدداً من النجاحات المميزة.