مسؤول فلسطيني: الشاباك يريد الأسير خضر عدنان ميتًا

فشل الاتفاق بعد 53 يوما على إضرابه.. وزوجته تستغيث: نريده حيا بيننا

مسؤول فلسطيني: الشاباك يريد الأسير خضر عدنان ميتًا
TT

مسؤول فلسطيني: الشاباك يريد الأسير خضر عدنان ميتًا

مسؤول فلسطيني: الشاباك يريد الأسير خضر عدنان ميتًا

اتهم مسؤول فلسطيني جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) بتعطيل المفاوضات الخاصة بإنهاء إضراب الأسير خضر عدنان، وتركه يواجه الموت، فيما دخل أمس حالة من الخطر الشديد بعد 53 يوما على إضرابه عن الطعام.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أمس إن «الشاباك يرتكب جريمة حقيقية بحق الأسير خضر عدنان، وذلك بمماطلته في المفاوضات القائمة لإنهاء إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 53 يوما على التوالي.
وأضاف قراقع في بيان أن «من يملك القرار الحقيقي في حل قضية الأسير عدنان هو جهاز الشاباك فقط، وأن استمراره في النهج المتبع حاليا في إطالة عمر هذه المفاوضات للساعات أو الأيام القادمة، يعني أن إسرائيل أخذت قرارا في الخفاء بتعليمات وتوجهات من الشاباك بترك الأسير خضر عدنان للموت».
وفشلت في اليومين الماضيين مفاوضات بين ممثلين لخضر وإدارة مصلحة السجون كان يتوقع أن تفضي إلى اتفاق.
وأكد محامي عدنان على أن المفاوضات لم تؤد إلى نتيجة. وقال المحامي جواد بولس، في مؤتمر صحافي أمس: «لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي حول قضية الأسير خضر عدنان يلبي توقعاته». وأضاف أن «إبرام الاتفاق كاد أن يكون قريبًا، ولكن معيقات حقيقية ما زالت تواجهنا وتحول دون الوصول إليه، وفي مقدمتها الإفراج ضمن توقيت محدد وواضح، إضافة إلى ضمان شروط معاملة إنسانية لائقة عانى من فقدانها طيلة مكوثه في المستشفى ومن قبل».
ووصف بولس وضع عدنان الذي يرقد في مشفى «آساف هروفيه» في إسرائيل بأنه خطير؛ إذ يعاني وفق المؤشرات الطبية من احتمال موت فجائي في أي لحظة.
وقال بولس الذي زار عدنان بالأمس: «لقد أصبح طبيا في خانة الموت المفاجئ في أي لحظة»، مضيفا: «أبلغني الأطباء أن أي إنسان يمضي نحو 53 يوما معتمدا على الماء فقط، معرض للموت المفاجئ في أي لحظة».
وأضاف أنه تلقى في «منتصف الليلة الماضية اتصالا هاتفيا يشير إلى حالة ذعر انتابت الأطباء في المستشفى الإسرائيلي حيث يرقد عدنان، بسبب تردي وضعه الصحي».
وتابع: «اليوم فجرا توجهت إلى هناك ووجدت حالته الصحية في غاية الصعوبة، فهو لا يقدر على الحركة، حتى إنهم رفعوا الأصفاد من يديه ورجليه. لقد بدا هزيلا جدا وصوته غير مسموع».
وفي هذا السياق أكدت مؤسسة فلسطينية تعنى بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أن خضر عدنان «يعاني من حالات التقيؤ الشديد والمستمر للعصارة الصفراء والأحماض في معدته، كما بدأ منذ اليومين الماضيين تقيؤ الدم، مما ينذر بدخوله مرحلة خطرة جدا في إضرابه عن الطعام».
ويصر الأسير عدنان على حصوله على تعهد إسرائيلي بإطلاق سراحه في وقت محدد دون أي تجديد للاعتقال الإداري، بعدما جددته 3 مرات خلال عام واحد فقط.
وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت عدنان في يوليو (تموز) من العام الماضي وحكمته بالإداري 6 أشهر ثم جددت له إداريا ثانيا لـ4 أشهر، ثم جددت له مرة ثالثة حكما بـ4 أشهر أخرى، قبل أن يبدأ في الرابع من الشهر الحالي إضرابا مفتوحا عن الطعام.
والإداري هو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945 ويعني اعتقال فلسطينيين وزجهم بالسجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائيا. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز للمحكمة الاطلاع عليه.
وليست هذه أول مرة يضرب فيها عدنان، إذ خاض إضرابا مماثلا عام 2012 استمر 66 يوما، ووافقت إسرائيل حينها على إطلاق سراحه، ولكن بخلاف المرة السابقة يرفض عدنان هذه المرة تناول مقويات ومدعمات وأملاح، كما يرفض إجراء فحوص طبية، ويعتمد فقط على الماء.
وحذر قراقع من أن مزيدا من الوقت سيعني موت الأسير. وقال: «إن كانت إسرائيل جادة في تسوية قضية خضر، فعليها أن تفرج عنه فورا، خصوصا أنه في وضع صعب للغاية، ويدخل في غيبوبة بين الحين والآخر. وبالأمس ساءت حالته مما استدعى أطباء المستشفى إلى الاستنفار، إذ إنه ممدد على سريره بجسم نحيف وهزيل غير قادر على الحركة، وفقد كثيرا من وزنه، ويستفرغ مادة خضراء ودما، وكل أجهزة جسمه حدث فيها خلل ولا تقوم بدورها الطبيعي، وهناك توقعات بضرر كبير في الكبد والكلي، وبالتالي قد نتلقى خبر استشهاده في أي لحظة في حال استمرت جريمة الشاباك».
وطالب قراقع كل الجهات الدولية بالضغط على إسرائيل للتجاوب فورا لمطالب الأسير عدنان، وألا تترك الموضوع لجهاز الشاباك الحاقد المرصع تاريخه بالسواد.
ومن جهتها، قالت رندة عدنان، زوجة الأسير المضرب، إنها وأبناءه لا يريدونه شهيدا وإنما حرا بينهم.
وطلبت رندة من المقاومة الفلسطينية العمل على الإفراج الفوري عن زوجها، وأكدت أنها لا تريد تصريحات تقول إنه في حال استشهد خضر عدنان فإنها ستتدخل، ودعت كل من يملك شيئًا ليقدمه اليوم للإفراج عن زوجها.
واتهمت رندة القيادة الفلسطينية والفصائل بالتقصير في ملف التضامن مع زوجها المضرب عن الطعام. واستدركت قائلة: «لكن إذا قضى زوجي شهيدًا أسال الله أن يتقبله شهيد ليلة القدر وأن يكون يوم استشهاده يوم غضب على أعدائه».
وكانت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها عدنان حذرت من أنها «تتابع كل الظروف والاتصالات وأنه سيكون لها رأي وموقف وفعل في التوقيت المناسب»، مشيرة إلى أن «كل الخيارات أمامنا مفتوحة ومشروعة، ولدينا جاهزية لكل الظروف».
وأضاف ناطق باسم حركة الجهاد أن «قيادة الحركة تتابع كل ما يجري وتعطي الموقف المناسب في وقته وزمنه، لكن الذي يجب أن يكون معلوما وواضحا هو أنها لن تتخلى عن خضر عدنان وكل الأسرى الأبطال».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.