مباحثات بين المعلم ولافروف حول استئناف «الحوار السوري»

وزير خارجية النظام يبدأ اليوم زيارة عمل لموسكو

مباحثات بين المعلم ولافروف حول استئناف «الحوار السوري»
TT

مباحثات بين المعلم ولافروف حول استئناف «الحوار السوري»

مباحثات بين المعلم ولافروف حول استئناف «الحوار السوري»

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري، سيقوم بزيارة عمل للعاصمة الروسية موسكو اعتبارا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام. وجاء في بيان أصدرته الوزارة بهذا الشأن أن «الموضوع الأساسي للمباحثات المرتقبة في موسكو سيكون مناقشة تطورات الأوضاع الصعبة في سوريا وما حولها». وأشار البيان إلى أن الفترة الأخيرة «شهدت قيام القوى المعادية للحكومة وبالدرجة الأولى المجموعات الإرهابية مثل (داعش) و(جبهة النصرة) بمحاولات توسيع مناطق نفوذها في الأراضي السورية»، وتحدث عن «القلق الذي انتاب الأوساط الاجتماعية العالمية بصدد ما تردد حول استيلاء فصائل (داعش) على مدينة تدمر السورية التي أدرجت الـ(يونيسكو) ما فيها من آثار ضمن قائمة التراث العالمي».
كذلك أشار بيان الخارجية الروسية إلى أن «الموقف المبدئي لروسيا تجاه الشؤون السورية يتلخص في تأييد سيادة ووحدة أراضي الدولة السورية والتركيز على عدم وجود بديل لحل النزاع الحاد في هذه الدولة سوى عبر الطرق السياسية الدبلوماسية» وتابع أن «وزيري خارجية البلدين سيناقشان بالتفصيل الالتزام الكامل من جانب اللاعبين الدوليين والإقليميين في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي 2170 و2177 و2199»، إلى جانب التركيز على مهمة استئناف العملية السياسية للتسوية في سوريا، وعدد من جوانب العلاقات الثنائية». وأردف أن «هناك إدراكا متزايدا في المنطقة والعالم لضرورة إطلاق هذه العملية.. وأن القضاء الفعال على بؤر الإرهاب في سوريا مرتبط بشكل مباشر بمسألة توحيد جهود الحكومة السورية وجميع القوى البناءة للمعارضة السورية في الداخل والخارج للدفاع عن سيادة سوريا واستقلالها وتجديد الحياة فيها بما يضمن التعايش المريح والآمن لجميع المكونات الإثنية والدينية».
من ناحية ثانية، قالت الخارجية الروسية إن المباحثات المرتقبة ستشهد أيضا تبادل الآراء حول نتائج دورتي المشاورات السورية - السورية التي كانت قد أجريت في موسكو خلال الأشهر القليلة الماضية. وكان ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، قد زار تركيا أخيرًا، حيث التقى هناك بعدد من ممثلي المعارضة السورية، وتناول معهم المسائل المتعلقة باستئناف الحوار السوري - السوري من أجل الانطلاق نحو عقد «جنيف - 3» استنادا إلى المبادئ التي حددتها الوثيقة الأساسية للتسوية الصادرة في جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.