تضارب بشأن موعد جلسة الثقة للحكومة العراقية الجديدة

أنباء عن محادثات بين السوداني وقياديين في «التيار الصدري» لإقناعهم بالمشاركة

رئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني (أ.ب)
TT

تضارب بشأن موعد جلسة الثقة للحكومة العراقية الجديدة

رئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الحكومة المكلف محمد شياع السوداني (أ.ب)

في وقت أعلن ائتلاف «إدارة الدولة» عزمه على دعوة البرلمان لعقد جلسة، بعد غدٍ (السبت)، بهدف منح الثقة لحكومة محمد شياع السوداني، تضاربت الأنباء بشأن هذا الموعد؛ فرئاسة البرلمان لم تعلن بعد عن عقد جلسة السبت لغرض منح الثقة للحكومة الجديدة، مع أن ائتلاف «إدارة الدولة» يملك عملياً معظم مقاعد البرلمان، لا سيما بعد انسحاب كتلة «التيار الصدري» التي كانت تملك 73 مقعداً. يُضاف إلى ذلك أن المعلومات المتطابقة تشير إلى أن الخلافات لا تزال مستمرة بين الكتل السياسية بشأن توزيع الحقائب الوزارية أو إعادة احتساب النقاط، لا سيما بعد بروز اتجاه جديد يتمثل في الاتفاق على اختيار 3 شخصيات لمنصب نواب رئيس الجمهورية، ومثلهم 3 شخصيات لمنصب نواب رئيس الوزراء.
وبينما يحاول رئيس الوزراء المكلف التخلص من الضغوط التي تمارسها الكتل السياسية عليه، بشأن محاولة فرض بعض الشخصيات الحزبية عليه لتولي بعض الحقائب الوزارية؛ فإن الكتل السياسية نفسها بدأت تعيد احتساب النقاط، بعد بروز قضية المرشحين لمنصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
مصدر مقرَّب من قوى ائتلاف «إدارة الدولة» أبلغ «الشرق الأوسط» أنه «على الأرجح سوف تُعقد الجلسة يوم السبت المقبل لمنح الثقة للكابينة الجديدة»، موضحاً أن «الخلافات ليست في الواقع بين رئيس الوزراء والكتل السياسية، إنما هي خلافات بين الكتل نفسها حول بعض الحقائب الوزارية أو المناصب السيادية العليا، وإعادة طريقة احتساب النقاط».
وأوضح المصدر المطلع أن «أكثر من نصف الكابينة اكتمل، وحيث إن ائتلاف إدارة الدولة يملك الأغلبية المريحة داخل البرلمان، فإنه قرر المضي في منح الثقة للحكومة، على أن يجري استكمال بقية الوزارات فيما بعد».
إلى ذلك، وطبقاً لما يجري تداوله في الغرف المغلقة، فإن عملية إعادة احتساب النقاط لكل حقيبة وزارية أو موقع سيادي هي التي يمكن أن تؤخر عقد جلسة السبت.
فبينما تسعى الكتل البرلمانية التي لديها مرشحان لشغل منصب نائب رئيس جمهورية أو نائب رئيس وزراء إلى عدم احتساب هذه المواقع ضمن النقاط التي ينبغي أن تكون محصورة في الحقائب الوزارية، فإن الكتل الأخرى، ومن المكونات نفسها، تريد احتساب عدد نقاط لكل موقع، وهو ما يعني تقليل حصة مَن يكون له موقع سيادي من الحقائب الوزارية.
وفي السياق نفسه، وطبقاً لتصريحات قياديين في «قوى الإطار التنسيقي»، فإن المكلف تشكيل الحكومة، محمد شياع السوداني، يتعرض لضغوط من الكتل السياسية.
وبحسب تصريح القيادي في «الإطار التنسيقي»، محمود الحياني، لوكالات الأنباء المحلية، فإن «هناك أطرافاً سياسية تمارس ضغوطاً على رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني من أجل فرض بعض الأسماء عليه، لتكون مرشحة لتولي بعض الحقائب الوزارية». ولفت الحياني إلى أن السوداني «يرفض تلك الضغوط، ووضع شروطاً وآلية لاختيار مرشحي كابينته الوزارية، وهو لا يزال يخوض الحوارات مع الكتل لحسم اختيار أعضاء حكومته المرتقبة».
وبينما لا توجد مؤشرات على مشاركة الصدريين في حكومة السوداني، فإنه، وطبقاً لتصريح عضو البرلمان العراقي رفيق الصالحي، لا يزال السوداني يجري محادثات غير معلَنة مع قيادات في «التيار الصدري»، لأجل إقناعهم بالمشاركة في حكومته المقبلة، كون «التيار الصدري» يمثل قوة رئيسية ومهمة في العملية السياسية.
وفي حين تتضارب الأنباء بشأن ما إذا كان زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، سوف يطلب من كوادر تياره، ممن يشغلون مواقع مهمة في الحكومة الحالية، الاستقالة بعد نيل الحكومة المقبلة الثقة من البرلمان، فإن هناك اتجاهاً داخل قوى «الإطار التنسيقي» لعدم تغيير كل كوادر «التيار الصدري»، من الوزراء وكبار المسؤولين، كنوع من حسن النية من قبل «قوى الإطار» والسوداني تجاه زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر.
وتبلغ حصة «التيار الصدري» من الوزارات 6 حقائب وزارية يحاول السوداني حصرها بيديه، كي يرشح لها شخصيات؛ إما صدرية (في حال وافق الصدر)، أو قريبة من الصدريين، أو مستقلة تماماً (في حال رفض الصدر المشاركة المباشرة وغير المباشرة).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
TT

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)
قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

وأضافت الخارجية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أنها تنظر بخطورة بالغة لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء الاعتقال الإداري بحق المستوطنين «الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات ضد المواطنين الفلسطينيين، علماً بأن عدد الذين تم اعتقالهم قليل جداً، وعلى مبدأ اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار».

ورأت الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين «على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم شعوراً إضافياً بالحصانة والحماية».

وطالبت الخارجية الفلسطينية «بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب ميليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال».

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر «وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين».

وأضاف: «ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».