جو ويلوك: أود أن أرد الجميل مثل ماركوس راشفورد

لاعب خط وسط نيوكاسل يريد مساعدة شباب جزيرة مونتسيرات وإبداء تقديره لمدربه إيدي هاو

جو ويلوك (يسار) في صراع على الكرة مع بابتيست لاعب برنتفورد (رويترز)
جو ويلوك (يسار) في صراع على الكرة مع بابتيست لاعب برنتفورد (رويترز)
TT

جو ويلوك: أود أن أرد الجميل مثل ماركوس راشفورد

جو ويلوك (يسار) في صراع على الكرة مع بابتيست لاعب برنتفورد (رويترز)
جو ويلوك (يسار) في صراع على الكرة مع بابتيست لاعب برنتفورد (رويترز)

يستمتع جو ويلوك بقضاء ساعات في تمشية كلبه على طول الأميال التي لا نهاية لها من الشواطئ الرملية في منطقة نورثمبرلاند الشمالية، لكن في بعض الأحيان، يبدأ لاعب خط وسط نيوكاسل في التفكير في عالم مختلف تماماً. تقع جزيرة مونتسيرات الكاريبية على بُعد أكثر من 4.000 ميل من ساحل بحر الشمال في إنجلترا، ويرتبط جزء كبير من مستقبل ويلوك بمناظرها البركانية.
يقول اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً «تمتلك عائلتي الكثير من الأراضي هناك، وأريد أن أبني شيئاً في مونتسيرات لأعطي الفرصة للأطفال الذين ليس لديهم فرصة للقدوم إلى أوروبا ولعب كرة القدم. إنه شيء مهم جداً بالنسبة لي، وأعمل أنا وعائلتي بالفعل على تحقيق هذه الخطط».
وعندما دُمرت تلك الأراضي البريطانية الواقعة وراء البحار في عام 1995 بسبب انفجار كارثي لبركان «سوفريير هيلز»، الذي أطاح عاصمتها بليموث، فرت أعداد كبيرة من السكان. وتوجه معظم الفارين إلى المملكة المتحدة، وأسس والدا ويلوك حياة جديدة في لندن، واستقرا في والثامستو وأسسا شركة ملابس ناجحة.


ويلوك يريد السير على خطى راشفورد بالمشروعات الخيرية (الغارديان)

وبينما كان ويلوك يجلس على أريكة سوداء ذكية في ملعب التدريب الخاص بنادي نيوكاسل، اعترف بكل سهولة بأنه لم يكن بمقدوره أن يكون عنصراً أساسياً في الفريق تحت قيادة المدير الفني إيدي هاو اليوم لو لم يضحِ والده، تشارلز ووالدته سارة ويلوك، بذلك المشروع من أجل الاهتمام بأحلام أبنائهم الثلاثة في كرة القدم.
ومع انضمام الابن الأكبر، ماتي، إلى أكاديمية مانشستر يونايتد، وانضمام كريس وجو إلى أكاديمية آرسنال، باع الوالدان المتجر والتحقا بعمل يوفر لهما وقت الفراغ الذي يمكنهما من نقل الأولاد إلى التدريبات والمباريات. وبينما عملت سارة عاملة نظافة، انضم تشارلز إلى سلسلة متاجر تيسكو؛ وأصبحا يعملان بشكل أساسي في نوبات العمل الليلية.
يقول ويلوك، الذي لا يزال قريباً من كريس، الذي يلعب جناحاً لنادي كوينز بارك رينجرز، وماتي، الذي يلعب في خط وسط نادي مونتسيرات «لا يمكنني أن أجد الكلمات الكافية لتوجيه الشكر لأبي وأمي، فما فعلاه كان مذهلاً. لقد كانا يقومان بعمل جيد للغاية في صناعة الأزياء، وفي تصنيع وبيع الملابس، ومن المذهل أن يتركا كل هذا من أجلنا. لقد ضحا بالكثير. في بعض الأحيان عندما أشعر بالإحباط أو بأنني لست في أفضل حالاتي، أفكر في تلك اللحظة التي تركا فيها المتجر، وهو ما يساعد على دفعي إلى المستوى التالي».
إن ما قام به والداه قد عزز أيضاً اعتقاد ويلوك بأنه من الضروري للاعبي كرة القدم البارزين أن «يردوا الجميل». وتفسر هذه القناعة السبب الذي جعل ويلوك يتوجه إلى مصافحة ماركوس راشفورد بعد نهاية مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد (انتهت بالتعادل السلبي الأحد).
يقول ويلوك «ما فعله ماركوس راشفورد مذهل»، مشيراً إلى الحملة التي يقودها مهاجم المنتخب الإنجليزي لمكافحة الفقر الغذائي، وإجبار الحكومة على التراجع عن إلغاء الوجبات المدرسية المجانية. ويضيف «لقد علمنا جميعاً أهمية رد الجميل. وأود أن أفعل شيئاً كهذا».
يعتقد ويلوك أن المناهج الدراسية لأكاديمية الناشئين في أندية النخبة بكرة القدم الإنجليزية يجب أن تعلم وتثقف لاعبي كرة القدم الشباب فيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية، وتشجع رعاة اللعبة على المساهمة في المجتمع والجمعيات الخيرية. ويقول «يجب أن تمثل أهمية رد الجميل جزءاً أكبر من جلسات التعليم في أكاديميات الناشئين. وأعتقد أنه يجب القيام بالمزيد لتعليم لاعبي كرة القدم الشباب فيما يتعلق بهذا الموضوع».
وإذا نظرنا إلى المستويات الرائعة التي يقدمها ويلوك حالياً، فيبدو من الواضح أنه كرّس هذا الموسم لرد الجميل إلى المدير الفني لنيوكاسل، إيدي هاو، الذي قدم له دعماً غير محدود خلال بعض الفترات الصعبة التي كان يمر بها اللاعب في وقت سابق من هذا العام، عندما كان اللاعب يجد صعوبة كبيرة في البداية في التأقلم مع الأجواء في شمال شرقي إنجلترا، وهو الأمر الذي كان يؤثر كثيراً على مستواه داخل المستطيل الأخضر.
يقول ويلوك، الذي ضمه نيوكاسل تحت قيادة ستيف بروس في أغسطس (آب) 2021 مقابل 25 مليون جنيه إسترليني «أنا سعيد بوجودي في نيوكاسل، والناس هنا رائعون، لكن الأمر كان صعباً خلال الموسم الماضي. أنا مستقر للغاية الآن، لكن في ذلك الوقت كان الأمر بمثابة تغيير كبير للغاية في حياتي. كنت أعيش في منطقة والثامستو الحيوية للغاية، وفجأة وجدت نفسي أعيش بمفردي في مكان هادئ بعيداً عن نيوكاسل. كان الأمر صعباً جداً، وقد عانيت بشدة بسبب وجودي بمفردي كثيراً».
وبالتالي، كانت إحدى أولويات إيدي هاو بعد توليه القيادة الفنية لنيوكاسل خلفاً لستيف بروس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تتمثل في مساعدة ويلوك على استعادة مستواه داخل الملعب وشخصيته المعتادة خارجه. وقد نجح هذا اللاعب الشاب، بمفرده تقريباً، في إنقاذ النادي من الهبوط لدوري الدرجة الأولى في ربيع عام 2021، سجل ويلوك ثمانية أهداف في 14 مباراة خلال فترة إعارة ناجحة بشكل استثنائي من آرسنال ليصبح معشوقاً لجماهير نيوكاسل يونايتد، لكنه عانى بشدة بسبب العزلة الشديدة في تلك المنطقة الريفية.
يقول ويلوك «كانت هناك بعض الأشياء التي حدثت في حياتي منذ أن أتى إيدي هاو إلى هنا، لكنني نلت ثقة المدير الفني، الذي ساعدني كثيراً. لم أشعر أبداً بالراحة قبل أن أتحدث بكل صراحة إلى المدير الفني، لكن عندما تكون قادراً على التحدث على المستوى الشخصي مع مديرك الفني فإن هذا يحدث فرقاً كبيراً».
ويضيف «من منظور كرة القدم، تطلب الأمر بعض الوقت لكي أتأقلم مع بعض الأشياء، لكن المدير الفني كان صبوراً للغاية. إنه شخص أثق به كثيراً. ولم أمر بمثل هذه التجربة قبل أن ألتقي به. إنه يجعل اللعبة بسيطة وواضحة تماماً، ومن الجيد للغاية أن تفهم حقاً ما يتعين عليك القيام به على أرض الملعب. أنا أيضاً في أفضل حالاتي على الإطلاق من الناحية البدنية، وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على الكثير من اللاعبين الآخرين».
وبصرف النظر عما يقوم به إيدي هاو، فإن تكيف ويلوك مع تلك الأجواء الجديدة قد حدث بسرعة أكبر بسبب قرار والديه بالانتقال مؤقتاً إلى نورثمبرلاند، وشرائه كلباً يعشقه كثيراً يدعى تيدي. يقول ويلوك «في بداية هذا الموسم، قرر أبي وأمي الانتقال للعيش معي وأنا ممتن جداً لذلك. اشتريت أيضاً كلباً صغيراً يدعى تيدي، وأذهب معه كثيراً إلى الشاطئ. إنه كلب جميل، وهو صديقي المفضل».
ولحسن الحظ، لم يعد ويلوك يتلقى تلك الرسائل السيئة والمجهولة و«المثيرة للاشمئزاز والمؤذية» التي كان يتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي الموسم الماضي. ويقول عن ذلك «لا تزال هناك أشياء غريبة، لكن المنصات المختلفة تفعل الكثير لمحاولة إبعاد الرسائل العنصرية الآن. يجب القضاء على هذا الأمر تماماً».
والآن، يتواصل لاعب منتخب إنجلترا السابق تحت 21 عاماً مع زملائه في الفريق بشكل فعال، وأبرزهم جمال لاسيليس وجمال لويس وآلان سانت ماكسيمين. ويقول عن ذلك «إنهم أقرب أصدقائي، لكننا نلعب ونعمل جميعاً كفريق واحد. الترابط شيء مهم للغاية ساعد المدير الفني على وجوده بين اللاعبين. من المهم للغاية التعرف على زملائك في الفريق بشكل صحيح؛ لذلك عندما نذهب في رحلات إلى أماكن مثل النمسا ودبي والمملكة العربية السعودية، فإنه يضع الكثير من الأنشطة، مثل سباقات سيارات الكارتينغ، من أجلنا».
وقد أثبتت الرحلة القصيرة إلى جدة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي أنها «نقطة تحول كبيرة» في تطور مستوى نيوكاسل. يقول ويلوك «إيدي هاو مدير فني رائع وشخص ممتاز، ونأمل أن نرتقي الآن بكرة القدم إلى المستوى التالي. يضخ الملاك الجدد استثمارات كبيرة في هذا النادي بالطريقة الصحيحة، ويسعدني أن أكون جزءاً صغيراً مما سيحدث في المستقبل. أشعر أنه لا يوجد حد للمدى الذي يمكن أن يذهب إليه نيوكاسل يونايتد الآن».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».