هل يعمق كلام مدفيديف الخلافات داخل إسرائيل؟

TT

هل يعمق كلام مدفيديف الخلافات داخل إسرائيل؟

يبدو أن الخلاف الإسرائيلي الداخلي حيال الأزمة الروسية - الأوكرانية سيتفاقم خلال الأيام المقبلة، خصوصاً بعدما خيّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تل أبيب بين علاقاتها مع موسكو أو دعمها أوكرانيا في الحرب.
وفيما لزم السياسيون الإسرائيليون الصمت حيال تصريح مدفيديف أمس الاثنين، لا يخفى على أحد أن إسرائيل تشهد خلافات حادة حول موقفها من الحرب في أوكرانيا، حيث اليسار والوسط الليبرالي بقيادة رئيس الحكومة يائير لبيد يؤيدون كييف، بينما اليمين بقيادة رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو يقف إلى جانب روسيا.
وفي أعقاب تصريحات وزير استيعاب الهجرة الإسرائيلي نحمان شاي، حذر مدفيديف الاثنين من تداعيات تزويد أوكرانيا بالمضادات الصاروخية الجوية وغيرها من الأسلحة، وقال: «إن أي خطوة لدعم القوات الأوكرانية ستلحق أضراراً مدمرة بالعلاقات الثنائية بين البلدين».
وقال مدفيديف، الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء ويعتبر من أقرب المقربين للرئيس فلاديمير بوتين، في بيان على تلغرام إن «إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف بالأسلحة، إنها خطوة متهورة للغاية ستدمر العلاقات الثنائية بين بلدينا».
وكان شاي، الذي ينتمي إلى حزب «يش عتيد» بقيادة لبيد، قال الأحد: «آن الأوان أن تتخذ إسرائيل قراراً حاسماً وتقف إلى جانب أوكرانيا في مواجهتها الحرب الروسية وأن تستجيب لطلب كييف وتزودها بالمضادات الصاروخية المتطورة، مثل القبة الحديدية وغيرها». وأضاف: «لقد اتضح أن إيران تزود روسيا بالطائرات المسيرة وبالصواريخ الباليستية التي تستخدم ضد أوكرانيا، بمن فيهم اليهود الكثيرون. ولم يعد هناك ما يمنعنا من اتخاذ موقف أخلاقي مع أوكرانيا».
وجاء هذا التصريح بعد أسبوع من مطالبة رئيسة حزب ميرتس اليساري، زهافا غالؤون، بالوقوف الحازم إلى جانب أوكرانيا. وقالت: «في بداية الحرب طلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تزويدها بمنظومة «القبة الحديدية» لكن إسرائيل عارضت وأجهضت الفكرة. وقد حان الوقت لنحدث انعطافاً في هذا الموقف ضد العدوان الروسي».
وبعد التصريحات التي أدلى بها لبيد، وأدان فيها بشدة القصف الروسي لمدن أوكرانية (الاثنين)، والرد الحاد عليها من السفارة الروسية في تل أبيب، وجه مسؤولون في المعارضة الإسرائيلية اليمينية التي يقودها بنيامين نتنياهو، تحذيراً إلى الحكومة من مغبة تدهور العلاقات مع روسيا وإغضاب الرئيس فلاديمير بوتين بلا مبرر. وقال مقرب من نتنياهو إن «الحكومة الحالية بقيادة لبيد وسابقتها بقيادة نفتالي بنيت، تدير سياسة صبيانية ساذجة وتحاول تحطيم ما بنيناه خلال 12 سنة من حكمنا، من علاقات ودية وموضوعية ومهنية مع موسكو حفظت لإسرائيل مصالحها في سوريا وحافظت على صمام أمان ليهود روسيا».
وقد ردت السفارة الروسية في تل أبيب على لبيد بمنشور على «تويتر»، لم تذكر فيه رئيس الوزراء لبيد بالاسم، لكنها قالت: «لقد نفذ الجيش الروسي هجوماً صاروخياً دقيقاً على البنية التحتية للجيش والاتصالات والطاقة الأوكرانية بحسب وزارة الدفاع. سمعنا عبارات إدانة شديدة من قبل مسؤولين إسرائيليين عن هجمات روسية على السكان المدنيين. من الجدير بالذكر أن إسرائيل اختارت، للأسف، الصمت طوال 8 سنوات حيال الهجمات الإرهابية التي شنتها أوكرانيا على مواطني إقليم دونباس، وغضت الطرف عن الاعتداءات الإجرامية الأخيرة على قافلة للاجئين في خاركيف بشرق أوكرانيا. والتزمت الصمت حيال القتل الوحشي للمدنيين من قبل النازيين الجدد من كتيبة آزوف بمدينة كوبيانسك (مدينة في خاركيف)، وسكتت إسرائيل كذلك عن اغتيال الصحافية الروسية داريا دوغين، والهجوم الإرهابي الأخير على الجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم»، حسب وصفها.
ويبدو أن الغضب الروسي بلغ حده، فخرج مدفيديف بتحذيره الصريح، الذي جاء في وقت تعيش فيه إسرائيل فترة أعياد. ولم يرد أي مسؤول عليه بعد.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.