التعرف على هوية 17 من ضحايا هجوم تونس.. وإجلاء آلاف السياح

مسؤول بالخارجية البريطانية: الهجوم الإرهابي الأكبر ضد مواطنين بريطانيين

التعرف على هوية 17 من ضحايا هجوم تونس.. وإجلاء آلاف السياح
TT

التعرف على هوية 17 من ضحايا هجوم تونس.. وإجلاء آلاف السياح

التعرف على هوية 17 من ضحايا هجوم تونس.. وإجلاء آلاف السياح

أعلنت السلطات التونسية اليوم التعرف على هوية 17 من ضحايا الهجوم الإرهابي على فندق في ولاية سوسة السياحية بتونس، حيث قتل 38 شخصا في عمل تبناه تنظيم داعش المتطرف. وقال مسؤول في الخارجية البريطانية بعد الإعلان عن مقتل 15 من مواطنيه في الحادثة إنه «الهجوم الإرهابي الأكبر ضد مواطنين بريطانيين منذ اعتداءات لندن في 2005».
واليوم، واصلت عدة دول إجلاء آلاف السياح من تونس، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة التونسية إغلاق 80 مسجدا احترازًا.
وأعلنت السلطات التونسية السبت أنه تم التعرف على هويات 17 من الضحايا الـ38 للهجوم الذي وقع الجمعة على فندق في مدينة سوسة وبين هؤلاء بريطانيون وبلجيكيون وألمان.
وقالت وزارة الصحة التونسية في بيان إنه «تم التعرف على هويات 17 من ضحايا الهجوم الإرهابي»، موضحة أن هؤلاء يحملون الجنسيات البريطانية والألمانية والآيرلندية والبلجيكية والبرتغالية.
وكان مسؤول في الوزارة قال في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق إنه «تم التعرف على هويات 12 جثة تعود إلى تسعة بريطانيين وبلجيكي وألماني وآيرلندية». وأضاف بيان الوزارة أن «23 من جرحى الاعتداء الـ39 غادروا المستشفى».
وبعد الهجوم، غادر مئات السياح على متن 13 حافلة نحو مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس للعودة إلى بلدانهم في رحلات جوية متجهة خصوصا إلى لندن ومانشستر وأمستردام وبروكسل وسان بطرسبورغ.
وقال عشرات السياح الأجانب في تصريحات مختلفة إنهم يشعرون بالرعب وأن المكان لم يعد آمنا بعد الحادثة، وأعلنت بعض شركات الطيران ومنها البلجيكية أن آلاف السياح سيعودون إلى بلدانهم بحلول مساء اليوم. أما شركة السياحة «تومسون» فأعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لإعادة نحو 2500 سائح بريطاني.
من جهتها، أكدت الشركة التي تملك فندق «إمبريال مرحبا» الذي تعرض للهجوم أنها لم ترتكب أي هفوة أمنية، موضحة أن حراسها «غير مسلحين». وتساءل ممثل للشركة في مؤتمر صحافي السبت «كيف تريدون أن يدافع (الحراس) عن أنفسهم في مواجهة شخص يحمل كلاشنيكوف؟».
وأمس، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم إنه «ضربة موجعة» لاقتصاد بلاده في حين اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق «كارثة» على السياحة التي تعتبر من أعمدة الاقتصاد.
ويعمل في السياحة 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر كما أنها تسهم بنسبة 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وتحقق بين 18 و20 في المائة من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية.
وأفاد رئيس الحكومة التونسية في تصريحات مرتبطة أن منفذ الهجوم طالب في جامعة القيروان مولود سنة 1992، ومتحدر من مدينة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) وليس له أي سوابق.
وأضاف أن «الشاب الذي تظاهر بأنه مصطاف أخفى سلاح كلاشنيكوف في مظلة شمسية ثم أطلق النار على سياح أمام الفندق وداخله».



منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
TT

منظمة دولية: الحوثيون يعرّضون المساعدات الإنسانية للخطر

يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)
يمني يحمل حصة المساعدات التي حصل عليها في طريقه إلى منزله (إعلام محلي)

اتهمت منظمة حقوقية دولية بارزة الجماعة الحوثية بقمع المجتمع المدني، وتعريض المساعدات الإنسانية للخطر، وقالت إنهم مستمرون في احتجاز وإخفاء موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية. كما انتقدت الهجمات الإسرائيلية على موانئ الحديدة، واستهداف الحوثيين إسرائيل.

ووفق التقرير العالمي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» عن عام 2025، فإن الأطراف المتحاربة في اليمن، وخاصة الحوثيين، قمعت المجتمع المدني بشكل أكبر، وعرقلت تقديم المساعدات الإنسانية وعرَّضتها للخطر في عام 2024. كما احتجز الحوثيون وأخفوا تعسفياً العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني.

وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن والبحرين بالمنظمة: «إن الحوثيين أظهروا نفاقاً حقيقياً، حيث قالوا إنهم يقفون مع الفلسطينيين الذين يواجهون القمع الإسرائيلي، بينما هم أنفسهم يضطهدون المجتمع المدني اليمني».

وطالبت الباحثة الحكومات والأمم المتحدة بالضغط على الجماعة للإفراج عن جميع الأفراد المعتقلين تعسفياً، وإدانة جميع الجهات الفاعلة التي تهدد المجال المدني والمساعدات الإنسانية باليمن، بما في ذلك إسرائيل.

الهجمات الإسرائيلية تهدد وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن لجهة استهدافها الموانئ (إكس)

ومع تأكيد المنظمة أن الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة؛ وهو نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية، تُهدد توفير المساعدات، وقد ترقى إلى جرائم حرب، قالت إن الهجمات العشوائية التي شنها الحوثيون، والتي أصابت سفناً مدنية في البحر الأحمر وأسفرت عن مقتل مدنيين، وأصابت أهدافاً مدنية في إسرائيل، قد ترقى أيضاً إلى جرائم حرب.

اعتقالات وقيود

وفق التقرير، فإنه، ومنذ 31 مايو (أيار) 2024، اعتقل الحوثيون وأخفوا قسراً عشرات الأشخاص، بما في ذلك ما لا يقل عن 17 موظفاً في وكالات الأمم المتحدة وعدد من موظفي المنظمات غير الحكومية والسفارات الأجنبية والشركات الخاصة العاملة بالأراضي التي يسيطرون عليها.

كما أدت عرقلة الحوثيين للعمليات الإنسانية وقطع المعلومات داخل أراضيهم، إلى تفاقم تفشي الكوليرا الذي انتشر في جميع أنحاء اليمن وتسبَّب في وفاة 258 شخصاً من بين 95000 حالة مشتبه بها.

مناصرون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم (رويترز)

واتهمت المنظمة جميع الأطراف اليمنية المتحاربة بفرض مزيد من القيود على حرية حركة النساء، وفي كثير من الحالات طلب منهن عند السفر ضرورة مرافقة أحد الأقارب من الذكور (المحرم). وذكرت أنه وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استولى الحوثيون على السفينة التجارية «جالكسي ليدر»، واحتجزوا طاقمها المكون من 25 فرداً تعسفياً.

وأكد تقرير المنظمة أن الحوثيين هاجموا عدة سفن تجارية، وأطلقوا صواريخ عشوائية على إسرائيل، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب محتملة. وقالت إنه يتعين عليهم وعلى جميع الأطراف المتحاربة الإفراج فوراً عن جميع المعتقلين تعسفياً، والتوقف عن الاحتجاز التعسفي للأشخاص.

انتقاد الضربات الإسرائيلية

وفي تقرير آخر، انتقدت المنظمة الدولية قصف الجيش الإسرائيلي ميناءيْ رأس عيسى والحديدة، بالإضافة إلى محطة توليد كهرباء حزيز في صنعاء، وكلها تقع في مناطق سيطرة الحوثيين. وهي موانئ ضرورية لنقل الغذاء وغيره من احتياجات السكان الذين يعتمدون على الاستيراد، فنحو 70 في المائة من الواردات التجارية، و80 في المائة من المساعدات الإنسانية، يمر بهذين الميناءين.

ونقلت المنظمة عن أوكي لوتسما، الممثل المقيم لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، القول إنها موانئ «بالغة الأهمية للأنشطة التجارية والإنسانية». في حين تصف روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، هذه الموانئ بأنها «خط الحياة لملايين البشر»، وأنها يجب أن تبقى «مفتوحة وتعمل». كما أن محطة توليد كهرباء حزيز هي المحطة المركزية في صنعاء، وتؤمِّن الكهرباء لسكان المدينة.

الهجمات الإسرائيلية استهدفت أعياناً مدنية في اليمن (إكس)

وأكدت المنظمة أن الهجمات المتعمَّدة على أعيان لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة هي جرائم حرب، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل بنى تحتية مهمة في اليمن.

فمنذ يوليو (تموز) 2024، هاجم الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطات توليد الكهرباء في البلاد. وقُتل ستة مدنيين على الأقل، وأُصيب 80 آخرون جراء الهجوم في 20 يوليو على ميناء الحديدة وحده. ورأت المنظمة أن هذا الهجوم يرقى، على الأرجح، إلى مستوى جريمة حرب.

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنه إذا كانت هجمات الحوثيين بالطائرات المُسيّرة والصواريخ على إسرائيل تستهدف مدنيين أو أعياناً مدنية بشكل متعمَّد أو عشوائي، فقد ترقى هي أيضاً إلى مستوى جرائم حرب. وقالت إنه على السلطات الإسرائيلية والحوثية أن تُنهي فوراً جميع هجماتها غير القانونية، بما فيها تلك التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية.