مبابي بحاجة للتوقف عن الغرور... وسان جيرمان سبب الفوضى

النادي الفرنسي أخطأ في بإعطاء مهاجمه مكانة غير مسبوقة بالتدخل في اتخاذ القرارات والتعاقدات الجديدة

مبابي أحدث شرخاً في سان جيرمان بتصريحاته المثيرة للجدل (رويترز)
مبابي أحدث شرخاً في سان جيرمان بتصريحاته المثيرة للجدل (رويترز)
TT

مبابي بحاجة للتوقف عن الغرور... وسان جيرمان سبب الفوضى

مبابي أحدث شرخاً في سان جيرمان بتصريحاته المثيرة للجدل (رويترز)
مبابي أحدث شرخاً في سان جيرمان بتصريحاته المثيرة للجدل (رويترز)

قال تييري هنري: «لم أكن أحب اللعب في مركز الجناح في برشلونة، لكن إذا طلب منك المدير الفني القيام بشيء ما، فإنك تفعله من أجل الفريق. هناك شيء أكبر من أي شيء آخر، وهو النادي». كان هذا هو رد فعل أسطورة فرنسا وناديي آرسنال وبرشلونة السابق على التقارير التي تفيد بأن كيليان مبابي يشعر «بالخيانة» من قبل باريس سان جيرمان بسبب وعوده التي لم تتحقق، كما أشارت هذه التقارير إلى أنه يرغب في الرحيل عن النادي في يناير (كانون الثاني)، بعد 16 مباراة فقط من توقيعه على عقد جديد. ورغم أن باريس سان جيرمان وصف تلك التقارير بأنها مجرد شائعة، فإنه كان بإمكانه تجنب هذا الموقف من البداية.
لقد كان عقد مبابي الجديد غير مسبوق، نظراً لأنه لم يجعل اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً أعلى اللاعبين أجراً في عالم كرة القدم فحسب، ولكنه منحه أيضاً مكانة غير مسبوقة داخل التسلسل الهرمي للنادي فيما يتعلق بعملية اتخاذ القرار والتعاقدات الجديدة. لكن بعد خمسة أشهر فقط من الإعلان عن توقيع اللاعب لعقد جديد خلال حدث مبهج في ملعب «حديقة الأمراء»، يشعر مبابي بأن النادي لم يف بالوعود التي قطعها على نفسه فيما يتعلق بمكانته في الفريق، والتعاقدات الصيفية، وتأثيره على النادي. لقد قيل للاعب الفرنسي إنه سيكون قائد الفريق، لكنه يعتقد أن ذلك لم يحدث حتى الآن.


نيمار وميسي يقدمان موسماً لافتاً في هدوء ومن دون غرور (أ.ف.ب)

لم يعد مبابي ذلك اللاعب المراهق المبتسم الذي انفجر بشكل هائل في المشهد الكروي بقميص نادي موناكو. ورغم أن مبابي يتصرف بشكل جيد مع الإعلام، ويتمتع بشخصية متزنة ومنسقة جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه يبدو على نحو زائد مغروراً ومتعجرفاً. في الحقيقة، من الصعب على أي لاعب شاب أن يتحلى بالتواضع عندما يطلب منه رئيس الدولة عدم الانتقال لناد بالخارج من أجل مصلحة الأمة، لكن لا يمكن أن ننسى أن مبابي توقف عن الركض وعبر عن إحباطه الشديد لأن أحد زملائه لم يمرر له الكرة خلال هجمة مرتدة لباريس سان جيرمان أمام مونبلييه في وقت سابق من الموسم الجاري، ورشح نفسه ليأتي في المركز الثاني في جائزة أفضل لاعب في العالم (ربما يكون يستحق ذلك بالفعل) خلف كريم بنزيمة. وعلاوة على ذلك، يشعر زميله البرازيلي نيمار بالغضب من هذه الأنانية.
وعلى أرض الملعب، ورغم التعادل في آخر ثلاث مباريات، بدأ باريس سان جيرمان الموسم بشكل جيد، ولم يتعرض لأي خسارة في الدوري الفرنسي الممتاز أو في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن نيمار وليونيل ميسي، الذي يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق مع باريس سان جيرمان في المباريات الأخيرة، يقدمان أداء أفضل من مبابي. من الواضح للجميع أن سان جيرمان لا يفتقر إلى القوة الهجومية، مما يجعل شكاوى مبابي من عدم اعتماد الفريق على مهاجم صريح تبدو ضعيفة وغير منطقية نوعاً ما. وبالنظر إلى المستويات الرائعة التي يقدمها ميسي ونيمار في طريقة 3 - 4 - 3 الجديدة التي يلعب بها المدير الفني كريستوف غالتييه، فمن الواضح أن الاعتماد على مهاجم صريح من نوعية أوليفييه جيرو سيصب في مصلحة لاعب واحد، وسيضر بباقي لاعبي الفريق.
وقد أشار غالتييه إلى ذلك بالفعل هذا الأسبوع، قائلاً إنه كان «يحاول طمأنته من خلال إيجاد خيارات مختلفة» بعد أن عبر مبابي على إنستغرام عن إحباطه من عدم وجود مهاجم «محوري» بعد تعادل باريس سان جيرمان من دون أهداف أمام ريمس، وهي المباراة التي لعبها الفريق من دون ميسي المصاب، ونيمار الذي فضّل المدير الفني إراحته. واشتكى مبابي بشكل مماثل بعد فوز فرنسا على النمسا بهدفين دون رد الشهر الماضي، قائلاً: «تُطلب مني أشياء مختلفة هنا عن تلك التي أقوم بها مع النادي. لدي الكثير من الحرية هنا. يعرف المدير الفني أن لديه مهاجماً صريحاً مثل أوليفييه جيرو الذي يتحرك في المناطق الدفاعية للمنافسين بالشكل الذي يمكنني من التحرك في المساحات الخالية. لكن الأمر مختلف في باريس سان جيرمان، حيث يُطلب مني أن ألعب مهاجماً محورياً». وسعى باريس سان جيرمان للتعاقد مع مهاجم صريح هذا الموسم، لكنه لم ينجح في ذلك.
ورغم التقارير التي تشير إلى أن مبابي يرى الآن أنه أخطأ عندما وقّع عقداً جديداً مع باريس سان جيرمان، فإن رحيله في يناير يبدو غير مرجح. لقد تمسك باريس سان جيرمان بشدة باللاعب الفرنسي الشاب، ورفض سلسلة من العروض المغرية من ريال مدريد، وازدادت أهمية اللاعب، على الصعيدين الرياضي والسياسي، منذ ذلك الحين. وبالنظر إلى المستويات العالية التي يقدمها اللاعب بشكل مستمر، فإن باريس سان جيرمان لن يضر بفرصه في الفوز بدوري أبطال أوروبا في منتصف الموسم. وفي الوقت نفسه، فإن السعر الذي طلبه باريس سان جيرمان للتخلي عن خدمات اللاعب خلال الصيف الماضي، والذي تشير تقارير إلى أنه وصل إلى 400 مليون يورو، سيجعل جميع الأندية تؤجل خطتها للتعاقد مع اللاعب. وبالتالي، يبدو رحيل اللاعب في الصيف المقبل أكثر احتمالاً.
ومع ذلك، لا يزال الوضع غامضاً. لقد نفى عدد من زملاء مبابي رؤية أي شعور بالحزن على اللاعب الفرنسي الشاب، وقال المدير الرياضي للنادي لويس كامبوس، الذي قيل إنه يشعر أيضاً «بالخيانة» من قبل النادي، ويريد الرحيل وسط اهتمام من نادي تشيلسي، في تصريحات صحافية: «أنا مندهش جداً لأنني أقضي كل أيامي مع كيليان، ولم يطلب مني أو من رئيس النادي الرحيل في يناير». في غضون ذلك، لا يزال ريال مدريد مهتماً بضم اللاعب، لكنه يشعر بأن ما يقوم به مبابي هو مجرد محاولات للضغط على باريس سان جيرمان لتلبية مطالبه.
لكن تلك المطالب المتعلقة بالصفقات الجديدة وطريقة اللعب ربما جعلت موقف اللاعب بالفعل غير مقبول. ورغم سعادة لاعبي باريس سان جيرمان في البداية ببقاء مبابي، فإن الفريق أصبح يشعر بالغضب بسبب سلوكه المتعجرف وسلطاته الجديدة، ويشعر زملاؤه في الفريق بأنه في طريقه للتخلي عنهم، ويصابون بالذهول من سلوكه الذي يتأرجح بين المرح والكآبة يوماً بعد يوم.
في الماضي، كان مبابي يقع بين دائرتين اجتماعيتين رئيسيتين في باريس سان جيرمان: مجموعة أميركا الجنوبية (التي انتقلت من الناطقين باللغة الإسبانية بشكل أساسي، بما في ذلك مبابي، إلى البرتغالية في الآونة الأخيرة) ومجموعة الفرنكوفونية. ومع ذلك، ذكرت صحيفة «ليكيب» أن المهاجم الفرنسي فقد دعم صديقه المقرب والظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي، وزملائه المتحدثين بالفرنسية هوغو إيكيتيكي ونوردي موكيلي وبريسنيل كيمبيمبي.
كما ستضعف مكانته داخل مجموعة لاعبي أميركا الجنوبية بسبب عداوته مع نيمار. وبحسب ما ورد، فإن مبابي قد دعم فكرة انفتاح النادي على بيع نيمار قبل بداية الموسم، كما يشعر اللاعب البرازيلي بالغضب بسبب غطرسة وغرور اللاعب الفرنسي. ووصف مبابي علاقته مع نيمار بأنها «ساخنة وباردة» الشهر الماضي بعد مشاجرات في التدريبات، واتهامات بعدم التمرير لبعضهما البعض، وخلاف حول من يسدد ركلات الجزاء. وحاول كل من سيرخيو راموس وميسي التوسط.
وسواء كان هذا التحول الأخير بمثابة خداع، أو موقف حقيقي، أو إحباط بسيط، أو رغبة حقيقية في الرحيل، فإن السبب الرئيسي وراء كل هذا هو باريس سان جيرمان نتيجة سوء الإدارة على المدى الطويل. لقد كان إقناع مبابي بالبقاء انتصاراً كبيراً للنادي، لكن التكلفة قد تكون منهكة. من الصعب تجاهل الشعور بأن مبابي يرى نفسه الآن أكثر أهمية من بقية لاعبي الفريق، بل وأكثر أهمية من باريس سان جيرمان نفسه، وقد تم إخباره بذلك بالفعل من قبل الجميع في النادي، ومن وسائل الإعلام الفرنسية، ومن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورغم أن رئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، ومجموعة قطر للاستثمارات الرياضية، يشعران بالثقة من قرار مبابي بالبقاء في مايو (أيار)، فإن رفض النادي بيع لاعب يريد الرحيل بمقابل مادي كبير للغاية قبل عام واحد فقط من نهاية عقده كان قراراً متهوراً. وإذا استمر الوضع الحالي في التصعيد، فإن فرص باريس سان جيرمان في الفوز بدوري أبطال أوروبا، التي ربما تكون الأقوى على الإطلاق تحت قيادة مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية، يمكن أن تتضرر بشدة بسبب النزاعات الداخلية الناجمة عن الوعود التي تم تقديمها للحفاظ على مبابي، وحالة عدم الاستقرار المحيطة بمستقبله.
قد يكون بيع اللاعب هو القرار الحكيم، كما كان يبدو في ذلك الوقت. وفي ظل رغبة مبابي في الرحيل (مرة أخرى) قبل نهاية عقده بعام واحد فقط (مرة أخرى)، قد يكون لدى باريس سان جيرمان فرصة ثانية لاتخاذ القرار الصحيح. وهذه المرة يجب أن يكون الأمر بسيطاً، لأن مبابي لديه على ما يبدو شيء أكبر من النادي الفرنسي!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.