متلازمة انسحاب الأفيون... رُضع يرثون إدمان أمهاتهم

باحثون يتوصلون لأول علاج لا يتضمن مواد مخدرة

البكاء المفرط أحد أعراض متلازمة انسحاب الأفيون (Public Domain)
البكاء المفرط أحد أعراض متلازمة انسحاب الأفيون (Public Domain)
TT

متلازمة انسحاب الأفيون... رُضع يرثون إدمان أمهاتهم

البكاء المفرط أحد أعراض متلازمة انسحاب الأفيون (Public Domain)
البكاء المفرط أحد أعراض متلازمة انسحاب الأفيون (Public Domain)

إذا كانت الأم تتناول مواد أفيونية خلال فترة الحمل، سواء لأغراض علاجية أو ترفيهية، فإن فرص إصابة نجلها بمتلازمة انسحاب الأفيون تكون كبيرة تتراوح بين 50 إلى 75 في المائة.
وبسبب هذه المتلازمة، يعاني عديد من هؤلاء الرضع، في الأيام الأولى إلى أسابيع من حياتهم، أعراضاً تشمل البكاء المفرط، والتهيج، والرعشة، وصعوبة النوم والأكل، وغالباً ما يحتاجون إلى الإقامة في وحدة العناية المركزة.
ويولد أكثر من 30 ألف طفل سنوياً في الولايات المتحدة مصابين بهذه المتلازمة، ومع ذلك فإن خيارات العلاج تقتصر على الرعاية الداعمة أو العلاج بمزيد من المواد الأفيونية، مثل المورفين، وهي المشكلة التي اقترب فريق بحثي أميركي من علاجها باكتشاف فائدة لدواء «أوندانسيترون» المضاد للغثيان في علاج تلك المشكلة؛ حيث وجدوا خلال دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «جورنال أوف بيريناتولوجي»، أنه إذا تم إعطاؤه للأم في أثناء المخاض، وللوليد لمدة 5 أيام بعد الولادة، يمكن أن يقلل من أعراض الانسحاب.
ويقول غاري بيلتز، أستاذ التخدير بجامعة ستانفورد، والمؤلف الرئيسي للدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة في 13 أكتوبر (تشرين الأول): «إنها المحاولة الأولى لفعل شيء يمكن أن يمنع حدوث متلازمة الانسحاب هذه عند الرضع المعرضين للخطر، وتتضمن كل الجهود الحالية محاولة إعطاء الطفل نوعاً مختلفاً من الأفيون أو مدة علاج مختلفة».
وعقار «أوندانسيترون» ليس مادة أفيونية، وغالباً ما يوصف لعلاج الغثيان المرتبط بالحمل أو العلاج الكيميائي، ولا يفهم العلماء تماماً كيف يقلل من أعراض الانسحاب؛ لكنه يعمل على مستقبلات «السيروتونين» في الدماغ.
وتنبع التجربة من العمل الذي أجراه بيلتز على الفئران منذ ما يقرب من 15 عاماً، في السنوات الأولى من وباء المواد الأفيونية.
وباستخدام طريقة حسابية طورها لتحديد الأساس الجيني للاختلافات في السمات الطبية الحيوية أو قابلية المرض في الفئران، شرع في دراسة الاختلافات في الاستجابات الأفيونية، وكان للجين الخاص بمستقبلات السيروتونين المسمى «5HT3» أقوى تأثير على استجابات الأفيون. ولحسن الحظ، تمت الموافقة بالفعل على «أوندانسيترون»، المعروف بحجب مستقبلات «5HT3»، من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ويقول بيلتز: «لقد حددنا الاختلافات الجينية في الاستجابة الأفيونية، وكنا محظوظين جداً لأن الجين كان مستهدفاً بعقار شائع الاستخدام».
وعندما تم إعطاء الفئران التي تعاني الانسحاب، عقار «أوندانسيترون»، تم تقليل أعراضها بشكل كبير، وقام فريق بيلتز بعد ذلك باختبار الدواء على متطوعين بالغين من البشر وأثبت فعالية.
ودرست التجربة الجديدة 90 من الأمهات اللائي استخدمن المسكنات الأفيونية أثناء الحمل وأطفالهن. وفي نصف المشاركين، أعطيت الأمهات عقار «أوندانسيترون» قبل 4 ساعات من الولادة، ثم تلقى أطفالهن حديثو الولادة جرعة يومية من الدواء لمدة 5 أيام، وتم قياس شدة أعراض الانسحاب لدى الأطفال حديثي الولادة باستخدام نظام تسجيل يقيم عديداً من العوامل، بما في ذلك البكاء والنوم والحركات والتنفس والتغذية.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يتلقون «أوندانسيترون» لديهم درجات أعراض أقل بنسبة 20 في المائة من الأطفال الذين يتلقون العلاج الوهمي، وكان هناك أيضاً اتجاه نحو إقامة أقصر في المستشفى.



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.