ترك إعلان وزارة الأمن الداخلي الأميركية منذ أيام معدودة، أن الفنزويليين الذين يعبرون الحدود الأميركية بشكل غير قانوني سيتم ترحيلهم تلقائياً إلى المكسيك، انعكاسات فورية على آلاف الحالمين بالدخول إلى الولايات المتحدة هرباً من نظام نيكولاس مادورو.
في المقابل وعدت واشنطن بوضع برنامج إنساني للهجرة القانونية المباشرة من فنزويلا، مستوحى من الإجراءات المطبقة على الأوكرانيين الفارين من الغزو الروسي، ويفترض أن يشمل 24 ألف فنزويلي.
وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن بذلك، في إبطاء وتيرة وصول القادمين، علماً بأنه ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021 دخل 155 ألف فنزويلي إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية، وهو عدد يشكّل ثلاثة أضعاف ما سُجل قبل عام.
وفي ذلك، نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً جاء فيه: «اجتاز خوسيه سبع دول ليهرب من كراكاس ويصل إلى الولايات المتحدة. لكن فرحة هذا الفنزويلي بلقاء زوجته على الأرض الأميركية أخيرا كانت قصيرة. فبعد دقائق، علم أن ابنه البالغ من العمر 22 عاما الذي يقوم برحلة خطيرة للانضمام إليه، سيطرد بشكل تلقائي إذا وصل إلى الحدود الأميركية».
وروى خوسيه الذي تم تغيير اسمه بناء على طلبه لأسباب أمنية، «عندما قرأت الأخبار على (تطبيق) تيك توك، اتصلت بابني على الفور وطلبت منه ألا يواصل مسيرته». وأضاف «حتى تلك اللحظة كنت سعيدا مثل طفل في عيد الميلاد».
ويتوجه غالبية هؤلاء المهاجرين إلى تكساس، مثل خوسيه الذي لم يتردد في الخوض في مياه نهر ريو غراندي التي غمرته حتى كتفيه، ليصل إلى الأراضي الأميركية... وفي مدينة إيغل باس الواقعة في ولاية تكساس، وعلى الحدود المكسيكية، قال خوسيه الذي يغطي الوحل حذاءه: «هذا لا شيء بالمقارنة مع ما اضطررت لفعله لأصل إلى هنا».
وغادر أكثر من ستة ملايين فنزويلي بلادهم منذ 2015 حسب الأمم المتحدة، هربا من نظام مادورو الاستبدادي والركود الاقتصادي. ووجد كثيرون في البداية ملاذاً في بلدان أخرى في أميركا اللاتينية. لكن عدد الذين يتدفقون إلى الولايات المتحدة انفجر مؤخراً. وسمحت واشنطن التي لم تعد تربطها علاقات دبلوماسية مع كراكاس، حتى الآن بدخول الفنزويليين إلى الولايات المتحدة لتقديم طلب لجوء.
وكان ابن خوسيه، وصل إلى «أبواب داريان»، وهي الأدغال الجبلية المليئة بالثعابين والعصابات الإجرامية وتفصل بين كولومبيا وبنما، عندما طلب منه والده العودة. وقال خوسيه: «أنا حزين جداً، وكذلك هو، لأننا في نهاية المطاف سنتمكن من أن نكون جميعاً معاً»، وأضاف «لكن كان حزني سيصبح أكبر، لو بذل كل الجهود ووصل، ثم يعود إلى المكسيك حيث (...) تسيء الشرطة معاملتنا». وتابع أنه ليوافق على غض نظره، «سيطلب شرطي 500 دولار، وإذا كنت لا تملكها فإنه يضربك أو يسرقك أو يطردك».
وتؤكد ماريا التي تم تغيير اسمها أيضا «أنهم مخيفون». ولكن ما أثر على هذه الفنزويلية التي وصلت إلى إيغل باس الأحد، لطلب اللجوء، ليس الشرطة المكسيكية، بل عبورها نهر داريان، حيث كان عليها دفع 380 دولاراً لـ«مرشدين» للقيام بذلك. وقالت: «إنه أمر مروع»، موضحة أن المهربين «يقتلون ويغتصبون ويسرقون، والأمر لا يشبه إطلاقا ما نراه في مقاطع الفيديو» المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي.
ورغم هذه المخاطر لا يزال الراغبون في اللجوء يتوافدون... حيث تجمع عشرة آلاف مهاجر فنزويلي على الأقل، في شمال كولومبيا مطلع الأسبوع الحالي في طريقهم إلى بنما، ليتوجهوا منها إلى الولايات المتحدة، حسب السلطات المحلية.
وتمكنت ماريا من العثور على صديقها في جورجيا بجنوب شرقي الولايات المتحدة، الذي بعد أن دفع ثلاثة آلاف دولار للعبور من المكسيك إلى الولايات المتحدة، بات يؤرقه كل ليلة وجود أخواته الثلاث في داريان حاليا.
وتؤكد ماريا أن الفنزويليين يجازفون إلى هذا الحد لأن كثيرين منهم لا خيار آخر لديهم. وتعاني هذه السيدة مرضاً مزمناً. وقالت إن «الأدوية ليست متوفرة» في فنزويلا، «ولو بقيت هناك لما نجوت».
المهاجرون الفنزويليون يائسون بعد إغلاق الحدود الأميركية أمامهم
6 ملايين شخص هربوا من نظام مادورو منذ 2015
المهاجرون الفنزويليون يائسون بعد إغلاق الحدود الأميركية أمامهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة