أحرزت كييف تقدما ميدانيا في الأسابيع القليلة الماضية في المناطق التي ضمتها روسيا إليها رسميا، لكن بعد الضربات الجوية المكثفة التي قامت بها روسيا واستهدفت منشآت للطاقة ومجمعات سكنية، طالبت كييف من حلفائها الغربيين تزويدها بأسلحة لإنشاء ما يسمّيه العسكريون نظام دفاع أرض جو متعدد المستويات، وهذا ما تميل إليه واشنطن، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه لا يخطّط لضربات «مكثّفة» جديدة في أوكرانيا، بعد تلك التي شُنّت في بداية الأسبوع ردّاً على التدمير الجزئي لجسر القرم الذي يلقي باللوم فيه على كييف. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي عقب قمة إقليمية في كازاخستان، «في المستقبل القريب، ليست هناك حاجة لضربات مكثّفة. هناك أهداف أخرى. في الوقت الحالي. سنرى لاحقاً»، مؤكداً أنّ هدفه ليس «تدمير أوكرانيا».
وتمارس واشنطن ضغوطًا على حلفاء كييف لإنشاء نظام دفاع جوي طارئ باستخدام معدات تناسب معايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعضها حديث جدًا وبعضها أقدم، لحماية الأهداف الأوكرانية الأساسية الاستراتيجية من القصف الروسي. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بروكسل، غداة اجتماع لنحو خمسين عضوا في مجموعة الاتصال الأوكرانية التي أسستها الولايات المتحدة وترأسها: «أكثر ما هي بحاجة إليه أوكرانيا فورًا هو الدفاع الجوي»، وهذا ما طالب به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة الأميركية الجنرال مارك ميلي الأربعاء طبيعة أنظمة الدفاع ذات المستويات الثلاثة «أنظمة قصيرة المدى ومنخفضة الارتفاع، ثمّ أنظمة متوسطة المدى ومتوسطة الارتفاع، وأخيرًا أنظمة بعيدة المدى وعالية الارتفاع». وستسمح المستويات الثلاثة بحماية الأهداف الاستراتيجية الأوكرانية كالمدن الكبيرة والمنشآت الأساسية ومراكز السلطة، من الصواريخ الباليستية وصورايخ كروز والطائرات المسيّرة. ومن أجل توفير دفاع ضد الصواريخ الباليستية، تخطط واشنطن لتزويد أوكرانيا ببطاريات باتريوت بعيدة المدى. ويضغط الجيش الأميركي، الذي لديه مخزون محدود منها، على الدول الأخرى التي اشترتها للمشاركة في الجهود. وتحاول واشنطن إقناع إسرائيل بتسليم عناصر من نظام القبة الحديدية الخاص بها. وأضاف رئيس هيئة الأركان الأميركية أن عند تسليم جميع الأنظمة، سيتعيّن «التأكد من إمكانية ربطها معًا بواسطة أنظمة القيادة والاتصالات وأنها مزودة برادارات يمكنها من اتصال الواحد بالآخر، حتى تتمكن من تحديد موقع هدفها في رحلة الاقتراب».
وأوضح أن «ذلك سيكون معقدًا على المستوى التقني (...) وسيستغرق بعض الوقت».
ومن المقرر أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رسميا الاثنين المقبل في لوكسمبورغ على القرار الذي اتخذه سفراء دول التكتل الـ27 أمس الجمعة مهمة تدريب عسكرية لنحو 15 ألف جندي بالقوات المسلحة الأوكرانية.
أحيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكرى يوم المدافعين أمس الجمعة متعهدا بالنصر على روسيا وتحرير بلاده. وفي خطاب مصور ألقاه من منطقة تلال خارج العاصمة كييف، أثنى زيلينسكي على القوات المسلحة الأوكرانية لدفاعها عن البلاد. وقال إن كل ما أخذ من أوكرانيا سيسترد، ولن يُترك أي جندي في الأسر. وقال زيلينسكي على التلال الخضراء خارج قرية فيتاشيف، وهي موقع ثكنة عسكرية تاريخية تطل على نهر دنيبرو، «يبدو أن العدو الحالي بشره يمثل كل أعداء دولتنا الذين واجهناهم من قبل». وأضاف «من خلال هزيمة هذا العدو، سنرد على جميع الأعداء الذين اعتدوا على أوكرانيا... سيكون هذا انتصارا لشعبنا كافة. وسيكون هذا انتصارا للقوات المسلحة الأوكرانية».
وقالت بريطانيا الجمعة إن قوات مدعومة من روسيا حققت تقدما تكتيكيا في الأيام الثلاثة الماضية نحو وسط بلدة باخموت الاستراتيجية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، ومن المرجح أن تتوغل في القرى جنوب البلدة. وتقع باخموت على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية أن المجموعة العسكرية الخاصة المعروفة باسم مجموعة فاغنر «من المرجح أن تظل» مشاركة بكثافة في القتال في باخموت. وقالت الوزارة إن روسيا واصلت عملياتها الهجومية في وسط منطقة دونباس وتحقق تقدما «بطيئا للغاية».
وقالت وزارة «إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا» في أوكرانيا إن القوات المسلحة الأوكرانية حررت أكثر من 600 منطقة من الاحتلال الروسي في الشهر المنصرم، بما في ذلك 75 في إقليم خيرسون الاستراتيجي.
واشنطن تحث الحلفاء على إنشاء دفاع جوي يناسب الناتو لحماية أوكرانيا
واشنطن تحث الحلفاء على إنشاء دفاع جوي يناسب الناتو لحماية أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة