تقام في الأسابيع القليلة المقبلة، 4 مهرجانات عربية كبيرة تتوالى على نحو كثيف لا يفصل الواحد منها عن الآخر سوى بضعة أيام، وفي بعض الأحوال تتداخل المواعيد فينطلق اثنان منها في وقت واحد.
الحفل السينمائي الشاسع والمتنوّع يبدأ بمهرجان «أيام قرطاج السينمائية» في دورته الـ33، التي تقع ما بين 29 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
في 11 نوفمبر، وبعد نحو أسبوع من انتهاء مهرجان قرطاج التونسي، ينطلق مهرجان «مراكش» في دورته الـ19 التي تنتهي في الـ19 منه. خلال ذلك سينطلق مهرجان «القاهرة السينمائي» في 13 من الشهر نفسه لينتهي في الـ23 منه، حاملاً رقم دورته الـ 44.
بعد نحو أسبوع من انتهاء مهرجان «القاهرة» ينطلق مهرجان «البحر الأحمر» في دورته الثانية، ممتداً من أول ديسمبر (كانون الأول) إلى العاشر منه.
بين هذه المهرجانات المتلاحقة ينفرد مهرجان «البحر الأحمر» في السعودية بكونه الأكبر شأناً وحجماً وثراءً. إدارته لم تتردد في توسيع رقعة الطموحات على أكثر من صعيد، بدءاً من نوعية الأفلام المختارة إلى إسهامه الناجح في تقديم الأفلام السعودية للجمهور المحلي والعالمي، وإلى الدعم المتنوع للأفلام من كل صوب.
السعودية أيضاً محط ترحاب مهرجان «قرطاج»، إذ تحل ضيف المهرجان التونسي بـ7 أفلام. ومهرجان «قرطاج» لا يفتقر إلى العراقة شأنه في ذلك شأن مهرجان «القاهرة» الذي انتصر على أزماته المادية والإدارية أكثر من مرّة، وانتهى الآن إلى يدين خبيرتين: حسين فهمي رئيساً، وأمير رمسيس مديراً عاماً.
لكن تضارب المواعيد لا يزال على حاله منذ سنوات بعيدة. مهرجان «مراكش» لا ينوي تغيير موعده، كذلك لا يجد مهرجان «القاهرة» نافذة أخرى غير تلك التواريخ المعلنة لنشاطه. إذا انتقل إلى الأمام اصطدم بمهرجان «قرطاج» وإذا انتقل إلى الوراء وجد نفسه في منافسة مع مهرجان «البحر الأحمر».
رحيل
لم تكن الممثلة البريطانية الأصل أنجيلا لانسبوري، التي رحلت في 11 من الشهر الحالي عن 96 سنة، فتاة ذات جمال صارخ عندما انتقلت للعمل في هوليوود في مطلع الأربعينات. لكنها كانت تتمتع بموهبتين: الإصرار على تحقيق النجاح، وموهبة إشغال العين بحضور لافت وتمثيل جيد.
وُلدت في لندن من أب إنجليزي وأم أيرلندية امتهنت التمثيل، هي موينا ماكجيل التي ظهرت في السينما (في أدوار مساندة غالباً) من العام 1922. حين وصلت أنجيلا إلى نيويورك سنة 1940 انخرطت سريعاً في معهد للتمثيل، وبعد سنوات قليلة وجدت نفسها في عدد من الأفلام اللافتة مثل «غازلايت» الذي لعبت بطولته إنغريد برغمن (1944)، و«صورة دوريان غراي» أمام دونا ريد وجورج ساندرز.
رُشّحت لـ«أوسكار- أفضل تمثيل نسائي مساند» عن هذين الفيلمين، ومن ثَم رُشّحت مرّة ثالثة في الإطار نفسه، عن دورها في «المرشح المنشوري (The Manchurian Candidate)». لم يحالفها الحظ في أي من هذه الترشيحات، لكن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية المانحة للأوسكار، أنعمت عليها بأوسكار شرفي عن جلّ أعمالها سنة 2014.
ظهرت أنجيلا في 55 فيلماً وفي أدوار متنوعّة من بينها 3 أفلام مستوحاة من الأدب البوليسي هي «موت على النيل» (نسخة 1978)، و«المرآة مشروخة» (1980)، وكلاهما من توقيع أغاثا كريستي، والثالث (سنة 1979) «السيدة تختفي (The Lady Vanishes) »، المستوحى من رواية إيثل لينا وايت، التي ظهرت في السينما لأول مرّة على يدي ألفرد هيتشكوك سنة 1938.
وجدت الممثلة في شخصية المرأة التي تهوى التحقيقات البوليسية ملاذاً تلفزيونياً في مسلسل «Murder She Wrote» الذي امتد من 1984 وحتى 1996. لديها دور صغير في الفيلم المقبل Glass Onion : A Knives Out Mystery
استعادة
إذ ينطلق للعروض فيلم «Halloween Ends» هذا الأسبوع، لا بد من التذكير بأن من وقف وراء هذه السلسلة في البداية كان المخرج جون كاربنتر، عندما حقّق الفيلم الأول سنة 1978. قبل ذلك كان أخرج فيلمان فقط هما «Dark Star» سنة 1974، و«Assault on Precinct 13» سنة 1975.
هذا الفيلم الثاني السابق مباشرة لنجاحه الكبير في «هالووين»، يمكن مشاهدته كما لو كان عملاً جديداً ينخرط بين الرائج الحالي من أفلام التشويق، يقوم على مركز بوليس في حي متواضع، عليه أن يخلي المكان في صباح اليوم التالي. الأفراد القلائل فيه يحضِّرون أنفسهم لذلك. فجأة تهاجم عصابة من عصابات الشوارع المركز بغية اقتحامه. المدافع الأول عنه هو الأسود، أوستن ستوكر (الذي رحل في الأسبوع نفسه الذي شهد رحيل أنجيلا لانسبوري)، تماماً كما كان حال بطل فيلم الرعب الكلاسيكي «The Night of the Living Dead» لجورج أ. روميرو (1968).
حبكة «الهجوم على المركز 13» الصغيرة مشدودة على نحو مشوّق طوال الوقت. الناتج معركة طويلة واحدة تستمر طوال الليل.