«أوبك» تخفض توقعاتها لنمو الطلب للمرة الرابعة

وسط تباطؤ الاقتصادات العالمية وتخمينات بتراجع أسعار النفط إلى 60 دولاراً للبرميل

تراجع الاستثمارات في قطاع النفط ينعكس بدوره على العرض والطلب ومن ثم الأسعار (رويترز)
تراجع الاستثمارات في قطاع النفط ينعكس بدوره على العرض والطلب ومن ثم الأسعار (رويترز)
TT

«أوبك» تخفض توقعاتها لنمو الطلب للمرة الرابعة

تراجع الاستثمارات في قطاع النفط ينعكس بدوره على العرض والطلب ومن ثم الأسعار (رويترز)
تراجع الاستثمارات في قطاع النفط ينعكس بدوره على العرض والطلب ومن ثم الأسعار (رويترز)

خفضت «أوبك»، أمس (الأربعاء)، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2022 للمرة الرابعة منذ أبريل (نيسان)، وقلصت أيضاً أرقام العام المقبل، وعزت ذلك إلى تباطؤ الاقتصادات وعودة إجراءات احتواء فيروس كورونا في الصين وارتفاع التضخم.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تقرير شهري، إن الطلب على النفط سيرتفع 2.64 مليون برميل يومياً أو 2.7 في المائة في 2022 بانخفاض 460 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة.
وقالت «أوبك» في التقرير «دخل الاقتصاد العالمي في فترة من عدم اليقين المتزايد والتحديات المتزايدة، وسط استمرار ارتفاع مستويات التضخم، وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية الرئيسية، ومستويات الديون السيادية المرتفعة في العديد من المناطق، فضلاً عن مشكلات الإمدادات المستمرة».
وتعطي توقعات انخفاض الطلب سياقاً إضافياً لتحرك «أوبك» وحلفائها الأسبوع الماضي، أو المجموعة المعروفة باسم «أوبك بلس»، لإجراء أكبر خفض في الإنتاج منذ عام 2020 لدعم السوق، وسط انتقادات من الولايات المتحدة للقرار.
وحتى بعد الخفض، ما زالت «أوبك» تتوقع نمواً أقوى للطلب هذا العام والعام المقبل، مقارنة بوكالة الطاقة الدولية التي أصدرت أحدث توقعاتها يوم الخميس الماضي.
وتتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب على النفط العام المقبل 2.34 مليون برميل يومياً، أي أقل 360 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة، ليبلغ الطلب 102.02 مليون برميل يومياً. وما زالت «أوبك» تتوقع أن يتجاوز الطلب في 2023 مستويات ما قبل الجائحة في 2019.
وخفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى 2.7 في المائة من 3.1 في المائة، كما خفضت توقعات العام المقبل إلى 2.5 في المائة، وقالت إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التقليص. وخفض صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، توقعاته للنمو العالمي لعام 2023 وحذر من زيادة مخاطر حدوث ركود اقتصادي عالمي.
وذكرت «أوبك» في تقريرها: «مخاطر التراجع الرئيسية لا تزال قائمة»، مضيفة أن هناك احتمالاً محدوداً للصعود من عوامل مثل إجراءات مالية في الاتحاد الأوروبي والصين وأي حل للصراع في أوكرانيا.
واتجهت أسعار النفط التي كانت تضعف نتيجة المخاوف بشأن الاقتصاد إلى الانخفاض بعد صدور التقرير ليتم تداول البرميل دون 93 دولاراً.
عملت «أوبك بلس» في معظم هذا العام على زيادة إنتاج النفط للتخلص من التخفيضات القياسية التي أقرتها في عام 2020 بعد أن أدت جائحة «كوفيد – 19» إلى انخفاض حاد في الطلب.
ودعا قرارها في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى زيادة 100 ألف برميل يومياً في هدف إنتاج المجموعة، منها نحو 64 ألف برميل يومياً كان من المفترض أن تأتي من الدول العشر الأعضاء في «أوبك».
وأظهر التقرير أن إنتاج «أوبك» ارتفع 146 ألف برميل يومياً إلى 29.77 مليون برميل يومياً في سبتمبر بقيادة السعودية ونيجيريا. ومع ذلك، فإن «أوبك» تضخ أقل بكثير مما دعا إليه اتفاق «أوبك بلس» بسبب قلة الاستثمار في حقول النفط في بعض الدول الأعضاء.
وتتوقع «أوبك» أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على نفطها الخام 29.4 مليون برميل يومياً العام المقبل بانخفاض 300 ألف برميل يومياً عن توقعات الشهر الماضي، وهو ما يشير إلى وجود فائض قدره 370 ألف برميل يومياً إذا استمر الإنتاج بمعدل سبتمبر وظلت الأمور أخرى كما هي.
في الأثناء، توقع تقرير صادر عن شركة الاستشارات والوساطة «آر.بي.سي كابيتال ماركتس» تراجع سعر خام برنت إلى 60 دولاراً للبرميل بحلول منتصف العام المقبل 2023 إذا اشتدت حدة أزمة الركود الاقتصادي التي تهدد العالم حالياً. بينما توقعت وصول سعر النفط إلى ما بين 115 و120 دولاراً للبرميل في حال ازدهار الاقتصاد العالمي.


مقالات ذات صلة

النفط يصعد وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط

الاقتصاد منظر جوي لحقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة في العراق (رويترز)

النفط يصعد وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، يوم الجمعة، مع تقييم المستثمرين للمخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط، لكن مؤشرات على تراجع الطلب حدّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد علم العراق يرفرف أمام حقل نفطي (رويترز)

«رويترز»: العراق يعتزم خفض الإنتاج لـ3.85 - 3.9 مليون برميل يومياً في سبتمبر

قال مصدر مطلع لـ«رويترز» يوم الخميس إن العراق يعتزم خفض إنتاجه من النفط إلى ما بين 3.85 مليون و3.9 مليون برميل يومياً في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد اللقاء بين الغيص ووزير النفط العراقي (وكالة الأنباء العراقية)

الغيص يؤكد على أهمية «التعويض» لضمان استقرار أسواق النفط

بحث الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي.

حمزة مصطفى (بغداد) «الشرق الأوسط» (أستانة)
الاقتصاد الغيص ملتقياً وزير النفط العراقي حيان عبد الغني في بغداد (وزارة النفط العراقية)

بعد كازاخستان... الأمين العام لـ«أوبك» في بغداد لـ«بحث تطورات السوق النفطية»

وصل الأمين العام لـ«منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)»، هيثم الغيص، إلى بغداد في زيارة تستغرق يومين لبحث تطورات السوق النفطية، آتياً من كازاخستان.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد مضخات في حقل نفط بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

غولدمان ساكس يخفض 5 دولارات من توقعاته لسعر النفط في 2025

خفض غولدمان ساكس توقعاته لمتوسط سعر خام برنت في 2025 ونطاق تحركاته السعرية 5 دولارات للبرميل، مرجحاً تأثر السوق بالزيادات التي لم تكن متوقعة لمخزونات النفط.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سلطنة عُمان تتوسع في استكشاف النفط والغاز بتوقيع اتفاقية امتياز جديدة

جانب من توقيع اتفاقية الامتياز الجديدة لاستكشاف النفط والغاز (العمانية)
جانب من توقيع اتفاقية الامتياز الجديدة لاستكشاف النفط والغاز (العمانية)
TT

سلطنة عُمان تتوسع في استكشاف النفط والغاز بتوقيع اتفاقية امتياز جديدة

جانب من توقيع اتفاقية الامتياز الجديدة لاستكشاف النفط والغاز (العمانية)
جانب من توقيع اتفاقية الامتياز الجديدة لاستكشاف النفط والغاز (العمانية)

وقّعت وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عُمان، الأحد، بمسقط اتفاقية مع شركة «دليل للنفط» (المشغل) لاستكشاف وتطوير منطقة الامتياز رقم 15 بمحافظة الظاهرة البالغ مساحتها 1389 كيلومتراً مربعاً، في خطوة استراتيجية نحو تعزيز احتياطيات النفط والغاز وزيادة معدلات الإنتاج.

وبموجب هذه الاتفاقية، ستلتزم شركة «دليل للنفط» بصفتها المشغل، بتنفيذ سلسلة من الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية المتقدمة، وإعادة معالجة البيانات الزلزالية القائمة، وتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد، إضافةً إلى حفر مجموعة من الآبار لتقييم الإمكانات الهيدروكربونية في المنطقة.

وقَّع الاتفاقية نيابة عن حكومة سلطنة عمان المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وعن شركة «دليل للنفط» وقَّعها الدكتور محمد بن علي البرواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة «مجموعة محمد البرواني»، وشانغ يو نائب رئيس الشركة الوطنية الصينية للتطوير.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن صلاح بن حفيظ الذهب مدير عام الاستثمار بوزارة الطاقة والمعادن قوله إن الوزارة تتطلع أن تسفر جهود شركة «دليل للنفط» في منطقة الامتياز 15 عن تطوير الاستكشافات الهيدروكربونية الحالية، وإضافة استكشافات أخرى تسهم في دعم احتياطيات سلطنة عُمان، وتعزز من قدرتها الإنتاجية في قطاع الطاقة.

وقال مدير عام الاستثمار بوزارة الطاقة والمعادن إن التوقيع مع الشركة بصفتها المشغل لهذا المربع يأتي بعد نجاحها في تطوير منطقة الامتياز رقم 5 بكفاءة عالية ورفع إنتاجها اليومي من النفط من 5 آلاف إلى أكثر من 50 ألف برميل يومياً ويعود ذلك إلى استراتيجيتها في الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والتطوير المستمر، ما انعكس على قدرتها في الحفاظ على تكاليف تشغيلية تنافسية.

وأضاف أن الاتفاقية تجسد ثقة الحكومة بالشركات الوطنية العاملة في القطاع، وتعزز أيضاً من علاقة سلطنة عُمان مع الشركاء الصينيين، ما يفتح المجال لفرص تعاون جديدة تعمل على جلب الاستثمارات الأجنبية.