لين كلايف... مزجت الطب بالجمال في 9 سنوات

لين كلايف لا تنطبق عليها مقولة «كوني جميلة واصمتي» إنما تستحق أن يقال لها «كوني جميلة وطببي» لأنها حسناء وطبيبة بالوقت نفسه، فهي تحمل عدة ألقاب واستطاعت أن تتزوج وتنجب وتدرس الطب وتحصل على لفبيً ملكة جمال المتزوجات في بريطانيا Mrs UK World وTop Model International في مدة تسع سنوات فقط، فهي جاءت إلى بريطانيا كلاجئة، هربت لين من سوريا مع أهلها في عام 2013 للابتعاد عن حرب كادت تمزق طموحها ورؤيتها المستقبلية الواعدة، جاءت بحقيبة ملابس حملتها على ظهرها لتستقر في منطقة يوركشير شمال إنجلترا، درست الإنجليزية لتصبح بعدها مترجمة لمنظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. التحقت بجامعة شيفيلد وتخرّجت في عام 2019، وتستعد حالياً لتدريبها النهائي لتصبح طبيبة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية الـNHS وطموحها لا ينتهي هنا بحيث ترغب لين بأن تتابع دراستها والتخصص في مجال الجراحة.
ما قامت به لين كلايف في مدة لم تتعدِ السنوات التسع قد يستغرق عشرات السنين لتحقيقه بالنسبة لغيرها، فهي ناضلت من أجل التأقلم في بلد جديد وثقافة مختلفة، ولكنها أصرت على أن تقدم شيئاً مقابل الاحتواء الإيجابي الذي تلقته من بريطانيا بعد وصولها إليها، فعملت أيضاً كسفيرة للمساواة لجمعية «Sona Circle» التي تساعد اللاجئين، بحيث قامت بجمع الأموال للعديد من الجمعيات الخيرية، إلى جانب عملها كمسعف متطوع في الصليب الأحمر البريطاني لمدة ثلاث سنوات.

الفستان الذي ارتدته لين في حفل تتويجها بلقب عارضة العام العالمية من تصميم هويدا بريدي

في مقابلة مع «الشرق الأوسط» تكلمت لين عن حياتها الخاصة وعن زواجها من البريطاني نايجل كلايف الذي أنجبت منه طفلة أطلقا عليها اسم أرابيلا وتبلغ من العمر اليوم 14 شهراً، واستهلت كلامها بوصف زوجها بالسند الحقيقي الذي يقف بجانبها لتحقيق أحلامها العديدة، بدءاً بتتويجها في مسابقة ملكة جمال بريطانيا للسيدات المتزوجات في أغسطس (آب) عام 2020 مروراً بمرافقته لها إلى دبي ودول عربية أخرى للمشاركة في الكثير من فعاليات الموضة وانتهاء بفوزها بلقب عارضة العام في مسابقة «توب موديل إنترناشونال» التي أقيمت الشهر الماضي.
حصلت لين على الجنسية البريطانية في عام 2020 ورغم ذلك رفضت السفارة الأميركية منحها تأشيرة دخول للولايات المتحدة للمشاركة بمسابقة ملكة جمال المتزوجات في العالم، والسبب هو مكان ولادة لين في دمشق، وتصدرت قضية لين ورفض السفارة منحها التأشيرة (علماً بأنها أعطيت لزوجها وابنتها) موجة من الانتقادات وحملة ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة البريطانية والعربية، وعالجت الجهات الأميركية هذه المسألة وحلتها عن طريق إعطاء لين التأشيرة ولكن بعد فوات الأوان لأن الحفل كان قد جرى في لاس فيغاس في الوقت الذي كانت تصارع فيه لين من أجل الحصول على الفيزا، ولكن الجهات القائمة على تنظيم هذا الحفل كانت متفهمة للأمر ومنحت لين فرصة تمثيل المملكة المتحدة في المسابقة المذكورة في يناير (كانون الثاني) القادم لتكون أول امرأة عربية تشارك في مسابقة على هذا المستوى ممثلة المملكة المتحدة. كما شاركت كلايف كعضو في لجنة تحكيم مسابقة «Miss Universe GB» في عام 2021.
عن سؤالها عما إذا كان الزواج يقف عائقاً في حياتها المهنية وطموحاتها في مضمار التقديم التلفزيوني ومسابقات الجمال، ردت لين: «لا أبداً، فأنا زوجة وأم في الدرجة الأولى، وعندما التقيت بزوجي عرف من البداية بأني لست وجهاً جميلاً فقط وعزز طموحي وشجعني».
وتكلمت لين عن الصدفة التي جمعتها بزوجها، فإلى جانب كونها طبيبة وملكة جمال فهي تهوى القتال، وانضمت إلى الأكاديمية الخاصة بهذه الرياضة في منطقة يوركشير الشمالية، وخلال رحلة لها مع أعضاء آخرين من الأكاديمية إلى رومانيا منذ خمس سنوات، كان نايجل الذي أصبح زوج لين لاحقاً من بين المدربين الرسميين في تلك الرحلة، كان يشاهد حركاتها في القتال وفجأة تعرضت لضربة على وجهها أدت إلى كسر أحد أسنانها الأمامية، فخاف المنظمون من ردة فعلها خاصة أنها ملكة جمال وشكلها مهم جداً بالنسبة لها، ولكنها تصرفت بشكل لافت صدم الجميع بمن فيهم نايجل، حيث حملت سنها المكسورة ورمتها على الأرض وقالت لنتابع القتال، في تلك اللحظة قال نايجل لمرافقيه وهو يشاهدها من وراء الزجاج: «سأتزوج هذه المرأة». وهكذا حصل، حيث قاما بالتعارف أكثر إلى أن طلب يدها بالزواج، فنايجل يعمل كمحامٍ متخصص بالجرائم والدفاع ويعمل في مدينة هال.
وعن مسابقة Top Model World International تقول لين إنها كانت مقسمة إلى عدة أقسام وتعتمد على عدة مزايا على رأسها الطول. وشاركت فيها فتيات من مختلف الأعمار ومن دول مختلفة مثل أستراليا، وأميركا، والبرازيل، وجنوب أفريقيا والعديد من الدول الأوروبية. خلال النهائي الذي كان في 17 أيلول في لندن تمكنت لين من الفوز بلقب Top Model Worldwide Classic، أفضل عارضة أزياء في العالم لعام 2022. وشددت لين على دعمها للمصممين العرب ولذا تراها تتعامل دائماً مع مصممين من البلاد العربية، وصممت فستان مسابقة «أفضل عارضة أزياء في العالم» المصممة السورية هويدا بريدي المقيمة في دبي، والفستان يحتفل بحياة الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت أخيراً بعد احتفالها باعتلاء عرشها على مدى سبعين عاماً في مايو (أيار) الماضي، واختارت لين بأن يكون وجه الملكة مع الطوابع البريدية من ضمن التصميم الذي يطغى عليه اللون الفضي مع أحجار براقة على الياقة لتذكرنا بالتاج الملكي المرصع بالأحجار الكريمة والماس، وأرادت لين أن تكون الملكة حاضرة على فستانها الرسمي تقديراً منها للمملكة المتحدة. كما تتعامل لين مع مصممة المجوهرات اللبنانية لينا جودي صاحبة علامة «La Joyeria» التي قامت بتصميم المجوهرات الخاصة بالحفل المذكور وتتعاون معها باستمرار وقامت جودي بتصميم بعض المجوهرات التي تحمل اسم لين وابنتها أرابيلا.
ومن النشاطات التي تقوم بها لين عقب هذه المسابقة مشاركتها في حملة «مايند» Mind المعنية بالصحة العقلية، وستعمل هذه الحملة إلى جانب أسماء معروفة في العالم العربي أمثال شكران مرتجى وغيرها الذين سيدعمون هذه الحملة تحت شعار «Be Kind To Yourself» وستدير لين برنامجاً لتسليط الضوء على هذه الحملة على شبكة التواصل الاجتماعي وستكون تلك الحلقات باللغتين العربية والإنجليزية. يشار إلى أن إيما هاردي العضو في البرلمان البريطاني تدعم حملة لين وخصتها بتسجيل مصور نشرته كلايف على حساب «إنستغرام» الخاص بها يظهر هاردي وهي تدعم الحملة الخاصة بالصحة العقلية.
وفي نهاية الحديث عبرت لين عن تقديرها للدعم الذي لاقته من العرب من جميع الجنسيات وتتطلع لتمثيل المملكة المتحدة في الحفل الذي سيقام في لاس فيغاس في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
تطمح لين كلايف لتكون قدوة إيجابية للفتيات الصغيرات على وجه الخصوص لإثبات ما يمكن تحقيقه بالتصميم والعمل الجاد، وذلك عبر إيصال رسالتها بمحتواها المثابر والقوي التي تجمع مزيجها الخاص بين الجمال والعقل.
الحديث مع لين كلايف شيق لأنها تمزج ما بين العلم والثقافة وحب المنافسة والجمال، وختمت كلامها بتشجيع الفتيات بتحقيق أحلامهن والعمل الدؤوب للحصول على شهادة علمية، لأن العلم والجمال يجب أن يكملا بعضهما البعض، مشددة على قوة العقل.