قبرص تتهم الاتحاد الأوروبي بـ«التسامح» تجاه أنقرة

بروكسل تؤكد أهمية تركيا في أمن الطاقة والغذاء... وانفراجة في ملف «إف 16»

نيكوس أناستاسيادس لدى مشاركته في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في براغ في 7 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
نيكوس أناستاسيادس لدى مشاركته في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في براغ في 7 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

قبرص تتهم الاتحاد الأوروبي بـ«التسامح» تجاه أنقرة

نيكوس أناستاسيادس لدى مشاركته في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في براغ في 7 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
نيكوس أناستاسيادس لدى مشاركته في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في براغ في 7 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)

بينما أكدت المفوضية الأوروبية أنَّ تركيا شريكٌ هام وموثوق بالنسبة للاتحاد الأوروبي في ما يخص أمن الطاقة وإمدادات الغذاء، انتقدت قبرص ما وصفته بـ«المعايير المزدوجة» و«التسامح» من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه تجاهل تركيا للقانون الدولي.
وفي الوقت ذاته، كشفت مصادر عن إلغاء الشروط الخاصة ببيع مقاتلات «إف 16» إلى تركيا في نسخة مجلس الشيوخ الأميركي من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني للعام 2023.
واعتبر الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أن «المعايير المزدوجة» و«التسامح» من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا يشجعان حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان على تجاهل القانون الدولي والمجازفة بإثارة صراع جديد في المنطقة.
أضاف أناستاسيادس، في مقابلة نقلتها وسائل إعلام تركية أمس الأربعاء، أنه مع أن الروابط السياسية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي مع أنقرة تسمح لها بالاحتفاظ بوضعها كمرشح لعضويته، فإن ذلك يمنح تركيا، فعلياً، «درعاً دبلوماسياً».
ولفت أناستاسيادس إلى أنه «ليس من الممكن بالنسبة لنا أن نقول إن روسيا تنتهك القانون الدولي، ولكن عندما ينتهك القانون الدولي من قبل دولة مرشحة ضد أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي، فإننا نتظاهر بأننا لا نفهم المغزى... هذا التسامح هو الذي يشجع ويخلق خطر اندلاع صراع جديد في أوروبا».
وأوضح أنه يشعر بالمرارة إزاء ما سماه «المعايير المزدوجة» للمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في ما يتعلق بتركيا وروسيا، قائلا: «أتحدث عن تركيا التي تسهل حتى تصدير منتجات مثل الصلب الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها».
وهدّدت تركيا، مؤخراً، بزيادة عدد قواتها في شمال قبرص، البالغ 40 ألف جندي، وتعزيزها بالأسلحة والمعدات العسكرية رداً على قرار الولايات المتحدة رفع حظر توريد الأسلحة إلى قبرص، الذي فرض عام 1978، لمنع سباق تسلح بالجزيرة التي قسمت بين شطرين يوناني وتركي عام 1974. ونددت بشدة بإدراج الولايات المتحدة قبرص ضمن برنامج شراكة الدولة لمكتب الحرس الوطني التابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وشددت على أنها، كضامن، ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمن القبارصة الأتراك.
وفي مقابل تصريحات الرئيس القبرصي، أكد مفوض شؤون التوسع وسياسة الجوار بالاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، أن تركيا شريك مهم وموثوق بالنسبة للتكتل في ما يخص أمن الطاقة.
وقال فارهيلي، في كلمة خلال استعراضه أمس الأربعاء في البرلمان الأوروبي تقرير التوسع للمفوضية الأوروبية للعام 2022، إنه انطلاقاً من التحديات الجيوسياسية الحالية، فإن التعاون مع تركيا في أمن الطاقة والغذاء بات ضرورياً أكثر مما مضى.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية، لفت فارهيلي إلى أن تركيا لعبت دوراً رئيساً في اتفاق شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية المبرم في يوليو (تموز) الماضي، وأنها تبقى دولة ممر آمنة ومهمة بالنسبة لأمن الغذاء الأوروبي. وأكد أن تركيا ما زالت شريكاً رئيساً وبلداً مرشحاً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، كشفت مصادر مطلعة عن إلغاء الشروط الخاصة ببيع طائرات «إف 16» إلى تركيا في نسخة مجلس الشيوخ الأميركي من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني للعام 2023.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن مجلس الشيوخ الأميركي عقد، أول من أمس الثلاثاء، جلسة لتحديد الصيغة النهائية لمشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يتضمن ميزانية الدفاع للعام المقبل. ويناقش نحو 900 ملحق مطروح من أجل الإضافة إلى مشروع القانون.
ونقلت عن مصادر مطلعة في الكونغرس أنه تم إخراج ملحقين مطروحين من قبل السناتور عن ولاية نيو جيرسي بوب مينينديز، والسناتور عن ولاية ماريلاند كريس فان هولن، يجعلان بيع الولايات المتحدة مقاتلات «إف 16» لتركيا مرتبطاً بشروط.
وأشارت المصادر إلى أنه سبق أن أضيف ملحق مماثل إلى نسخة مجلس النواب من مشروع القانون، إلا أنه يتوقع إخراجه في النص المشترك.
ومن الشروط التي طرحت في ملحق مينينديز؛ التعهد باتخاذ خطوات ملموسة لضمان أن يكون بيع الطائرات لتركيا متوافقاً مع مصالح الأمن القومي الأميركي، وألا يتم استخدام الطائرات المبيعة «في الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اليوناني».
أمّا فان هولن، فقد أضاف إلى مشروع القانون شرط عدم استخدام الطائرات ضد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الحليفة للولايات المتحدة في الحرب على «داعش» في سوريا، وأن توافق تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وطلبت تركيا من الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الحصول على 40 طائرة «إف 16» حديثة ومعدات تطوير لطائراتها القديمة من هذا الطراز كبديل عن منعها من الحصول على مقاتلات «إف 35» بعدما حصلت على منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» في صيف العام 2019، حيث دفعت مبلغ 1.4 مليار دولار في صفقة للحصول على 100 مقاتلة «إف 35» في إطار برنامج متعدد الأطراف لإنتاجها وتطويرها تحت إشراف «الناتو» تم إخراجها منه بسبب الصفقة مع روسيا.
وطالبت اليونان واشنطن، في يونيو (حزيران) الماضي، بأن تراعي التوتر في شرق البحر المتوسط عند التفكير في منح تركيا مقاتلات «إف 16». وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حلفاء في «الناتو»، خاصاً الولايات المتحدة بالذكر. وقال إن واشنطن ترسل أسلحة وطائرات إلى اليونان، فيما تقوم الأخيرة بتهديد الطائرات التركية باستخدام منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 300».


مقالات ذات صلة

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الاقتصاد الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

ارتفعت اسعار العقارات بشكل حاد في مدينة ليماسول الساحلية القبرصية، مع إقبال كبير للإسرائيليين واستعداد روس أو أوكرانيين لدفع إيجارات باهظة، فيما يواجه القبارصة صعاباً في العثور على سكن فيها. كانت ايليني كونستانتينيدو تستأجر شقة قرب الشاطئ لقاء 400 يورو في 2016، لكنها تحتاج الآن، على حد قولها، إلى دفع "1500 يورو على الأقل من أجل شقة مؤلفة من غرفتين" في ليماسول، المدينة الواقعة في جنوب الجزيرة المتوسطية. واضطرت الشابة، مع زوجها واطفالها، للانتقال والعيش مع والديها، نظراً لعدم تمكنها من دفع هذا المبلغ. وقالت الشابة التي ولدت في ليماسول، ثاني أكبر مدينة في البلاد والبالغ عدد سكانها حوالي 176 ألف ن

شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيريه الجزائري أحمد عطاف، والقبرصي كونستانتينوس كومبوس، التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تبادل معهما وجهات النظر حيالها. جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين، هنأ فيهما الأمير فيصل بن فرحان، عطاف وكومبوس، بمناسبة توليهما منصبيهما الجديدين، وتناولا العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من الجزائر وقبرص، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم خريستودوليدس يلتقط صوراً مع أنصاره بعد الإدلاء بصوته أمس (إ.ب.أ)

خريستودوليدس يفوز برئاسة قبرص

تصدر وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، اليوم (الأحد)، في الجزيرة الواقعة بشرق البحر المتوسط، والعضو في الاتحاد الأوروبي، حسبما أظهرت استطلاعات رأي أوردتها قنوات تلفزيونية محليّة. وواجه خريستودوليدس (49 عاماً) في الدورة الثانية دبلوماسياً آخر هو أندرياس مافرويانيس (66 عاماً) في انتخابات تركزت رهاناتها على مكافحة التضخم والفساد. وبلغت نسبة المشاركة 72.2 في المائة حسب مصدر رسمي.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم المرشح الرئاسي وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس (Cyprus Forum 2022)

وزير خارجية سابق يتصدر سباق الرئاسة في قبرص

أفادت هيئة البث الرسمية القبرصية (سي واي بي سي)، بأن المرشح الرئاسي القبرصي نيكوس كريستودوليدس يتصدر في استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات اليوم (الأحد)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت هيئة البث إن كريستودوليدس حصد نسبة أصوات ما بين 50.5 إلى 53.5 في المائة من التصويت مقارنة بأندرياس مافرويانيس الذي حصد ما بين 46.5 إلى 49.5 في المائة. وأفادت هيئات بث أخرى بأن كريستودوليدس متقدم. وكريستودوليدس (49 عاماً) هو وزير الخارجية السابق، فيما كان الدبلوماسي مافرويانيس (66 عاماً) كبير المفاوضين في محادثات السلام مع القبارصة الأتراك، وممثلاً دائم

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم من الاقتراع في مدينة ليماسول (أ.ف.ب)

قبرص تختار رئيساً جديداً وسط تحديات التضخم والفساد... واللجوء

أدلى القبارصة بأصواتهم، الأحد، لانتخاب رئيس، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين. ويبدو وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاماً) الذي يقدم نفسه على أنه «مستقل»، المرشّح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، وهو الذي يحظى بتأييد الأحزاب الوسطية. وكان هذا الدبلوماسي وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أناستاسيادس بين 2018 و2022.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.